سميرة سعيد: مصر تستطيع مواجهة التطرف بالفن الراقى.. والموسيقى تحارب الكراهية

سميرة سعيد: مصر تستطيع مواجهة التطرف بالفن الراقى.. والموسيقى تحارب الكراهية
- أغنية جديدة
- أم كلثوم
- أماكن تاريخية
- اكتشاف المواهب
- الأفكار المتطرفة
- التطرف والعنف
- التواصل الاجتماعى
- الحل الأمثل
- الحمد لله
- the voice
- أغنية جديدة
- أم كلثوم
- أماكن تاريخية
- اكتشاف المواهب
- الأفكار المتطرفة
- التطرف والعنف
- التواصل الاجتماعى
- الحل الأمثل
- الحمد لله
- the voice
أغنياتها دائماً ما تكون مصدراً لقوة المرأة العربية، وتعد بمثابة «روشتة» مباشرة للتحمل وعدم الانكسار أمام الرجل، فهى فنانة تعشق التجديد والاختلاف دائماً، وهو ما جعلها تتميز عن أبناء جيلها، حيث تصدرت أعمالها قائمة أفضل المطربات فى الوطن العربى. نتحدث عن «الديفا» سميرة سعيد، التى تحدثت لـ«الوطن» عن أحدث ألبوماتها، والكثير عن آرائها حول الساحة الفنية، وإمكانية خوضها تجربة التمثيل، والكثير من الأسرار حول رؤيتها للمرأة، وطبيعة علاقتها بالرجل، كما تطرقت إلى وجهة نظرها حول الأوضاع الراهنة فى مصر والمغرب العربى، وإلى نص الحوار.
{long_qoute_1}
■ فى البداية ماذا عن ألبومك الجديد؟
- ما زال التحضير جارياً للألبوم، وهناك أغنيات بالفعل تم تحضيرها، وأخرى فى إطار التجهيز، ولا أعتقد أننى سألحق سواء بالموسم الصيفى الحالى أو موسم الشتاء المقبل، لأننى أحب التأنى الشديد فى اختياراتى، وإن شاء الله سيكون الألبوم فى موسم الصيف المقبل.
■ وما الجديد فى هذا الألبوم؟
- الألبوم سيكون مزيجاً بين القديم والحديث، بمعنى أنه سيحتوى على الأغنيات الكلاسيك والحديثة، وأحب هذا التنوع لإرضاء جميع الأذواق.
■ هل تعاونتِ خلال الألبوم مع أسماء جديدة؟
- تعاونت مع بلال سرور وشادى نورالدين، وقد عملا معى فى آخر ألبوماتى بأغنيات «هوا هوا»، و«ماحصلش حاجة»، و«يا لطيف»، لأننى بصراحة أرى أنهما موهوبان، وأثق فيهما للغاية، بالإضافة إلى مجموعة أخرى، لم أستقر عليهم حتى الآن.
■ ألم ترَى أنك اختفيتِ عن الساحة مدة طويلة؟
- بالفعل، تأخرت فى إصدار الألبوم، ولكن نحن نعمل عليه حالياً، ولن أترك كل هذه الفترة فى الصيف، فأنا مختفية لكننى سأقوم بتحضير أغنية سنجل.
■ صرحتِ من قبل بأنك تفضلين الأغانى «السنجل» أكثر من الألبوم؟
- بالتأكيد، لأن الألبوم يستغرق فترة تحضير طويلة، وفى أثناء تلك الفترة لم أعمل على الألبوم، بسبب ارتباطى بعدد من السفريات، وبدأنا نعمل عليه منذ فترة قليلة، فالألبوم يستغرق وقتاً طويلاً، أما «السنجل» فأستطيع أن أوجد من خلاله، والحمد لله كنت موجودة فى الفترة الماضية بتتر مسلسل «أرض جو» و«وش الخير» فى رمضان.
■ وماذا عن قيامك بإنتاج أغنياتك بنفسك؟
- بالفعل الألبومات الماضية كانت من إنتاجى، وبعضها بمشاركة شركة روتانا، والـ«سى دى» المقبل أيضاً بمشاركتها، فالصناعة تأثرت وأصبحت «السى ديهات» لا تُباع، والإنترنت لا يوجد عليه رقيب، فلا نتلقى أى مردود، والمردود الوحيد يأتى من خلال اليوتيوب أو من الكول تون، وهذه الأشياء لم تعد تأتى بربع مكاسب الأغنية فى الماضى، فالمسألة أصعب لأن المصروفات كثيرة، فعمل الشاعر أو الملحن مع عمرو دياب أو سميرة أو أنغام أو شيرين، يختلف عن عمله مع مطرب صغير، وهو ما يُكلفنى مبالغ كبرى، خصوصاً أن الصناعة متوقفة فى تلك الفترة، وهو يمثل مشكلة لى، لأننى لا أحيى حفلات كثيرة، ما يصعب الأمر علىّ، ومسألة الإنتاج تستغرق وقتاً طويلاً، وفكرت فى الإنتاج بنفسى دون الاستعانة بشركات، لا سيما أننى لو تعاقدت مع شركة إنتاج، فستتدخل فى كل شىء مثل الحفلات وغيرها.
■ وماذا عن أغنية «وش الخير» التى ظهرتِ من خلالها على الشاشة طوال شهر رمضان؟
- أنا سعيدة جداً بـ«وش الخير»، ولا أحد يعلم مدى سعادتى عندما أقدم أى شىء يحمل الخير للآخرين، وأتمنى أن أقدم مثل هذه النوعية من الأغنيات كل شهرين أو ثلاثة أشهر، لأننى أشعر بالاستمتاع والراحة الشديدة، وأحاول أن أشارك فى أى عمل به مساعدة، أو تكافل اجتماعى.
■ ومن صاحب فكرة «وش الخير»؟
- محمود فوزى عرض علىّ الفكرة، وبالطبع كان ردى عليه بالموافقة دون حديث، وبدأنا نعمل عليها، وتامر عاشور كان قد حضر مذهب الأغنية، استعداداً لتقديمها لمؤسسة خيرية ما، ونادر عبدالله من أعز أصدقائى أيضاً، وأرسل لى المذهب، وقال لى «تامر مجهز ده لو عجبتك تمام وهى مناسبة جداً للحالة»، وأول ما سمعت مذهب (وش الخير) عجبنى جداً، وقلت يا ريت نصبح وش الخير على الناس، والحمد لله وشنا خير على هؤلاء الأطفال.
وأكملنا الكوبليه الأخير لأنه لم يكن موجوداً، فتم تلحينه وكتابته من جديد، ووزعها هانى يعقوب وأعطيناها للمؤسسة التى سعدت بها للغاية، وقالوا نقدم لها أجمل فيديو كليب، والحمد لله كان الكليب مبهجاً وعملنا على الأغنية، وأعطانا المخرج «الاستورى بورد» وكان رائعاً بمشاركة الأطفال والورد الموجود، فالسطح كان مبهجاً جداً ويعطى أملاً للحياة، وشاركنا المهرج وهو موهوب جداً ويوجد مع الأطفال بالفعل فى المستشفى، وقدم خلال الكليب ما يفعله مع الأطفال فى الحقيقة.
■ ما الوقت الذى استغرقه تصوير الأغنية؟
- تم التصوير مع الأطفال فى المستشفى، وما يتعلق بـ«اسبايدر مان» وما شابه استغرق يوماً، وتم التصوير معى فى يوم آخر، واستغرق حينها ما يقرب من 18 ساعة، وكان فى ليلة رمضان، وتناولنا السحور فى التصوير، وانتهينا منه فى الخامسة صباحاً.
{long_qoute_2}
■ كيف تستعدين للغناء فى مهرجان بعلبك؟
- مهرجان بعلبك قديم جداً وتاريخى وفخورة بمشاركتى فيه، وأعد له عدداً من الأغنيات من الآن، وخصوصاً القديمة منها، مثل «جانى بعد يومين»، و«ميل علينا الهوا»، و«علمناه الحب»، فأنا أستعد للمهرجان بحيث تكون الأغنيات مقسمة إلى حقبتين أو ثلاث، من الأغنيات القديمة جداً والوسط والحديثة، وكل هذا من خلال 12 أغنية.
■ كيف ترين ظاهرة المهرجانات الغنائية عامة؟
- أى لقاء مع الجمهور أكون سعيدة به، بشرط أن يكون تم الإعداد له جيداً، للأسف هناك مهرجانات بدأت جيدة، ثم بدأت تسوء، على الرغم من أنها موجودة فى أماكن تاريخية وعظيمة جداً، ووزارات الثقافة فى العالم العربى لا بد أن تعطى هذه المهرجانات الاهتمام الكافى، لأنها مرآة البلد نفسه، سواء فى مصر ولبنان والمغرب وتونس والأردن، باعتبارها تعبر عن أصالة بلدها.
فالمهرجانات للترفيه والتعليم، وليس للترفيه فقط، بالتأكيد الجمهور يتعلم من هذه المهرجانات فنوناً أخرى على مستوى العالم كله، فيشارك فيها عرب وأجانب وموسيقات عالمية على مستويات مختلفة، مثل جاز وفلكلور، فالتواصل مهم جداً، حتى لو أصبحت التذاكر مجانية أو بمبالغ رمزية.
■ هل عدد المهرجانات كافٍ؟
- للأسف لا، وخصوصاً فى موسم الصيف، فأنا لا أتحدث عن المهرجانات التقليدية، بل أقصد المهرجانات التى تشارك فيها فرق موسيقية من دول العالم المختلفة، بما يشمل العرب والأجانب والفلكلورات على مستوى العالم، فهذا مهم جداً، مع العلم أن الجمهور قد يعجب ببعض العروض، والبعض الآخر لا يعجبه، ولكن فى النهاية الناس ترفه عن نفسها، وتتعلم كما قلت.
■ وإلى أى مدى يختلف جمهور المهرجانات عن نظيره فى الحفلات؟
- يختلف الجمهور من فقرة لأخرى، وكل فقرة لها جمهورها، فهناك من يحب الأغنيات الشعبية ويأتى لأجلها، وأصحاب الميول الثقافية يهتمون بفقرات الفرق الروسية والهولندية والأرجنتينية، وعندما توجد حفلة لمطرب عربى يحرص محبوه على حضورها، لذلك فالتشكيل والتنويع فى هذه المهرجانات مهم جداً ومكلف، ولا بد أن ينفق المسئولون عليها، فكل ما ذكرته له مليون فائدة، لأن الموسيقى تهذب الأخلاق، وتجعل الناس تبتعد عن الأفكار المتطرفة، والفن فى العالم كله، يجعل الكثيرين يشعرون بالاستمتاع والحب ويبتعدون عن الكراهية، فمهم جداً الاهتمام بالفنون، ومن المهم أن تهتم مصر بفنونها، لأن مصر لديها هذا الاهتمام من خلال المسلسلات والأفلام على اختلاف مستوياتها، لا بد من تقديم فن راقٍ للحد من التطرف والعنف والجريمة، ومع مرور الوقت سوف يأتى بنتائج مفيدة.
■ ما مواصفات المهرجان الجيد الذى تفضلين المشاركة فيه؟
- أحب المهرجانات التى يتوافر فيها المسرح الجيد ذو الإمكانيات الكبرى، وإن توافر ذلك سأعود للحفلات، رغم أن عودتى لها ثقيلة بعض الشىء، لأن الناس تعتقد أننى امتنعت عن إحياء الحفلات، ولكننى سأشارك فيها، إذا وجدت أنها توفر ما أريده من إمكانيات.
■ هل إطلالتك الجديدة بالشعر القصير لها علاقة بالمهرجان أم بالصيف؟.. أم أنها مجرد رغبة فى التغيير؟
- الصور المنتشرة حالياً على مواقع التواصل الاجتماعى، قديمة وتعود إلى 2010، وكنت أصفف شعرى وقتها بطريقة «جارسون»، وهى تجعلنى أشعر بالراحة النفسية، لا سيما أننى كنت أرغب فى ذلك منذ فترة طويلة.
■ إطلالاتك الأخيرة أثارت الكثير من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعى.. فهل تتعمدى اختيار «لوكات» غريبة؟ أم أنك أصبحتِ أكثر تحرراً من قيود النجومية؟
- المصريون دمهم خفيف جداً.. وقالوا إننى ارتديت المكرونة والبلاستيك، لاختيارى أكثر من لوك أثناء تصوير ألبوم (عايزة أعيش)، ومن ضمنها فستان المكرونة، لدرجة أننى أطلقت عليه هذا الاسم، وطبيعة شخصيتى تميل إلى التغيير بشكل كبير، ولو جمعت صور ألبوماتى منذ وقت ظهورى حتى الآن، سنجد كل صورة تختلف تماماً عن الأخرى، لأننى لا أحب التكرار، ومنذ أيام التصوير مع عادل مبارز، سنجد مجموعة صور مختلفة فى الشعر والملابس.
{long_qoute_3}
■ كيف ترين موجة الحنين لأغنيات التسعينات؟ واستعادة أغنية «مش هتنازل عنك أبداً» بشكل كبير؟
- هذا جزء من تاريخى كفنانة، ولم أنسَه أبداً طوال حياتى، وأعتز به للغاية، وأحب فى كل مرة أظهر خلالها، أن أسترجع أغنياتى القديمة وأذكر الجمهور بها.
■ ما مواصفات الأغنية التى يمكن أن يستمر تأثيرها لمدة ربع قرن أو أكثر؟
- الحياة اختلفت عن الماضى، والأغنيات الكلاسيكية تظل موجودة، وهناك تشبيه أحب أن أقوله، ولا أعلم هل ينطبق على المزيكا أم لا؟ فعندما يمتلك شخص «أنتريه» كلاسيك، يتضمن قطعة كلاسيكية قيمة، تتوسط نظيراتها الحديثة، وما أريد أن أقوله إن الكلاسيك طوال الوقت موجود، والحديث دائماً ما يوجد الأحدث منه، وهو لا يلغى ما قبله بل يضيف له، فالكلاسيك له مذاقه الخاص، مثل أغنيات عبدالوهاب وأم كلثوم وسيد درويش التى توجد حتى الآن، لأنهم أناس قدموا القواعد الأساسية للغناء، وكيف تغنى «شرقى» جيداً، ومع مرور الوقت حدث تمازج بين الغربى والشرقى، ولكن المخزون القديم ما زال بداخلنا وتعلمنا منه، ونحن الآن نضيف على الموجود، ولكن الحياة اختلفت فى الوقت الراهن، وعندما نطرح أغنية جديدة، يأتى الأحدث منها بعد عام، ودائماً أكون شغوفة بأن أقدم مزيكا مختلفة على أذن المستمعين، ولكن المشكلة تكمن فى التكرار، فلا بد من إضافة لمسة مختلفة كل فترة، ودون التكرار بـ«الكربون»، وذلك كل خمسة أعوام على الأقل، ولا بد أن يكون هناك تحول وإضافات بسيطة على الأغنية، من كلمات وألحان وتوزيع.
■ دخلتِ غرف الذكريات مؤخراً وفتحتِ خزائن صورك النادرة ومقاطع الفيديو.. هل تشعرين بنوع من الحنين للماضى؟
- هذا جزء منى، وفى البداية لم يكن متاحاً قبل ذلك، ففى الماضى كنت أستعيد صورى من خلال برنامج تليفزيونى، لكن الآن الأمر أسهل، بسبب وجود السوشيال ميديا، وأصبح من السهل حالياً، أن أظهر صورى القديمة وأيضاً مقاطع الفيديو.
■ أنتِ بعيدة عن السياسة.. ولكن كونك مواطنة مغربية.. هل تشعرين بنوع من القلق تجاه ما يحدث فى المغرب؟
- متطلبات الناس لا تنتهى، ولو ذهبنا لأى بلد، وعلى سبيل المثال أمريكا، فسنجد الناس تطالب بالكثير، ولو استقللنا أى تاكسى فى باريس، سنجد المواطن الفرنسى لا يكف عن الشكوى طوال الوقت.. «الفلوس مش بتقضى»، مع الأخذ فى الاعتبار اختلاف المستويات، فرنسا بلد غنى ولديه مؤسسات وقوانين صارمة، ومواطنيه ينفذون القانون، ورغم ذلك الناس لا تكف عن الشكاوى، فلو نظرنا إلى أى مكان فى العالم، نجد مستويات اقتصادية متفاوتة، وبالطبع البلد هنا أفقر، فمصر بها مواطنون كثيرون، وأيضاً المغرب، فلو نظرنا لطبيعة الصادرات فى مصر والمغرب، والسياحة، نجد أنها تُضرب بين الحين والآخر، رغم امتلاك المغرب للفوسفات والزراعة، ولكن من أين سيأتى المال؟!
وعلى كل المستويات، نجد أن الجميع أصبح يعانى، والحياة أصبحت صعبة فى جميع جوانبها، وأريد أن أقول لا بد أن يساير المواطنون أمورهم بشكل أو بآخر، ويجب أن يعيشوا الحراك، وهذا موجود، فمن الطبيعى أن يعبر الناس عن آرائهم فى الشارع بطريقة سلمية دون عنف، وفى الخارج الجميع ينفذون كل شىء بطريقة مقننة، ولا يوجد أحد يتعدى القانون، أو يحرق سيارة أو يكسر زجاجاً، فالعنف عايشناه فى مصر لفترات، وكان هناك حراك فى المغرب منذ فترة، خصوصاً الريف المغربى، ولكن الحمد لله لم تصل للمرحلة السيئة التى وصلت لها مصر.
■ إلى أين وصلت المفاوضات حول انضمامك للجنة تحكيم «ذا فويس»؟
- لم يُعرض علىّ الانضمام للبرنامج، وما تردد بشأن هذا الأمر مجرد شائعة.
■ كيف ترين برامج اكتشاف المواهب؟
- برامج جيدة تبث روح المنافسة عند الشباب، خصوصاً عندما يكون شاباً لديه موهبة، ويريد أن يظهرها للناس، حتى لو لم يكمل فى البرنامج إلى نهايته، ولكن يبقى هناك شىء بداخله، وهو حب التجربة، وإن لم يستمر فيها، وهذه البرامج تعطى لأصحاب الموهبة الفرصة الأولى، وبالطبع «هو وشطارته»، لأننا للأسف لا توجد لدينا الصناعة الكاملة، لا بد أن يكون المتسابق «شاطر» فستجده يسلك طريقه، والأمر هنا يختلف عن أمريكا، فهناك توجد صناعة النجم المتميز، ويتم تقديره بشكل كبير، وبالطبع يستفيدون منه مادياً، ولكننا للأسف ما زلنا نفتقد هذه النقطة، وأمامنا الكثير حتى نحققها.
■ من أول من قال لكِ «أنتِ موهوبة»؟ وما المدة التى استغرقتِها من أجل الظهور على الشاشة؟
- أهلى أول من اكتشفوا موهبتى، وكنت أبلغ من العمر خمس سنوات، وكان أول ظهور لى فى برنامج «مواهب»، حيث كان يكتشف المواهب فى المغرب حينها، وغنيت «الأطلال» وعندئذ كنت أبلغ تسع سنوات، وبدأت شهرتى منذ ذلك الحين.
■ هل الشهرة فى الماضى أسهل من الآن؟
- القنوات كانت محدودة فى الماضى، وكانت تعمل من الساعة السادسة حتى الثانية عشرة، فالجمهور كان ينتظر برنامج «مواهب»، الذى ظهرت من خلاله، وكان يبث يوم السبت من كل أسبوع، وفى اليوم التالى لظهورى فى البرنامج، أصبحت شخصاً مشهوراً، وحينها صعدت على كرسى وأمسكت بالمنديل مثل أم كلثوم، وارتديت مينى جيب، وكانت موضة منتشرة خلال فترة السبعينات، وتساءل الناس وقتها: أين البنت المعجزة التى غنت لأم كلثوم؟ وبعدها بشهرين وجدت نفسى أغنى على المسرح، والجميع أصبح يعرفنى فى الشارع والمدرسة، واهتم بى الأساتذة، وتغيرت حياتى منذ ذلك اليوم.
■ سميرة سعيد دائماً مصدر قوة للمرأة ما تعقيبك؟
- أنا إنسان فى النهاية، وأمر بأوقات ضعف وقوة، وأحياناً نكون منكسرات، ولكن الاستفاضة فى الهزيمة لا أقبلها، ولا أقبل أن تظل المرأة طول الوقت منكسرة، لأن زوجها تركها أو هجرها، وأنا أرى أن المرأة طوال عمرها أقوى من الرجل، حتى فى الجوانب العاطفية، فهى لديها قوة تحمل لا مثيل لها، ولكن عندها تدفق فى العاطفة، لدرجة أننا نحزن ونفرح للغاية، ونحب جداً.
لذلك أرى أن الوسطية تعتبر الحل الأمثل، فالمشاعر يجب أن تبتعد عن التطرف، لا أحب الجبروت ولا الضعف والهزيمة، فأقول للمرأة: احزنى فى حدود المعقول، وعبرى عن حبك دون انحناء، ولا بد أن يبادلك الشخص الذى تحبينه نفس مشاعر الحب، وإن لم يفعل ذلك فأنت تحبين (حباً مرضياً)، والحب المرضى ليس موضوعياً، كيف أحب شخصاً من طرف واحد؟ أحبه بمفردى وأبكى لعدم شعوره بى، بالتأكيد يكون بداخلك شىء «مش مظبوط»، ولا بد من علاجه، المهم عندى (إذا لم تحبنى مع السلامة)، ولو أحببتنى أهلاً بالحب.
على سبيل المثال، رجل يضرب زوجته، لماذا تعيش معه فى تلك الإهانة؟، رجل لا يحترم زوجته لماذا تعيش معه؟، أو رجل خائن متعدد العلاقات، لماذا أتحمل الحياة معه؟ «حتى لو معى دستة أطفال»، الأولاد يكبرون، ولكن أين كرامتك؟.
لو احترمك وأعطاكِ مكانتك، تجاهلى موضوع الخيانة بمزاجك.. ولو تأكدتِ من خيانته، فلا بد أن ينتهى الأمر، فهذه أشياء مهمة عندى فى علاقتى مع الرجل.
■ صرحتِ من قبل عن استعدادك للغناء الشعبى؟
- وفقاً لنوع الأداء الشعبى، فبالطبع أحب الفولكلور، ولكن هناك أغنيات شعبية لا تليق، لاحتوائها على ألفاظ لا تتماشى معى، وبوجه عام المطرب يغنى كل شىء.
■ هل تقصدين «المهرجانات»؟
- موسيقى المهرجانات بها جوانب، لو تم أخذها وهُذبت من الممكن أن تكون جيدة، بمعنى لو وُضعت فى إطار يمكن أن يتغنى به أى مطرب، فما المانع فى أن يحب الجمهور المهرجانات؟ خصوصاً أنهم يرقصون على أنغامها، وتشعرهم بحالة جيدة.
■ وهل هناك مشروع «دويتو» غنائى؟
- أتمنى ذلك بالفعل، وهذه الفكرة تدور فى رأسى، وأعمل جاهدة أن يضم ألبومى المقبل «دويتو» غنائياً، ولكن لم أستقر حتى الآن على الأغنية، أو المطرب الذى سيشاركنى فى العمل.