نجيب محفوظ في حوار نادر: "مش قادر أشوف العجب في مصر"

كتب: رحاب عبدالراضي

نجيب محفوظ في حوار نادر: "مش قادر أشوف العجب في مصر"

نجيب محفوظ في حوار نادر: "مش قادر أشوف العجب في مصر"

كانت له قدرة على تجديد نفسه فمرت أعماله بمراحل تطور شديدة وفي بعض الأحيان انقلب الروائي الراحل نجيب محفوظ، على نفسه في الفكر أكثر من مرة، فتنوعت كتاباته وأعماله، والتي تميزت كثيرا ليصبح بها عميد الأدب العربي، ويحصد العديد من الجوائز العالمية والمصرية.

وصف أحوال الأسرة المصرية والشعب المصري، فتناول كل جوانب حياة المصريين وإقامتهم في الحواري ومعاناتهم مع الحروب في رواياته التي تحولت إلى أفلام، والتي قدمها بالفصحى ليلاقي انتقادا كثيرا نظرا لأنه يجسد فئة فقيرة ومدنية من الشعب في خلال أفلامه، فقال عنه عبدالعظيم أنيس، "إن محفوظ يستفز القارئ بسبب استخدامه حوارًا بالفصحى على لسان شخصيات من الأحياء الشعبية"، فيما فسر أديب نوبل في حوار له مهمة الأدب في علاقته باللغة بأنه ارتقاء بالعامية وتطور للفصحي لتتقارب اللغتان.

وعن القصص التاريخية التي بدأ بها محفوظ رحلته الأدبية قال: روايتي "عبث الأقدار" و"رادوبيس" هي حكايات أصلها من الأدب الفرعوني القديم، فالقصة كانت موجودة، لكنني أدخلت عليها خيالي، مضيفا "أجد متعة كبيرة حينما أشاهد روايتي على شاشة السينما".

وحول الجدل الذى أثير عقب حصوله على جائزة نوبل، وأنها جائزة سياسية وعنصرية، قال محفوظ، "لي ملاحظات كثيرة في المقدمة إن كثيرا من الصحفيين كانوا يسألونني عن جائزة نوبل، ولكن أحدا منهم لم يفكر في الذهاب لسكرتير اللجنة ويسأله عن العرب وملاحظتهم على الجائزة ورأيهم فيها".

تمتع الأديب العالمي بخفة الظل، فسأله أحد مذيعي قناة دريم "لما كنت داخل على التسعين سألوك شايف مصر إزاي قلت عشنا وشفنا العجب، ودلوقتي وإنت داخل على ال93 شايف الدنيا إزاي ليرد مازحا: "مش قادر اشوف العجب"، ويكمل المذيع ضاحكا "إزاي تخرج مصر من معاناتها بعد الحروب ليرد محفوظ "انت فكرك أنا عارف تخرج إزاي وماقلتش"، مضيفا "أمنياتي بسيطة حسن الختام وأن تخرج مصر من أزمتها لأتمتع بالسعادة".

وصف محفوظ، العالم العربي، بأن ماضيه مجيد وحاضره مؤسف ومستقبله نرجو أن يكون مشرقا.

عانى محفوظ في نهاية حياته من ضعف سمعه، وبصره، معبرا عن استيائه من تملكه لوقت فراغ كبير قائلا: "بحاول أملأ فراغي بقدر الإمكان وماقدرش اتفرج على التليفزيون وفقدت حاجات كتير والعوض لقيته في الأصدقاء الحمدلله".

يذكر أن الروائي المصري الكبير نجيب محفوظ، ولد في حي الحسين في القاهرة عام 1911، ومن أبرز أعماله رواية "القاهرة الجديدة"، و"بين القصرين" و"قصر الشوق" "أولاد حارتنا"، "خان الخليلي"، "زقاق المدق".


مواضيع متعلقة