محمود درويش و"ريتّا".. قصة عشق العيون العسلية

محمود درويش و"ريتّا".. قصة عشق العيون العسلية
- الجيش الإسرائيلي
- الحزب الشيوعي
- الصحفية الفرنسية
- تل أبيب
- جائزة الجمهور
- عباس بيضون
- علاقة الحب
- فتاة يهودية
- قصة حقيقية
- لأول مرة
- الجيش الإسرائيلي
- الحزب الشيوعي
- الصحفية الفرنسية
- تل أبيب
- جائزة الجمهور
- عباس بيضون
- علاقة الحب
- فتاة يهودية
- قصة حقيقية
- لأول مرة
بين ريتّا وعيون محمود درويش "بندقية" وأشياء أخرى، قبّلها، حينما كانت صغيرة، بينهما مليون عصفور وصورة ومواعيد كثيرة، اسمُ ريتا كان عيدًا في فمه، وجسم ريتّا كان عرسًا في دمه، فمن هي تلك الفتاة التي أخذت بمجامع قلب درويش، فوصفها أحسن وصف في قصيدته "ريتَا والبندقية".
عام 1995، كشف الشاعر محمود درويش لأول مرة عن سره، كونه أحب في شبابه فتاة يهودية إسرائيلية، من أب بولندي وأمّ روسية، دون أن يكشف عن اسمها.
بعد عامين من هذه المقابلة، حاصرته الأديبة والصحفية الفرنسية لور إدلر، في مقابلة تلفزيونية، بالأسئلة، في محاولة منها للوقوف على حقيقة ريتّا، التي خلّدها في "ريتا والبندقية"، و"شتاء ريتا الطويل"، فتحصّن بالإنكار، مدّعيا أنه لا يعرف امرأة بهذا الاسم، مشيرًا إلى كون "ريتّا"، ما هو إلا اسم فنيّ.
إلا أن الشاعر الفلسطيني، أكد في الحديث ذاته أن هذا الاسم الفني ليس خاليًا من ملامح إنسانية محدّدة، وأمام حصار الأسئلة، لم يجد بدا من التفوّه بجواب هو بمثابة المفتاح، إذا قال درويش: "وإذا كان يريحك أن اعترف أن هذه المرأة موجودة، فهي موجودة أو كانت موجودة.. تلك كانت قصة حقيقية محفورة عميقا في جسدي".
ظلت هُوية ريتّا، التي أحبها درويش، سرًا دفينا، حتى كشف عنها الفيلم الوثائقيّ الجديد "سجل أنا عربي"، للمخرجة والمصورة ابتسام مراعنة، والذي عرض مؤخرًا في مهرجان تل أبيب أو "دوكو أفيف" للأفلام الوثائقية، وفاز بجائزة الجمهور.
زقالت المخرجة إنها سعت للتعرف على شخصية ريتّا في الواقع، إلى أن التقت بها في برلين، حيث تعيش الآن، وأفادت بأن اسمها الحقيقيّ هو "تامار".
من جانبها، قالت "تامار" في الفيلم، إن بداية علاقتها مع محمود درويش، بدأت بعد رقصة أدتها في مقر الحزب الشيوعي الإسرائيلي، الذي كان درويش عضوًا فيه قبل استقالته، وكان عمرها آنذاك 16 عاما، ليفترقا بعدما استدعيت تامار للجندية بسلاح البحرية بالجيش الإسرائيلي.
على الرغم أن العلاقة انتهت منذ نحو 48 عامًا، إلا أن تامار لا تزال تحتفظ برسائل محمود درويش حتى الآن، ومن بينها خطاب يقول لها فيه: "أردت أن أسافر إليك في القدس، حتى أطمئن واهدئ من روعك. توجهت بطلب إلى الحاكم العسكري بعد ظهر يوم الأربعاء، لكي أحصل على تصريح لدخول القدس، لكن طلبي رفض. لطالما حلمت بأن أشرب معك الشاي في المساء، أي أن نتشارك السعادة والغبطة. صدقيني يا عزيزتي إن ذلك يجيش عواطفي، حتى لو كنت بعيدة عني، لا لأن حبي لك أقل من حبك لي، لكن لأنني أحبك أكثر. حبيبتي تامار، أؤكد لك مرة أخرى أنني معك، وأنك لست وحدك. ربما ستعانين بسببي، لكنني أقف إلى جوارك. شكرا لك يا تامار، لأنك جعلت لحياتي طعما. إلى اللقاء. حبيبك محمود".
لكن كيف انتهت علاقة الحب؟ في المقابلة التي أجراها درويش عام 1995 مع الشاعر اللبناني عباس بيضون، قال درويش إن حرب يونيو 1967 أنهت قصة الحب: "دخلت الحرب بين الجسدين بالمعنى المجازي، وأيقظت حساسية بين الطرفين، لم تكن واعية من قبل. تصور أن صديقتك جندية تعتقل بنات شعبك في نابلس مثلا، أو حتى في القدس. ذلك لن يثقل فقط على القلب. لكن على الوعي أيضًا".
"وضعت مُسدَّسَها الصّغير على مُسودة القصيدة، ورمت جَواربها على الكرسي فانكسر الهديل، ومضت إلى المَجْهول حافية، وأدركني الرحيل".