«عطيات»: باجمع تكاليف «العمرة» من بيع الخضروات و«نفسى أزور النبى»

كتب: سحر عزازى

«عطيات»: باجمع تكاليف «العمرة» من بيع الخضروات و«نفسى أزور النبى»

«عطيات»: باجمع تكاليف «العمرة» من بيع الخضروات و«نفسى أزور النبى»

تجلس على الرصيف بابتسامة رضا تزيّن وجهها، تظهر عليها علامات التقدم فى السن، وأمامها قليل من حزم «الشبت والبقدونس والخس»، تنادى بصوت خافت على بضاعتها التى سرعان ما تتلفها أشعة الشمس، تتركها جانباً لتبدأ السيدة العجوز التى تخطت عامها الـ80، فى عد نقودها التى أخفتها عن أعين الناس، لتعرف ماذا تبقى على ثمن تكاليف العمرة التى تحلم بها منذ 6 سنوات، حين قررت جمعها من بيع الخضار، لتفجأ أن ما بين يديها ألف جنيه فقط من 9 آلاف، لكنها تشعر بالإحباط وخيبة الأمل بعد سرقة ما تجمعه، قائلة: «كل ما أحوش فلوس مرات ابنى تسرقها».

{long_qoute_1}

تعيش «عطيات» على أمل أن تجمع تكلفة العمرة من بيعها الخضار على إحدى أرصفة منطقة «البحوث» بالجيزة، وتضيف: «باجى من إمبابة أبيع هنا عشان محدش يعايرنى من جيرانى». لقد رحل شريك عمرها وسندها ومصدر أمانها فى الحياة قبل 4 سنوات: «كنت عايزة تراب رِجليه، كان غلبان وطيب وكان واعيلى، ما كانش حد بيكلمنى، دلوقتى نسوان ولادى بيضربونى».

«عطيات» تتحمل أيضاً متاعب الحياة ومشقتها وحدها بعد أن فارقتها ابنتها منذ 5 سنوات وتركت فى رقبتها 6 من الأبناء. كل ما يشغل بال «عطيات» حالياً هو جمع أموال العمرة، فتتحمل عبء نقل بضاعتها يومياً دون شكوى رغم تراجع صحتها وضعف جسدها النحيل: «نفسى أزور النبى وأموت هناك بس أروح».

لا تعرف السيدة كم من العمر تبلغ الآن: «اتولدت 1936 بس ما بعرفش أحسب، واسمى فى الشهادة فوقية الحقانى، ومن صغرى بيقولوا لى عطيات». تعاطف أهل المنطقة معها وبادروا بمساعدتها «كل الناس هنا يعرفونى وبيحبونى».


مواضيع متعلقة