من «جنيه» قبل الثورة إلى «5» بعد التعويم «الغلاء ما سابش حاجة.. حتى الورنيش»

من «جنيه» قبل الثورة إلى «5» بعد التعويم «الغلاء ما سابش حاجة.. حتى الورنيش»
- الملك فاروق
- بالسيدة زينب
- بشكل عام
- خارج المنزل
- زيادة الأسعار
- قصر عابدين
- محمد نجيب
- مسح الأحذية
- مقابلة العمل
- أبو
- الملك فاروق
- بالسيدة زينب
- بشكل عام
- خارج المنزل
- زيادة الأسعار
- قصر عابدين
- محمد نجيب
- مسح الأحذية
- مقابلة العمل
- أبو
«نقرة» على صندوق الورنيش، ما إن استجاب لها محمود، حتى أيقن أن عليه دفع مبلغ ما بين 3 إلى 5 جنيهات، فمقابلة العمل الجديدة تستوجب حذاءً لامعاً، ومن ثم فلا بأس، لكن اللحظات التى مضت وهو يمسح حذاءه على أحد أرصفة كورنيش التحرير، عادت به إلى الوراء حين كانت «مسحة الجزمة» بجنيه واحد حتى وقت قريب قبل بضع سنوات. علب الورنيش السائلة منها والصلبة، كانت زيادتها طفيفة بالمقارنة إلى كثير من السلع، لكن العاملين فى هذه المهنة يعانون من زيادة الأسعار بشكل عام شأنهم شأن كثيرين، ولذا لم يتعجب محمود حين أخبره ماسح الحذاء أن عليه دفع 3 جنيهات أو ما جادت به نفسه: «اديتهم له عن طيب خاطر، الحياة بقت صعبة على الكل، وهو أكيد عنده أسرة بيصرف عليها»، مشيراً إلى أنه لا يمسح حذاءه خارج المنزل بشكل منتظم: «بمسح فى البيت أوفر ليا، بس النهارده كنت مستعجل وخرجت على الشغل ودلوقتى رايح مقابلة شغل تانى».
عبدالحميد صادق، أحد ماسحى الأحذية بالسيدة زينب، يتنقل بين أحيائها وشوارعها، ثم يستقر أمام المسجد فى نهاية المطاف، له على ذلك 20 عاماً، بعدما ورث تلك الصنعة من والده، متمنياً ألا يجبر أولاده يوماً على تعلمها: «علبة الورنيش بقت بـ5 جنيه، وفيه ورنيش سائل أغلى شوية، وبنستخدم صبغة بنجيب الكيس بجنيه وبحتاج يومياً اتنين منه حسب الشغل»، قالها مشيراً إلى المارة من أمامه: «لحد الثورة كانت المسحة بجنيه. زوّدنا السعر عشان كل حاجة زادت علينا، خاصة الأيام الأخيرة».
{long_qoute_1}
إلى جوار مترو محمد نجيب، أحد أقدم محال مسح الأحذية فى القاهرة، الذى لا يزال محتفظاً بكل التفاصيل القديمة، ومن هناك كان رجال الملك فاروق يمسحون أحذيتهم حيث قصر عابدين على مقربة، يجلس داخله رسمى ونس بشاى، صاحب الـ70 عاماً، بعدما تسلم المحل من والده: «أبويا ساب لى المحل من 2011 لما الشغل ريح، واتوفى 2013 وسنه 102 سنة»، متذكراً حين كان يحكى له والده عن ضباط الملك والقصر: «كانوا بييجوا هنا يمسحوا الجزم بتعريفة، دلوقتى أى واحد من الناس بيمسح جزمته بيدفع 5 جنيه، كله زاد».