طقوس السفر على خط الإسكندرية: 5 دقائق فى مكان الحادث للعظة والذكرى

كتب: عبدالله عويس

طقوس السفر على خط الإسكندرية: 5 دقائق فى مكان الحادث للعظة والذكرى

طقوس السفر على خط الإسكندرية: 5 دقائق فى مكان الحادث للعظة والذكرى

لحظات من التوجس والخوف، تقطعها الأم على أبنائها بجملة جادة بلكنة ساخرة «كل واحد بياخد نصيبه»، فالطريق من الإسكندرية للقاهرة طويل ممتد، وحادث القطار لا يزال عالقاً فى الأذهان، وستمر الأسرة على نفس القضبان التى سقطت عليها دماء 40 شخصاً، لكن 5 دقائق توقف فيها القطار إلى جوار بقايا القطارين حملت مشاعر متضاربة لم يكن مبدأها الخوف ولا منتهاها الترحم على ضحايا الحادث.

{long_qoute_1}

كانت ضحى حسن برفقة أسرتها، علموا الخبر المفزع بتصادم قطارين وهم فى المصيف، لتحدث عدة مشاورات بخصوص طريق العودة، قطعتها الأم بالتأكيد على ركوب القطار، دون أن يخلو الحديث داخله عن الحادث الأخير، لكن كل شىء اختلف حين توقف القطار لمدة 5 دقائق أمام بقايا القطارين اللذين اصطدم كلاهما بالآخر: «أول ما القطر وقف كلنا فجأة سكتنا، كأن الموت كان محاصر المكان»، لحظات من الصمت تمر على الجالسين داخل القطار، قطعها أربعينى بعدما طلب من الجلوس قراءة الفاتحة على روح المتوفين بالحادث، ليعلو صوت سيدة تسأل الله أن يصل الركاب بسلام ليؤمن على دعائها ركاب العربة: «كان فى أجزاء من بقايا القطار على اليمين والشمال، والناس متلبشة من المنظر بتاع الحديد اللى داخل فى بعضه»، مشيرة إلى أن بعض القضبان تم تجديدها بمحل الحادث. كان الصمت حاضراً والخوف والسيلفى كذلك، فمع وقوف شاب على استحياء لالتقاط صورة له مع القطار، بدأ غيره فى تقليده، والآخرون التقطوا صوراً عادية للأجزاء المتبقية من القطارين، الأمر الذى أغضب جميل عوض، فالرجل السبعينى رأى فى التصرف عدم احترام لموتى الحادث: «يعنى مش وقته صور وكلام فاضى، الناس كلها زعل وحزن مفروض نراعيهم شوية» لكن أحد الشباب قاطع حديثه: «ربنا يرحمهم ويحفظ الناس من الحوادث، إحنا بس بناخد صورة للذكرى مش أكتر». تقاطعه شابة عشرينية مبدية توترها وقلقها من المشهد، لكن أمها تطمئن الجميع مرة أخرى: «كل واحد هياخد نصيبه، ربنا يرحم اللى مات ويحفظ اللى عايش».


مواضيع متعلقة