مسئولو «التنمية»: دورات فى «الأمن القومى» والصناعات الصغيرة لـ«الأهالى»

كتب: محمد مجدى

مسئولو «التنمية»: دورات فى «الأمن القومى» والصناعات الصغيرة لـ«الأهالى»

مسئولو «التنمية»: دورات فى «الأمن القومى» والصناعات الصغيرة لـ«الأهالى»

كشف مسئولون رفيعو المستوى عن تنمية مثلث «حلايب - أبورماد - الشلاتين»، عن تحول استراتيجية الدولة فى بناء، وتنمية المنطقة، حيث كانت تقوم سابقاً على بناء مساكن، ووحدات لتوطين قبائل البشارية، والعبابدة الموجودين بالمنطقة، مع بعض خدمات بسيطة، دون وجود اهتمام كاف بهم، لقلة عددهم، واتساع المساحة التى يشملها «المثلث»، مقارنة بملايين المصريين الموجودين فى مناطق أخرى مثل القاهرة والدلتا، إلا أن الوضع تغير مع تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى حكم البلاد، إذ وجه كافة المسئولين بالاهتمام بالأهالى، والمنطقة، وبناء الإنسان قبل المكان.

{long_qoute_1}

وحسب «المسئولين» الذين فضلوا عدم ذكر أسمائهم؛ فإن بناء منشآت خدمية سابقاً كان يتم بغرض توفير مستلزمات الحياة فقط، دون أن يكون هناك تخطيط شامل للمنطقة، ولكن مؤخراً بدأت الوحدات المحلية فى مدن «المثلث»، فى إعداد مخططات تفصيلية شاملة لهم، أوشكت على الانتهاء فيما يخص مدينة «حلايب»، مع تنفيذ أجزاء كبيرة من التنمية العمرانية فى أشهر قليلة فقط بمبلغ يوازى 750 مليون جنيه، البداية كانت بالتوجيه لتعزيز الانتماء للوطن، وإشعار الأهالى بأنهم وسط أهاليهم، وذلك بتنظيم زيارات ورحلات لأهالى «المثلث»، ومشايخ قبائلهم، سواء إلى القاهرة أو مناطق أخرى، حيث توفر القوات المسلحة لهم أوتوبيسات مكيفة، وإقامة فى فنادق، ووجبات الطعام، وينتقلون إلى المتاحف العسكرية، والمنشآت المصرية، وهو ما لاقى ترحيباً كبيراً منهم.

ولتوسيع مداركهم للواقع المصرى انضم عدد من أبناء مدن حلايب والشلاتين إلى الدورات الاستراتيجية والأمن القومى، التى تنظمها كلية الدفاع الوطنى، والتى تتناول التحديات التى تواجه مصر، وعلاقاتها بالدول المحيطة، واستراتيجياتها، ومفهوم الأمن القومى، وعناصره، ومقومات بناء الدولة، وكذلك دورات أخرى فى كلية القادة والأركان بالقوات المسلحة، وأشار المسئولون إلى أن تحركات الدولة لبناء الإنسان لم تقتصر على التحديات فقط، ولكن جرى تنظيم ورش عمل لأبناء المنطقة، وتدريبهم على بعض الأعمال التى تصلح لتنفيذها للأهالى، وبالفعل بدأ عدد منهم فى فتح محال، وورش لها، مثل أجهزة التكييف، والمبردات، وغيرها من الخدمات التى حُرمت منها المنطقة لفترة طويلة، بالإضافة للحرف اليدوية، مشيراً إلى أن ذلك يتم بالتنسيق مع عدد من الجمعيات الأهلية الوطنية.

واصطحب أحد المسئولين فريق عمل «الوطن»، فى جولة ميدانية بمدينة «حلايب»، لتوضيح الأعمال التنموية، سواء التى انتهى تنفيذها، أو التى بدأت مؤخراً فى إطار مبلغ الاثنين ونصف المليار جنيه المخصص لتنمية «المثلث»، وكانت البداية بمبنى للإذاعة والتليفزيون، جرى إنشاؤه حديثاً، ويتم تنسيق العمل حالياً مع «التليفزيون المصرى» لبدء بث إرسال إذاعة خاصة بمدينة حلايب وشلاتين، مع الإتيان بأطقم فنية خاصة لإدارتها، وهو الأمر الذى كلف الدولة نحو 10 ملايين جنيه، موضحاً أن مساحة مبنى الإذاعة نحو 80 فداناً، وأضاف أن الدولة اهتمت مؤخراً ببناء قسم شرطة شامل لخدمة أهالى «حلايب»، وتوفير خدمات الأمن، والأمان لهم، مشيراً إلى أن طبيعتهم مسالمون، وأن نسب الجريمة أو السرقة فيهم تكاد تكون من أقل النسب فى مصر، إلا أن «القسم» يتم تنسيق العمل فيه حالياً مع وزارة الداخلية لوجود مسئولين لتقديم خدمات المرور للأهالى، وسجل مدنى أيضاً.

وعن عدد من يحملون «أوراقاً ثبوتية» خاصة بهم، أوضح أن نسبتهم تتجاوز الـ90% من الأهالى ممن لديهم بطاقات رقم قومى، سواء ممن يسكنون فى «حلايب»، وسط المدينة، أو حتى ممن يفضلون الحياة فى الجبال، حيث يتم التواصل مع شيوخ القبائل، الذين يسهلون تلك المهمة، وأشار إلى وجود 3 محطات تحلية للمياه بسعات كبيرة، التى توفى باحتياجات الأهالى وأكثر، ويتم حالياً العمل على إنشاء خزان كبير لتخزين فائض الاحتياجات، حتى يستغل فى أنشطة تنموية أخرى بالمنطقة، ولفت إلى أن مركز بحوث الصحراء يعمل حالياً على دراسة الأماكن الموجودة فى «المثلث»، التى تصلح للزراعة، وتتوافر مصادر مياه قريبة منها، حتى يتم البدء فى زراعتها خلال المرحلة المقبلة، وأوضح أن الدولة نفذت أعداداً كبيرة من مساكن التوطين الآدمية للأهالى، وجرى توزيعها على الأسر الأكثر احتياجاً بالمجان، ممن لا يجدون أماكن للسكن فيها، أو المطلقات، وغيرها من الحالات الاجتماعية الصعبة، مشيراً إلى أن الدولة أوشكت على الانتهاء من تنفيذ أعداد أخرى من المساكن لتوزيعها، ليصل إجمالى عددها إلى 500 وحدة سكنية.

وخلال جولتنا، شاهدنا عدداً من الأعمال الإنشائية التى تتم فى موقع بناء، وقال المسئول إنها عبارة عن 10 عمارات للإسكان الاجتماعى، تنفذ بأعلى جودة ممكنة لصالح الأهالى، وهى الجودة التى لا تقل عن باقى محافظات الجمهورية، وأشار إلى وجود مراكز للثقافة فى كل من «حلايب»، و«الشلاتين»، و«أبورماد»، التى تعمل جميعها على تقديم خدمات ثقافية، وتوعوية، وترفيهية للأهالى، كما أوشكت الحكومة على الانتهاء من بناء مسجد كبير يخدم أهالى «حلايب»، والمقدرة أعدادهم بنحو 7 آلاف فرد، بالإضافة لبناء مركز شباب على أعلى مستوى، وساحة رياضية.

وعن الخدمات التعليمية، قال إن الدولة تحفز الأهالى على إشراك أبنائهم فى العملية التعليمية بدفع مصروف يومى للتلاميذ مقداره 5 جنيهات، كما يتم إعطاؤهم دروساً خصوصية داخل المدارس تتحمل تكلفتها الدولة، فضلاً عن الإتيان بمدرسين لهم، مشيراً إلى أن بعض أهالى «المثلث» يدرسون فى الجامعات المصرية المختلفة، وبعضهم تخرج فيها بالفعل.

أما الخدمات الصحية؛ فقال إن مستشفى «الشلاتين» هو المستشفى المركزى فى المنطقة، الذى أصبح ذا «إمكانيات جبارة»، عقب تطويره مؤخراً، بالإضافة لبناء وحدة طبية فى حلايب، التى يوجد بها أطباء فى تخصصات متعددة، وأدوية، بالإضافة لوجود وحدة طبية عسكرية تقدم الخدمات للأهالى أيضاً، كما تضم «حلايب» محطة للكهرباء، وأخرى للطاقة الشمسية، توفران احتياجات الأهالى من الطاقة.

وبالانتقال شمالاً حتى 40 كيلومتراً، وصلنا لمدينة «أبورماد»، التى شهدت هى الأخرى طفرة عمرانية مؤخراً، حيث تجد أغلب الإنشاءات مرفوعاً عليها لافتة «فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى»، مثلما هو الحال فى «حلايب»، و«الشلاتين»، وقال أحد المسئولين عن تنمية المنطقة، إن الأعمال التى تشهدها «غير مسبوقة»، حيث يتوفر كافة الاحتياجات الأساسية للأهالى، وجرى توصيل شبكة المياه لنحو 80% من المنطقة عبر مواسير، مع الاستعداد لضخها خلال الفترة المقبلة حتى تفى بكل الاحتياجات بشكل متواصل فى المنازل، موضحاً أن المياه حالياً تصل لأهالى أبورماد عبر سيارات مياه تمر على المنازل فى المدينة، وحتى الجبل لتوفير كافة احتياجاتهم منها، وأشار إلى أن المدينة يتوافر بها محطة كهرباء، وأخرى للطاقة الشمسية، وثالثة لتحلية المياه، التى وصفها بـ«المحطة الضخمة»، والتى تتواصل فيها الأعمال حالياً، التى تشمل تطوير محطة التحلية القديمة، وإنشاء خزانات، وزيادة الطاقة الاستيعابية للمحطة، ولفت إلى أن المدينة جرى الانتهاء من عدد من وحدات توطين الأهالى، وأخرى لا يزال يجرى العمل فيها، بإجمالى 300 وحدة توطين، كما يتم إنشاء 5 عمارات للإسكان الاجتماعى، ومكاتب للتموين، وقصر للثقافة، ومسجد جديد سيفتتح خلال الفترة المقبلة، بالإضافة إلى أنه يجرى العمل حالياً على إنشاء نقطة إطفاء حريق، كما تم عمل ملعب كرة قدم للشباب، وأوضح أن الدولة حريصة على اكتشاف المواهب فى أبناء «المثلث»، وتنميتها، حيث يتم اكتشاف المتفوقين، والموهوبين، ويتم تبنيهم من الدولة.

وقال إن مكاتب شئون القبائل فى «المثلث» تتابع منذ فترة طويلة العملية التنموية فى «المثلث»، التى جرى تكثيفها، مشيراً إلى وجود متابعة دورية شاملة مع كبار المسئولين، وصولاً إلى عقد اجتماعات مع رئاسة مجلس الوزراء، التى تولى اهتماماً كبيراً بتنمية «المثلث»، وأوضح أنه سيتم تنفيذ ميناء للصيد فى «أبورماد»، مع وجود أطلال ميناء قديم كان يستخدم منذ عشرات السنين فى نقل الحجيج إلى الأراضى المقدسة، بالإضافة للصيد، ما سيحسن حياة أهالى المنطقة، بالإضافة لرصف طريق «حلايب - أبورماد»، حتى منفذ «رأس حدربة»، بين مصر والسودان، ومنفذ «سهيد»، مشيراً إلى أنه يتم إسناد تسلم الطرق من منفذيها إلى مكتب استشارى، لأنها طرق تربط مصر بقارة أفريقيا، وأن ذلك يأتى لضمان تنفيذ الطريق «زى ما بيقول الكتاب»، منوهاً بوجود قوافل طبية تصل الأهالى باستمرار، مع وجود وحدة صحية، فضلاً عن عيادات تابعة للقوات المسلحة تقدم الخدمات لهم، ومشغل للحرف اليدوية.

 

مبنى الإذاعة والتليفزيون بمدينة حلايب

الوحدة الصحية الجديدة بحلايب


مواضيع متعلقة