قصة البطاطس المقلية.. بين "خطأ" الطباخ البلجيكي ووصف "الشيف" الفرنسي

قصة البطاطس المقلية.. بين "خطأ" الطباخ البلجيكي ووصف "الشيف" الفرنسي
باتت البطاطس المقلية من أكثر مكونات الوجبات السريعة انتشارًا، وهي البطاطس المخروطة سميكة أو رفيعة، المقلية في الزيت النباتي أو غيره من الزيوت، ثم يضاف عليها الملح أو الخل أو الكاتشب أو المايونيز حسب الثقافة والمذاق.
يعود أصل البطاطس المقلية إلى أكثر من مصدر، ما بين فرنسا وبلجيكا، وبالدرجة الثانية كندا وألمانيا، حيث أن الكثير من الدول تنسب إلى نفسها اختراع البطاطس المقلية، وخاصة فرنسا وبلجيكا:
- الحكاية البلجيكية
هناك حكايتين الأولى تروي أن الوجبة الرئيسية لفقراء بلجيكا كانت أصابع السمك المقلية، وفي عام 1680 في الشتاء البارد القارص تحديدًا تجمدت الأنهار في بلجيكا، وبالتالي اشتد جوع الفقراء عندها قاموا بتقصيص البطاطس على شكل أصابع مثل السمك وقاموا بقليها وأكلها.
أما الرواية الثانية، التي قدمها المؤلف السيد حامد، في كتابه "ومضات إبداعية"، تقول إنه في أحد أيام 1830 وقف الطاهي البلجيكي في مطبخه مزهوا بسرعته في إعداد الوجبات، وبعد أن قطع البطاطس إلى مكعبات صغيرة، ولحسن الحظ أخطأ الطاهي وبدلا من وضع البطاطس في إناء الطبخ قذف بها في إناء به زيت حار.
ويضيف المؤلف: "لم يتضايق الطاهي كثيرا، وقرر التخلص من تلك القطع ويقوم بإعداد غيرها، لكنه فوجئ بأن البطاطس التي لديه قد نفذت، وبينما يفكر في كيفيه الخروج من هذا المأزق امتلأ المطبخ برائحة جميلة، فقد فاحت رائحة البطاطس المقلية، حينها أدرك أنه يستطيع تقديم هذه البطاطس إلى زبائنه، وعندما سألوه عن اسم هذه الوصفة الجديدة في تحضير البطاطس قال مزهوا بالفرنسية: "إنها pommes frites، أي البطاطس المحمرة".
- الحكاية الفرنسية
وبحسب ما قاله البرنامج الوثائقي "كيف تُصنع"، التي كانت تقدمه قناة "ديسكفري" الكندية، كانت أيام احتلالها للأراضي الكندية حيث يرجعون أصل البطاطس إلى الفرنسيين، ويستدلون بهذا الأمر بوجود الوصفة في كتب الطبخ التي ترجع إلى المطبخ الفرنسي العريق، وكان من أشهر الطهاة الذين كتبوا عن البطاطا المقلية في الكتب الفرنسية هو الشيف Hanore Julien، وبما أن الكتاب قديم ويعود تاريخه إلى ما قبل 1680 فهذا يدل على أن البطاطس المقلية ذات أصل فرنسي حسب الروايات.
- الحكاية الألمانية
لم يقم الألمان بمحاولة نسب البطاطس المقلية إليهم، لكن كان في تاريخهم حادثة شهيرة، وهي حينما قام ملك بروسيا في القرن 18، فريدريك الأكبر، الذي كان حريصًا على إقناع الألمان بتناول البطاطس، وأقنعهم بأن النشويات توجد أساسا في القمح وفي البطاطس وأنها هي التي ستحميهم من المجاعة.
أراد إقناعهم بذلك لأن البطاطس لم تكن ضمن ثقافتهم الغذائية، وفي تلك الفترة كان ينظر إلى أن منظر البطاطس "مُقزز"، إضافة إلى أن الروسيين لم يكونوا من آكلي الخضار إلا قليلا، وقد كان الناس يقولون إنه حتى الكلاب لا تستطيع أكل البطاطس؛ لذلك أراد الملك إجبارهم على ذلك".