«أبوحمص»: المستشفى بلا أطباء «أنف وأذن».. و«العناية المركزة» بلا إمكانيات

«أبوحمص»: المستشفى بلا أطباء «أنف وأذن».. و«العناية المركزة» بلا إمكانيات
- أزمة قلبية
- أفراد الأمن
- الأزمات القلبية
- الأنف والأذن
- الاستقبال والطوارئ
- العجز الشديد
- العناية المركزة
- تقديم الخدمة
- جهاز التنفس الصناعى
- أبوحمص
- أزمة قلبية
- أفراد الأمن
- الأزمات القلبية
- الأنف والأذن
- الاستقبال والطوارئ
- العجز الشديد
- العناية المركزة
- تقديم الخدمة
- جهاز التنفس الصناعى
- أبوحمص
رغم مبانيه الجديدة التى انتهى العمل من بعضها وما زال العمل جارياً فى البعض الآخر، شهد مستشفى أبوحمص المركزى، زحاماً شديداً من المرضى الوافدين إليه، نتج عنه الكثير من المشاجرات تارة بين المرضى وبعضهم البعض، وتارة أخرى بينهم وبين الممرضات العاملات فى المستشفى، فأمام عيادة الباطنة وقفت «سيدة محمد»، سيدة خمسينية، من الثامنة صباحاً وحتى الحادية عشرة والنصف، فى انتظار دورها لكى تقوم بالكشف على «ضغط الدم»، بعدما رفضت طبيبة الاستقبال قياس ضغط دمها، مطالبة إياها بالحصول على تذكرة كشف، والتوجه إلى قسم الباطنة لتوقيع الكشف عليها.
{long_qoute_1}
تقول «سيدة»: «حسيت بتعب شديد، فرحت على الاستقبال وطلبت من الدكتورة تكشف عليّا وتقيس لى الضغط، بس رفضت وقالت لى روحى اقطعى كشف باطنة، والدكتور هناك هيكشف عليكِ». تضيف السيدة التى ظهرت علامات الإعياء على وجهها: «سمعت الكلام ورحت قطعت الكشف بس لقيت ناس كتير قدامى، بقالى 3 ساعات واقفة، كل ده علشان أقيس ضغطى مع أن الاستقبال فاضى، ومفيش ضغط عليه، وكان ممكن الدكتورة تكشف عليّا بدل البهدلة دى، فين رحمة الدكاترة بالمرضى، الأعداد الكبيرة دى سببها إن مفيش إلا دكتورة، هى اللى بتكشف لوحدها فى العيادة، والطبيب الاستشارى لسه واصل من ساعة». وتوجهنا إلى قسم الاستقبال والطوارئ، وتحديداً غرفة ملاحظة السيدات، أو كما أوضحت اللافتة المعلقة على باب الغرفة (ملاحظة الحريم)، فلم نجد سوى مريضة واحدة وبرفقتها ابنتها معلق بيدها محلول ملحى، سألنا الفتاة عن الطبيبات، فأخبرتنا بأنه لا يوجد أحد، خرجنا من الغرفة فى اتجاه ساحة الاستقبال فوجدنا 3 طبيبات يجلسن أمام منضدة عليها جهاز لقياس ضغط الدم، فأخبرتهن بأننى مريضة ولا أقوى على الوقوف وأريد قياس ضغط الدم، فرفضت الطبيبة وأخبرتنى بضرورة التوجه إلى عيادة الباطنة، فأخبرتها بأن العيادة مكتظة بالمرضى، ولن أتمكن من الانتظار، فكان ردها: «ماعندناش هنا كشف، روحى اكشفى فى العيادة».
وأثناء خروجنا أوقفنا أحد أفراد الأمن للاستفسار عما يحدث، فأخبره زميلى بأننى متعبة ونريد قياس الضغط على الأقل حتى نستطيع التصرف، ولكن الطبيبة رفضت، فطلب منه الانتظار وهو سوف يتصرف، ملمحاً إلى إنه سوف يساعدنا، ويطلب من الطبيبة الكشف علينا مقابل «إكراميته»، فأخبرناه بأننا سوف نذهب إلى العيادة مرة أخرى، على أمل الكشف وذهبنا، وأثناء سيرنا داخل المستشفى أوقفنا أحد الأشخاص لمعرفة مكان عيادة الأنف والأذن، وبالسؤال عن مكان العيادة، أخبرنا أحد العاملين بالمستشفى بأن العيادة لا تعمل، وهو الخبر الذى استقبله الرجل بغضب وأسى شديدين، متسائلاً: «إزاى العيادة مش شغالة النهارده ودكتور الأنف والأذن فى مستشفى دمنهور محولنى لأبوحمص علشان محتاج ضرورى أعمل عملية اللوز لابنتى».
الوضع بالنسبة لـ«طاهر عبدالمقصود»، عامل بمحل ملابس، لم يختلف كثيراً عن حال الوالد الذى لم يجد طبيباً فى تخصص الأنف والأذن، فعندما ذهب «طاهر» لإنقاذ والده الذى يتعرّض من حين إلى آخر لأزمة قلبية تستدعى وضعه على جهاز التنفس وإلحاقه بالعناية المركزة، وأخبره أطباء المستشفى بأن الإمكانيات فى العناية محدودة والأفضل أن يتوجه بوالده إلى مستشفى خاص، ويقول «طاهر»: «والدى بتيجى له أزمة قلبية تستدعى دخوله المستشفى، وفى آخر مرة لما رُحنا مستشفى أبوحمص المركزى الدكاترة قالوا لازم يتحط على جهاز التنفس الصناعى، ولما رُحنا العناية المركزة فى المستشفى الدكتور المسئول قال لنا إن العناية مافيهاش إمكانيات تقدر ننقذ بها والدك، فماكانش قدامى غير مدير المستشفى اللى نصحنى إنى أروح مستشفى خاص».
ويضيف الابن: «للأسف خلال الساعات التى قضيتها فى المستشفى كان فيه مشاجرات ومشادات كلامية بين أهالى المرضى وإدارة المستشفى، بسبب العجز الشديد فى الأسرّة داخل العناية المركزة، وعدم تقديم الخدمة لمصابى الأزمات القلبية ومرضى الصدر».
وأثناء تجولنا داخل المستشفى، رصدت «الوطن» وجود الكثير من الأعشاب والحشائش خلف مبنى العيادات، وهو ما يُشكل بيئة خصبة لانتشار الحشرات والبعوض، وربما يصل إلى الزواحف، وهو ما قد يُشكل ضرراً على الأطباء والعاملين بالمستشفى، إضافة إلى المرضى المترددين على المستشفى، خصوصاً أن نوافذ العيادات مطلة على هذه الحشائش.