بالصور| في ذكرى وفاته الـ11.. حال تمثال نجيب محفوظ بعين صانعه

كتب: روان الخطيب

بالصور| في ذكرى وفاته الـ11.. حال تمثال نجيب محفوظ بعين صانعه

بالصور| في ذكرى وفاته الـ11.. حال تمثال نجيب محفوظ بعين صانعه

الطين الأسواني وقالب الجبس وطبقات الشمع والبرونز، أدوات استخدمها الفنان التشكيلي السيد عبده سليم، أستاذ النحت بجامعة كفر الشيخ والعميد السابق لكلية التربية النوعية بها، في تصميمه لتمثال الأديب المصري نجيب محفوظ عام 2002، بعد أن كُلف بعمله من قبل محافظ الجيزة بمناسبة بلوغ الكاتب عامه الـ90.

"ما باليد حيلة".. عبارة تشرح المعنى الذي يشعر به سليم تجاه تمثال نجيب محفوظ، بعد مرور 15 عامًا على تنفيذه وما آل إليه الآن: "اكتشفت من فترة أنهم بيدهنوا التمثال كوسيلة لتجديده بدون ما يرجعوا للفنان اللي قام بتنفيذه من الأساس، رغم إن في قانون بيمنع دا بس ما بيتفعلش، ومن المفترض أن الدولة تقوم كل فترة بتعيين أشخاص مسؤولة عن تنظيف التمثال وترميمه وصيانته".

تصميمات مختلفة وأفكار عديدة وضعها الفنان التشكيلي لشكل التمثال المقترح لمحفوظ، إحداها وهو يسير في الشارع متأبطا كتبه وجرائده ومتكئا على عصاه وهي ما وافقت عليه اللجنة المكونة من الأديب محمد سلماوي وابنتيّ الكاتب والمستشار محمود أبو الليل محافظ الجيزة، في ذلك الوقت وبعض مستشاريه: "جاتلي فكرة أنه ماشي على الرصيف عشان أعمل تصميم واقعي وأقرب الناس منه، ويشوفوه على حاجة روتينية كان بيعملها دايمًا، وهوا أنه بيمشي من بيته لحد كازينو النيل عشان يقعد مع أصحابه".

رفض واعتراضات تعرض لها التمثال حتى تقرر وضعه في ميدان "سفنكس" بالمهندسين كأحد الميادين المهمة بمحافظة الجيزة، حيث كان من المقرر أن يوضع على كورنيش النيل أمام بيته، ثم قررت اللجنة إقامته فى ميدان "الكيت كات"، إلا أن الأمر لقى رفض ومعارضة بناء على وجود مسجد وجمعية شرعية بالمنطقة، "التمثال خد مني 5 شهور في تنفيذه، وقعد 9 شهور مركون في بيتي في كفر الشيخ لحد ما اتقرر المكان اللي هيتحط فيه، أعتقد وقتها لو كانوا سابوني آخد وقتي في تنفيذه، كان ممكن وقتها طلعت بحاجة أحسن من الموجودة بكتير".

نسب وضعها الفنان التشكيلي في تصميمه للتمثال بأن يتم وضعه على قاعدة أقصى ارتفاع لها يصل إلى مترين، إلا أن محافظ الجيزة أصر حينها أن يوضع أعلى قاعدة طولها يصل إلى 9 أمتار بدعوى أنه يريد أن يرى التمثال كل شخص يسير أعلى الكوبري أو أسفله بشارع جامعة الدول العربية: "كنت رافض وضع التمثال على قاعدة مرتفعة؛ لأن دا أسهم في تحجيمه واختلاف واختلال مسار الرؤية".

"النحت دا فن وعلم ودراسة، وليه علاقة بمنظور وجمال ورؤية معينة وخاصةً مجال النحت الميداني، مش مسموح أن أي فنان يشتغل عليه لأنه ثقافة بصرية بتعتمد على الرؤية والفطرة وتدريب للعين".. هكذا علق الفنان التشكيلي عن المنحوتات والتماثيل التي انتشرت في ميادين مصر الفترة السابقة، مُطالبا بأن توفر الدولة مادة تتحدث عن تاريخ الفن وأصوله حتى ينشأ الطفل منذ صغره على تقدير قيمة الفنون واحترام الألوان، مضيفًا "لازم نربي الحس والذوق البصري من بدري، ما ينفعش نكون إحنا بلد الفن، وأولى الحضارات اللي بدأت فن النحت وغير متذوقين فنيًا ليه".

ويُعد تمثال نجيب محفوظ أول الأعمال الكبيرة التي نُفذت في مصر، من خلال مشروع الفنان بإقامة أول مسبك برونز بالشمع المفقود في مصر في قرية أبشان الشهيرة بمحافظة كفرالشيخ.

 

 

 

 


مواضيع متعلقة