من "طلعت حرب" لـ"سعد زغلول".. النوستالجيا وسيلة المعلنين لجذب الجمهور

كتب: سمر صالح

من "طلعت حرب" لـ"سعد زغلول".. النوستالجيا وسيلة المعلنين لجذب الجمهور

من "طلعت حرب" لـ"سعد زغلول".. النوستالجيا وسيلة المعلنين لجذب الجمهور

"النوستالجيا".. وسيلة جديدة لجأ إليها المعلنون في الحملات الإعلانية، للترويج لمنتجاتهم بطريقة عصرية، وتنتشر هذه الطريقة بشكل أكبر، في شهر رمضان، حيث يعتمد المعلنون على إحياء الماضي وذكرياته الجميلة.

وعلى لحن أغنية "العيد فرحة"، المحفورة في أذهان كثير من المصريين، طرح محل شهير للحلويات، حملة إعلانية اعتمدت على طرح تساؤل طالما طرحه المصريون، وهو: "مين سعد نبيهة"، والحقيقة أنه ليس شخصا، ونطقه الصحيح "سعدنا بيها"، ونجح محل الحلويات الشهير، في جذب الجمهور له.

اختارت شركة من شركات الإنشاءات والتجمعات السكنية، الجمع بين أكثر من أغنية قديمة، مثل "يالا يا أصحاب بينا نسهر بينا نفرح"، التي غنتها منى عبدالغني، و"على شط بحر الهوا" و"يا سنيني عودي" لحميد الشاعري"، في طريقة ربطت بين عرض الخدمة المعلن عنها بشكل عصري، واسترجاع الذكريات القديمة الجميلة.

وجذب إعلان الفنان محمد هنيدي، الخاص بإحدى شركات الاتصالات، أنظار الجمهور في الأيام الأولى من عرضه، حيث استخدم فيه لحنا من أغنيات قديمة، بينها أغنية "أنا واد خلاصة" للمطرب حمدي باتشان، و"العتبة جزاز"، وأغنية "ذهب الليل" للفنان الراحل محمد فوزي، وغيرها من الأغنيات التي شكلت حالة خاصة من ذكريات الزمن الجميل.

وقبل أسابيع قليلة، انطلقت في الشوارع حملة خاصة بإحدى البنوك الشهيرة، كان شعارها "طلعت حرب راجع"، ونجحت في إثارة التساؤلات بشأن الخدمة المعلن عنها، مستغلة بذلك اسم تاريخي شهير، وهو مؤسس الاقتصاد المصري طلعت حرب.

وعلى نفس الطريقة، أطلقت إحدى شركات الشوكولاتة القديمة، حملة إعلانية على موقع "فيس بوك"، اعتمدت خلالها على شخصيات ارتبطت في أذهان المصريين، مثل الزعيم سعد زغلول، وكوكب الشرق أم كلثوم.

وفي هذا السياق، يقول أحمد النادري مدير التسويق في إحدى شركات الشوكولاتة الشهيرة، التي اعتمدت على الترويج من خلال شخصية سعد زغلول وأم كلثوم، إن الهدف من الأسلوب، تذكير المصريين بالذكريات والشخصيات القديمة التي يحبونها، من خلال ربطها بالمنتج في شكله الجديد.

وأضاف النادري، لـ"الوطن": "هذه الطريقة إحدى الوسائل الناجحة لجذب الانتباه واسترجاع الذكريات القديمة"، معتبرًا هذا النوع من الحملات الإعلانية يدعم كل ما هو مصري ويساعد على تأصيل المنتج وربطه في أذهان الناس بالماضي الجميل.

{long_qoute_1}

بدوره، قال الدكتور هشام جمال أستاذ الإعلام المرئي بجامعة القاهرة، إن السباق الإعلاني أصبح مزدحما بكم كبير من الإعلانات والدعاية والإعلان، تعتمد على جذب انتباه المشاهد من خلال استخدام لحن معروف يسهل تذكره للجمهور.

وأضاف جمال، لـ"الوطن": "استخدام الشخصيات القديمة والألحان القديمة، يختصر على المعلن مسافة كبيرة في جذب انتباه الجمهور، وبالتالي يسهل حفظ الإعلان وتذكر المنتج، لأننا شعب عاطفي يتعلق بالذكريات القديمة".

وأوضح أستاذ الإعلام المرئي، أن مساوئ هذا الأسلوب الدعائي هو الإساءة للتراث الفني والإبداعي الخاص بنا في بعض الأحيان، بخاصة وأن الأجيال الجديدة ترتبط بأغنية الإعلان وتغفل الأغنية الأصلية، حسب قوله.


مواضيع متعلقة