من «اسأل استشير» إلى «حسنين ومحمدين»: ضجيج إعلانى بلا طحين

كتب: إمام أحمد

من «اسأل استشير» إلى «حسنين ومحمدين»: ضجيج إعلانى بلا طحين

من «اسأل استشير» إلى «حسنين ومحمدين»: ضجيج إعلانى بلا طحين

«الراجل مش بس بكلمته الراجل برعايته لبيته وأسرته»، عبارة شهيرة فى واحد من أشهر إعلانات الحملات التى أطلقتها وزارة الصحة لحث المواطنين على تنظيم الأسرة واتباع إرشادات الصحة الإنجابية، لكن تلك الحملات من «اسأل استشير» إلى حملة «حسنين ومحمدين» التى انتشرت خلال التسعينات حتى قبل ثورة 25 يناير، لم تنجح فى مواجهة ظاهرة النمو السكانى برغم وصولها إلى كل البيوت عبر شاشات التليفزيون.

ومع تأكيد الرئيس عبدالفتاح السيسى على ضرورة التغيير فى الثقافة العامة لمجابهة هذه الظاهرة التى تؤثر بالسلب على النمو الاقتصادى، لجأت وزارة الصحة إلى نفس السلاح القديم، وأعلنت العام الماضى قبل شهر رمضان، تخصيص 2 مليون و800 ألف جنيه من ميزانية الوزارة لتوصيل رسائل توعية للمواطنين بالقضية السكانية وتنويهات عن تنظيم الأسرة بالتليفزيون، لدعم جهود التوعية والتعبئة المجتمعية المرتبطة بتنفيذ الاستراتيجية القومية للسكان «2015-2030».

محاولة لم تفض إلى شىء جديد، بحسب الدكتور قدرى حفنى، أستاذ علم النفس السياسى، الذى أكد أن رسائل التوعية «اللى على طريقة حدوتة آخر الليل» لا تصل إلى المواطن بقدر مكاشفته بالحقائق والأرقام، ودعوته ليكون شريكاً فى حمل المسئولية وليس متلقياً فحسب، يقول: «مواجهة أى أزمة يجب أن تكون بالمكاشفة، كما يفعل الرئيس السيسى فى خطابه إلى الشعب، لكن المسئولين والوزراء لا يتحدثون بنفس الدرجة من المكاشفة.. هل هناك كارثة أكبر من كارثة نكسة 67؟ ومع ذلك فإن ما أنقذ عبدالناصر هو خروجه للمواطنين وتحمله للمسئولية أمامهم ومكاشفتهم. يجب أن يكون التعامل بهذه الطريقة»، يضيف «حفنى» أن رفع درجة وعى المواطن بأمور الاقتصاد وتحديات الدولة سيجعله تلقائياً يحد من عملية الإنجاب، وليس التلقين بالإعلانات فقط.

بحسب وزارة الصحة، فإن خطتها لمواجهة الظاهرة لا تقتصر على حملات التليفزيون والإعلانات التى تخاطب الجماهير فقط، لكن هناك مبادرات وورشاً تثقيفية مباشرة مع المواطنين.


مواضيع متعلقة