ارتفاع أسعار الدقيق ينعش صناعة «المنخل»: رب ضارة نافعة

كتب: رفيق محمد ناصف

ارتفاع أسعار الدقيق ينعش صناعة «المنخل»: رب ضارة نافعة

ارتفاع أسعار الدقيق ينعش صناعة «المنخل»: رب ضارة نافعة

«مصائب قوم عند قوم فوائد»، يردد الجملة، وهو فى وضع الانحناء أمام «منخل» يقوم بتصنيعه فى محله الصغير فى شارع ضيق بمنطقة السيد البدوى فى طنطا. بعدد شعر رأسه الأبيض، يملك «حسين» خبرة فى هذه المهنة التى ورثها أباً عن جد: «ورثتها عن أبويا، وأبويا ورثها عن جدى، كلنا مشهورين بصناعة المنخل الفلاحى، وأنا معروف فى المنطقة بعم حسين المنخلى».

يستخدم المنخل الفلاحى فى الكثير من البيوت فى العديد من الأغراض، أهمها نخل الدقيق، ومع ظهور الأدوات المنزلية الحديثة والمتاجر الكبيرة المتوافر بها مواد غذائية جاهزة، اختفى المنخل وأصبح الإقبال عليه شبه منعدم، لكن بعد موجة ارتفاع الأسعار، عاد البعض إلى شراء المنخل لاستخدامه فى نخل الدقيق، لأن الجاهز سعره أعلى: «الطلب زاد علينا بعد ارتفاع الأسعار، كان الأول كل فين وفين لما يجيلنا زبون».

لم يسلم المنخل أيضاً من ارتفاع الأسعار ولكن بنسب منخفضة: «المنخل من سنتين كان بـ5 جنيه، دلوقتى بـ6»، معللاً ذلك بارتفاع أسعار المواد الخام المستخدمة فى تصنيعه، من خشب وسلك، لكن لم يشهد ارتفاعاً كبيراً فى الأسعار مقارنة بمنتجات أخرى ارتفع سعرها بنسبة 100%: «المنخل بيتعمل من أدوات بسيطة، خشب وسلك ناعم أو خشن، حسب نوع المنخل المراد تصنيعه». سامية إبراهيم، ربة منزل، كانت تشترى الدقيق الجاهز من السوبر ماركت وتستخدمه فى الأطعمة المختلفة، لكن بسبب ارتفاع الأسعار مؤخراً، عادت من جديد إلى استخدام المنخل الفلاحى فى فرز الدقيق من الشوائب، وبحسب علاء الشهاوى، تاجر أدوات منزلية، فإن المنخل الفلاحى أصبح من الأدوات الأساسية فى المحال بعد أن ازداد الطلب عليه مؤخراً، مشيراً إلى أنه أصبح أداة أساسية فى جهاز العرائس، خاصة فى قرى الغربية التى تعودت على خبز العيش فى منازلهم بكميات كبيرة.


مواضيع متعلقة