نبيل شعث: «دحلان» أقنع الإمارات بأن تحل بدلاً من قطر فى ملف المصالحة ولقاء «عباس والسيسى» فى «القاهرة» أزاح كل الغيوم بشأن العلاقة مع مصر

نبيل شعث: «دحلان» أقنع الإمارات بأن تحل بدلاً من قطر فى ملف المصالحة ولقاء «عباس والسيسى» فى «القاهرة» أزاح كل الغيوم بشأن العلاقة مع مصر
- أجهزة إلكترونية
- أديس أبابا
- أسباب أمنية
- أسباب سياسية
- إجراء الانتخابات
- إجراء انتخابات
- إجراءات الأمن
- إسرائيل ت
- استئناف المباحثات
- الأسبوع الماضى
- أجهزة إلكترونية
- أديس أبابا
- أسباب أمنية
- أسباب سياسية
- إجراء الانتخابات
- إجراء انتخابات
- إجراءات الأمن
- إسرائيل ت
- استئناف المباحثات
- الأسبوع الماضى
قال مستشار الرئيس الفلسطينى للشئون الخارجية، الدكتور نبيل شعث، إن إسرائيل تعتقد الآن أنها ليست العدو الأول للعرب، وإنما إيران، مشيراً إلى أن هذا ما يقوله الرئيس الأمريكى دونالد ترامب. وحذر من أن بعض العرب بدأوا يقولون بما تعتقد به «تل أبيب». وأكد «شعث»، فى حواره لـ«الوطن»، أن التصعيد الإسرائيلى فى «القدس» ليست له علاقة بالأسباب الأمنية، إنما لأسباب سياسية، موضحاً أن «الاحتلال يريد السيطرة على ما تبقى لنا فى القدس». وأشار السياسى الفلسطينى إلى أنه كانت هناك تساؤلات حول لقاءات جمعت القيادى الفلسطينى محمد دحلان بحركة «حماس» فى «القاهرة»، مؤكداً أن لقاء الرئيس الفلسطينى محمود عباس بالرئيس عبدالفتاح السيسى فى مصر مؤخراً أزاح كل الغيوم.. وإلى نص الحوار:
■ الاحتلال تراجع عن إجراءاته بخصوص المسجد الأقصى المبارك.. كيف تقرأ ذلك التراجع؟
- نحن انتصرنا، انتصرنا فى الجولة الأولى، هناك جولات طويلة لا تزال مقبلة والمعركة ستبقى مستمرة حتى يزول الاحتلال الإسرائيلى بالكامل، وإنما نحن انتصرنا فى هذه المعركة، والانتصار فى هذه المعركة يعود أساساً لصلابة وإبداع وتوحد شعبنا فى «القدس»، لم يكن يتوقع الإسرائيليون بأى شكل من الأشكال ما قام به أبناء شعبنا فى «القدس»، مدعومين بالطبع من كل الشعب الفلسطينى ومن القيادة الفلسطينية التى تجاوبت معهم تجاوباً كاملاً فى هذه المرحلة وقطعت التنسيق والاتصالات مع إسرائيل وكل الاتصالات السياسية والاقتصادية مع «تل أبيب» وأرسلت الدعم المادى لشعبنا فى «القدس»، أى تحركت فى كل الاتجاهات، هم أبدعوا، إذا سمينا الانتفاضة الأولى «انتفاضة الحجارة» فهذه «انتفاضة الصلاة على الأسفلت والرصيف»، فمن يتصور أن شعباً كان سيناضل بأن يضع جبهته على الرصيف متحدياً كل القوى الإسرائيلية وكل القمع الإسرائيلى وكل التكنولوجيا الإسرائيلية، الناس ليل نهار يتحدون الإسرائيليين، النساء يطبخن وينزلن بالأكل والسجاجيد للمصلين فى الشوارع، والمسيحيون يقفون مع المسلمين وراء إمام مسلم تحدياً للإسرائيليين. الإسرائيليون لم يكونوا يتصورون أن هذا سيحصل، الإسرائيليون خدعوا العالم بأنها مسألة أمنية، وهى ليست مسألة أمنية لا من قريب ولا من بعيد، إنما هى مسألة إجرامية عنصرية سياسية بامتياز.
{long_qoute_1}
■ ما توصيفك لوضع وموقف رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو بعد التراجع عن إجراءات كان يتشبث بها؟
- «نتنياهو» أساء التقدير.. هو يعتقد أن الضعف العربى الموجود فى العراق وسوريا وليبيا فرصة له، واعتقد أن العرب لن يتخذوا موقفاً، كما أنه أساء التقدير تجاه سياسات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، وأن «ترامب» سيوافق على كل ما يقوله «نتنياهو»، وأن هذه فرصة لفرض حقائق على الأرض قبل أن يصل «ترامب» إلى أى أفكار بخصوص التسوية، وإن كنت أشك أن عنده أى أفكار، الإسرائيليون قالوا نستبق «ترامب» قبل أن يضع أفكاراً لعملية السلام، نستبق بالسيطرة على ما تبقى من «القدس»، وهو اعتقد أنه سيكسب اليمين التابع له، وأساء التقدير كذلك بخصوص الموقف من الشعب الفلسطينى.
■ قبل أن يلغى الاحتلال إجراءاته، أعلنت سلطات الاحتلال أنها ستتراجع عن البوابات الإلكترونية عند أبواب المسجد الأقصى وتقترح بدائل أخرى.. ما رأيك؟
- هذا ليس تراجعاً أو تطوراً وإنما هو تحايل، الموضوع برمّته لم يكن له علاقة بأى أسباب أمنية، حتى العملية التى قام بها الشباب الفلسطينيون الأسبوع الماضى كان موقعها بعيداً عن «المسجد الأقصى»، هم ذهبوا إلى المسجد الأقصى بعد القيام بعمليتهم هذه، وبالتالى ليس هناك أى سبب أمنى حقيقى، هم يبحثون عن مبررات للسيطرة على ما تبقى لنا فى «القدس»، وتحويل «القدس» كما يقولون سياسياً إلى عاصمة موحدة لدولة إسرائيل، أى إنهاء الوجود العربى والإسلامى والمسيحى فى المدينة، ومسألة الوجود المسيحى فيها صعبة عليهم لأن الدول الأوروبية التى تعتمد عليها إسرائيل من الصعب أن يصادروا المسيحيين فى «القدس»، لكن بالنسبة للمسجد الأقصى فإنهم يخترعون أساطير لهم كالهيكل وغيره، وكل هذه أساطير لا علاقة لها بالدين نهائيا.
■ يبدو أن المقدسيين لم يقبلوا إلا بالتراجع عن جميع الإجراءات الأمنية التى يتخذها الاحتلال؟
- صحيح، هم استغلوا الفرصة فى الأيام الماضية ومنعوا الحراس الفلسطينيين من دخول المسجد، وسيطروا على كل ما يلزمهم، هناك المسجد المروانى والمسجد الأقصى وقبة الصخرة، سيطروا عليها، والله أعلم ما الذى سرقوه من مصاحف ووثائق تاريخية، وحتى حجج الملكية الخاصة بالأوقاف الإسلامية، كل هذا دخلوا واستولوا عليه، ثم وضعوا 200 كاميرا داخل المسجد الأقصى، بحجة السيطرة. القصة ليست فى الأداة، إنما القصة فى أن الاحتلال يريد القول إنه هو من يملك هذه الأرض، وأنه هو من يسيطر على المسجد الأقصى، وبالتالى بما أن الاحتلال هو من يسيطر، فالآن يضع أجهزة إلكترونية، وفيما بعد يضع أشياء أخرى. نحن نريد إلغاء كل محاولات الاحتلال للاعتداء على المسجد الأقصى وحُرمته. {left_qoute_1}
■ ما دلالة التصعيد الإسرائيلى فى هذا التوقيت؟
- الفوضى العربية هى التوقيت، الاحتلال يحاول كل جهده إقناع العرب بتطبيع العلاقة مع إسرائيل، ويحاول أن يقنع العرب أن العدو الحقيقى هو إيران وليس إسرائيل، الإسرائيليون يعتقدون أن العرب لن يتدخلوا، لماذا تراجع الإسرائيليون عن السيطرة على المسجد الأقصى عام 1967؟، لأنهم كانوا خائفين من ردة فعل عربية، على الأقل «رابين» و«جولدا مائير» والحكام الإسرائيليون، كانوا يتصورون أنهم حتى يمكن أن يتنازلوا عن السيطرة على الضفة الغربية، إذا كان هذا سيؤدى إلى اعتراف الدول العربية بإسرائيل، الآن يريد أن تعترف به الدول العربية مجاناً، دون أن يدفع شيئاً. هنا الاحتلال يرى أن الذى سيأتى لهم بذلك هو الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، «ترامب» مجيئه جزء مما يقومون به، الاحتلال يحاول أن يخلق بأسرع وقت أمراً واقعاً يقول فيه لـ«ترامب» إنى لا أستطيع أن أتراجع عن أن «القدس» كلها عاصمة إسرائيل، وبالتالى لا بد من إلغاء أى احتمال أن تقسم القدس إلى قدس شرقية عاصمة الدولة الفلسطينية، وغربية عاصمة لدولة الاحتلال. «ترامب» تردد فى هذا الأمر، وسمع لبعض مطالبهم، عندما أتى إلى إسرائيل.
■ وهل ترى أن إسرائيل تعتقد الآن أنها لم تعد العدو الأول للعرب، وإنما إيران؟
- إسرائيل تقول هذا، والأمريكان على لسان «ترامب» يقولون هذا، ولكن للأسف الشديد بدأ بعض العرب يقولون هذا أيضاً، وبالتالى التغير هذا الذى تبنى عليه إسرائيل أملها الجديد أن ما تبقى من الدول العربية التى لم تعترف بإسرائيل فإن هذه فرصة.
■ لكن التحركات فى المسجد الأقصى تستفز الدول العربية، ولا أعتقد أنها تدفع بعض الدول للتطبيع مع إسرائيل..
- أنا لا أقول إن الدول العربية ستقوم بهذا، لكن هم تصورهم أن هذه هى الفرصة، العرب منقسمون والعرب أوضاعهم صعبة خصوصاً فى الدول الأربع التى ذكرتها: العراق وسوريا واليمن وليبيا، لكن هذا سيؤثر على جيرانهم كذلك، دون شك ما يحدث فى ليبيا يؤثر على مصر وما يحدث فى سوريا يؤثر على الأردن ولبنان، هم يتصورون أن هذه فرصة مناسبة أن العرب لن يقوموا بعمل شىء كبير، مثلاً كالتهديد بطرد السفراء أو التهديد بقطع العلاقات الاقتصادية، أو التهديد بتغييرات فى مواقف العرب بخصوص بعض الآليات الدولية.
■ هل كانت سلطات الاحتلال تتوقع ردة الفعل الشعبية داخل فلسطين ضد إجراءاتها عند المسجد الأقصى؟
- لا، لا أعتقد، ما يحصل حقيقة، أولاً شعبنا فى «القدس» هو المتولى القضية أساساً، لأن إسرائيل تمنع أغلب الفلسطينيين بمن فيهم الفلسطينيون الموجودون فى إسرائيل، تمنعهم من الوصول إلى «القدس»، وبالتالى المواجهة المباشرة هى لأبطال شعبنا فى «القدس»، هم الذين تحملوا كل العبء، وهم المتحدون فى رفض الدخول من السياج الأمنى والإلكترونى الإسرائيلى، وهم من قرروا عدم الصلاة فى أى مسجد وإنما فى الشوارع. وعندما ترى المرأة الفلسطينية فى «القدس»، تتذكر الانتفاضة الأولى عام 1987، تجدهم يأتون بالأكل والمياه والفرش للمصلين كى يصلوا عليها فى الشوارع، هناك تعاطف وتماسك هائل.
{long_qoute_2}
■ ألا تدفع تلك الأحداث والتصعيد الإسرائيلى حركتى «فتح وحماس» نحو مصالحة فلسطينية وإعادة ترتيب البيت الفلسطينى الداخلى؟
- أنا أرى فى هذا حافزاً متميزاً، يجب على الجميع أن يلتفوا معاً، ولو سمعت خطاب الرئيس عباس فإن جزءاً مهماً منه أن «نرتقى»، واستخدم هذه الكلمة، عن الانفصال، وأن هذه فرصة لنحقق الوحدة الوطنية الفلسطينية، ووجه حديثه بشكل خاص إلى حركة «حماس»، وأن هذه فرصة لتحقيق حكومة الوفاق التى اتفقنا عليها فى مصر والتى وافقتم على أعضائها، ونلغى حكم اللجنة الإدارية التى أعلنتها «حماس» لإدارة قطاع غزة كبديل لحكومة التوافق، قال لهم هذه فرصة متميزة لإلغاء تلك اللجنة، التى اتفقنا معكم عليها وكذلك مع مصر، وتكون فرصة تفرح شعبنا، وأن نكون شعباً موحداً فى مواجهة العدوان الإسرائيلى.
■ قيل إن العلاقة بين الرئيس عباس ومصر ليست على ما يرام فى الفترة الأخيرة.. ما توضيحك بهذا الخصوص؟
- كان هناك أسئلة عديدة حول الاجتماعات التى تمت بين محمد دحلان وحماس فى «القاهرة»، لكن الرئيس أبومازن أنهى كل ذلك بلقاء الرئيس السيسى فى «أديس أبابا»، ثم حدث لقاء مؤخراً فى «القاهرة» والرئيس عباسى ذهب إلى مصر ومعه فريق كبير، وأىّ غيوم كانت موجودة أزيحت والتصريحات التى خرجت من هنا وهناك تؤكد ذلك، خاصة أن التصريحات المصرية أعطت الأولوية للقضية الفلسطينية. كل من كانوا فى الوفد والرئيس عباس اطمأنوا ورجعوا بتفاؤل أكثر. {left_qoute_2}
■ هل نرى فى الفترة المقبلة تحركات فيما يتعلق باستئناف المباحثات مع «حماس»؟
- أنا شخصياً من المتفائلين دوماً فى هذه المسألة، وأنا لست من الذين يعتقدون أنه لا أمل فى «حماس»، وأن «حماس» لا يريدون وحدة أو دولة على مزاجهم، لا أؤمن بهذا، هناك أخطاء ارتكبتها «حماس»، ولكن فى النهاية لا نريد أن نعاقب كل شعبنا فى «قطاع غزة»، وبالتالى علىّ أن أفترض أن هناك إمكانية لقيام هذه الوحدة، خصوصاً إذا قامت مصر بدورها التاريخى، أنا لست من الذين يعتقدون باستحالة قيام الوحدة، وعلينا أن نستمر فى المحاولة حتى تحقيق الوحدة.
■ ما رأيك بخصوص دعوة القيادى الفلسطينى محمد دحلان وحركة «حماس» لاجتماع فى «القاهرة» لبحث إنهاء الانقسام وحماية «القدس»؟
- اجتماعات ماذا؟ نحن متفقون على كل شىء، وكل المطلوب أن «حماس» ترفع سماعة التليفون وتقول للرئيس أبومازن نحن ندعم حكومة التوافق الوطنى التى اتفقنا عليها فى «القاهرة» معاً. وبعدها بالنسبة لنا فنحن موافقون على كل شىء، موافقون على الفور على إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية، موافقون على عودة اجتماعات المجلس الوطنى، موافقون على حكومة وحدة وطنية، نحن لا نعترض على شىء، فقط على «حماس» أن تقول بأن تعود حكومة التوافق على قطاع غزة، وأول ما تتسلم حكومة التوافق مسئوليتها سيبدأ فوراً إعادة بناء «غزة»، والعمل المشترك لتشكيل حكومة وحدة وطنية والذهاب فوراً إلى إجراء الانتخابات. كل الاتفاقات التى تمت فى «القاهرة»، ومن الأساس لا دولة عربية تستطيع تحقيق عملية الوحدة وتلعب دوراً فيها إلا مصر بكل الاعتبارات، على «حماس» أن تعلن التزامها بالبرنامج الذى اتفقنا عليه فى مصر، وكان هذا سيكون أجمل لو قالوا من أجل الأقصى.
■ هل تؤثر الأزمة مع قطر على فرص المصالحة الوطنية الفلسطينية؟
- هذا هو الأمر الذى أدخل «دحلان» على الخط، فـ«دحلان» دخل على الخط مقنعاً الإمارات أنها يمكن أن تحل محل قطر فى هذا الملف.