الوطن في "بيت الأمة".. قصر سعد زغلول محاط بالقمامة والباعة الجائلين

كتب: صفية النجار

الوطن في "بيت الأمة".. قصر سعد زغلول محاط بالقمامة والباعة الجائلين

الوطن في "بيت الأمة".. قصر سعد زغلول محاط بالقمامة والباعة الجائلين

وسط ميدان "سليمان باشا" قديما، وميدان سعد زغلول حاليا، يوجد بيت زعيم الأمة وقائد ثورة 1919 سعد زغلول، الذي صُمم بمزيج من الفن القديم والحديث، يحيط بالبيت حديقة واسعة مزروعة بالنخيل والأشجار يتقدمها تمثال سعد زغلول الذى يقع أمام المنزل الذي عاش فيه مع رفيقة دربه صفية زغلول ابنة رئيس الوزارء الأسبق مصطفى فهمى باشا.

ملأت صفية زغلول، المنزل بصور زوجها سعد عقب وفاته، ولأنهم لم ينجبا أطفالا أوصت أن يتحول المنزل إلى تحفة فنية يقصدها الجميع، وعلى الرغم من إغلاقه لسنوات بعد وفاتهما إلا أنه افتتح مرة أخرى وتم تنظيفه وترتيبه في 1946، وكان تابعا للدولة ولم يخطط لافتتاحه كمتحف للزوار بعد، ثم افتتح وأعيد ترميمة وطلاءه بنفس الألوان التي كان مطليا بها، وافتتح للجمهور العام في 2003 حيث يقصده بالزيارة كلا من الأجانب والرحلات المدرسية، وتنظم في الحديقة بعض الحفلات والعروض المسرحية.

ويتكون المنزل من طابقين وأجنحة تحتوي على العديد من الغرف التي من أهمها، "غرفة الصالون الصغير" وتقع جهة اليسار وهي الغرفة التي كانت تستقبل فيها صفية زغلول ضيوفها، وكانت تنظم فيه الجلسات النسائية للسيدات اللاتي شاركن في المظاهرات كما استقبلت فيها السيدة أم كلثوم عندما جاءت لتعزيها في وفاة سعد زغلول، وإلى جانب الصالون الصغير، توجد غرفة الصالون الكبير الذي كان يستقبل فيها سعد زغلول ضيوفه ووفوده ويعقد فيه إجتماعاته الهامة، وإلى جانبه توجد غرفة الصالون الشتوى.

أما الجناح الأيمن فهو يشمل غرفه الطعام، ويوجد بها "السفرة" و"النيش بمستلزماته" ويتوسط الجناح الأيمن والأيسر صالة كبيرة مملؤة باللوحات والصور ويقع فى مؤخرتها "السلم" الذي يوجد بجانبه صندوق لأسلحة صيد أهداها ملك الحبشة لسعد زغلول.

كما يتكون الطابق الثانى من "جناح للنوم" عبارة عن غرفة ملابس صفية زغلول يليها غرفة النوم المشتركة ثم غرفة الملابس الخاصة بسعد زعول، أما الجناح الثانى فهو للمعيشة، ويسمى بـ"الحرملك"، وحرص وسعد زغلول وزوجته على توثيق اللحظات المهمة فى حياتهما فى صور ووضعتها على جدران المنزل فلا توجد حائط تخلو من صورة تحكي قصة أو حادثة تاريخية مهمة.

وفى مواجهة المنزل يقع ضريح سعد زغلول الذي بنى عام 1931 ليدفن فيه زعيم الأمة وهو مبنى على الطراز الفرعوني لإتاحة الفرصة لكافة المصريين والأجأنب لزيارته، حتى لا يصطبغ الضريح بصبغة دينية تعوق محبي الزعيم المسيحيين والأجانب من زيارته، وقد اهمل لفتره ثم أعيد ترميمه وأصبح على الخريطة السياحية للعاصمة.

ورغم أن بيت زعيم الأمة الذى تحول إلى متحف تنفيذا لوصية زوجته وضريحه الذي أصبح أحد المزارات السياحة، إلا أن العشوائية مازالت تسيطر على المكان، رغم وقوعه في منطقة حيوية مليئة بالوزارات والمصالح الحكومية، إذ لم يمنع ذلك الباعة الجائلين أن يلتفوا حول المنزل والضريح، فضلاً عن انتشار القمامة حوله.

أما عن جيران سعد زغلول، فهم ليسو موجودين فعلياً، وإنما الموجود أبناءهم وأحفادهم، الذين لم يعاصروا سعد زغلول، فسيد أحمد يسكن فى المنطقة منذ 70 عاما، صاحب كوافير سيدات يقع أمام منزل سعد زغلول، يشاهد زوار المتحف الذين يأتوا إليه، ولكنه لم يفكر ذات مره أن يدخله، "بيت الأمة موجود قدامي على طول وبشوفه من بلكونة بيتي".

أما حمدى عاصم فهو أحد سكان المنطقة منذ أكثر من 75 عاما، وشاهد على التطورات التى شهدها المكان، حيث كان الشارع في البداية مقتصرا على بيت سعد زغلول وقسم الشرطة ثم بني المسجد والعمارات المجاورة، يشير بيده إلى بيت سعد زغلول ويقول: "البيت دا طول عمره بيت الأمة، ورغم إني ما شفتش سعد باشا زغلول ولا مراته صفية هانم إلا أني كنت بشوف الخدم بتاع البيت وكان منهم بنت يونانية، وعم فضل اللي بيهتم بالمزرعة، وعم موسى اللي كان مسؤول عن الضريح، وكلهم كانوا أصحابي".


مواضيع متعلقة