لو فاتتك الوظيفة وصّل اللى شغالين فيها

كتب: محمود عبدالرحمن

لو فاتتك الوظيفة  وصّل اللى شغالين فيها

لو فاتتك الوظيفة وصّل اللى شغالين فيها

بجلبابه القصير، وعقاله الذى يغطى قمة رأسه، وقف تحت سقف إحدى التاندات الخشبية، يحتمى فى ظلها لحين وصول أحد زبائنه، الذين اعتاد توصيلهم داخل شوارع المنطقة الصناعية الثالثة، مقابل الحصول على بضعة جنيهات تُعينه على قضاء حوائجه اليومية.

محمود صابر، شاب عشرينى، من أبناء محافظة سوهاج، لم يسعده الحظ بالحصول على قسط واف من التعليم، فتعلم القراءة والكتابة فقط، وبعد بلوغه سن الخامسة عشرة كان عليه أن يُلازم أصدقاءه الذين يجيئون إلى القاهرة ليكسبوا أرزاقهم، إلا أن مؤهلاته العلمية، وعدم تعلمه «صنعة»، وقفا عقبة أمامه فى الحصول على فرصة عمل فى أى من مصانع أو شركات المنطقة الصناعية بالعاشر من رمضان، فهداه تفكيره، بعد نصيحة أحد أقاربه، للعمل سائق موتوسيكل نقل داخلى داخل شوارع المنطقة، ينقل الركاب مقابل الحصول منهم على الأجرة.

{long_qoute_1}

يقول «صابر» إن العمال الذين يعملون فى مصانع لا يوجد بها أوتوبيسات نقل خاصة، هم مصدر رزقه -وزملائه- حيث يقومون بالركوب معه على دراجته النارية، ويطلبون منه توصيلهم إلى أماكن عملهم مقابل دفع مبالغ مالية تتراوح ما بين خمسة إلى عشرة جنيهات، على حسب طول مشاويرهم.

ويشير صابر إلى أن تلك المهنة تكون رائجة مع بداية كل شهر «عشان الموظفين بيكونوا لسه قابضين وحالتهم المادية كويسة»، ومع الدخول فى النصف الثانى من الشهر، يقل العمل بدرجة كبيرة، حيث يتراص عمال المصانع على جانبى الطرق الرئيسية فى المدينة الصناعية منتظرين وصول أى سيارة نقل للركوب فيها «أى عربية نقل أو أوتوبيس بيكون داخل لجوه المدينة بيقف ياخدهم، أو يتشعبطوا وراه لو مفيش مكان»، وفى تلك الحالة لا يكون أمام «صابر»، سوى الاعتماد بشكل رئيسى على زبائن المنطقة السكنية، الذين يذهبون إلى عملهم فى الصباح خارج حدود المدينة الصناعية، ثم يعودون إليها آخر اليوم، وأحياناً يحتاج بعضهم إلى توصيلة.

«لو لقيت شغل فى المصانع دلوقتى مش هشتغل، أنا كده كويس، بعملى 10 مشاوير فى اليوم بـ100 جنيه، من غير ما ألتزم بمواعيد حضور ولا انصراف ولا غيره، إيه بقى اللى يخلينى أشيل وأحط طول الشهر وفى الآخر أقبض ألف جنيه، لا هتأكلنى ولا هتشربنى»، هكذا انتقل حلم الشاب العشرينى من العمل موظفاً فى أى من شركات أو مصانع المنطقة الصناعية، مثلما كان حلمه فى البداية، إلى شراء سيارة ميكروباص يعمل بها فى نقل الركاب، بعدما ذاق حرية العمل، على حد قوله، وأن يصبح هو مدير نفسه، لا يتحكم فيه أحد.


مواضيع متعلقة