مصر تستقبل الدفعة الرابعة من طائرات «الرافال» متعددة المهام القتالية

كتب: مروة عبدالله

مصر تستقبل الدفعة الرابعة من طائرات «الرافال» متعددة المهام القتالية

مصر تستقبل الدفعة الرابعة من طائرات «الرافال» متعددة المهام القتالية

احتفلت القوات المسلحة بانضمام طائرتى «الرافال» متعددة المهام من مقاتلات الجيل الرابع، إلى تشكيلات القوات الجوية، والطائرتان تمثلان الدفعة الرابعة من هذا الطراز التى تتسلمها مصر فى إطار اتفاق الشراكة الاستراتيجية مع فرنسا، وهو الاتفاق الذى يشمل العديد من التعاون فى مجالات التسليح والصناعات العسكرية المختلفة. {left_qoute_1}

وتعد طائرات «الرافال» الجديدة بمثابة إضافة قوية لقدرات قواتنا الجوية، بما تملكه من خصائص فنية وأنظمة قتالية ونيرانية عالية تمكنها من تنفيذ المهام بمدى كبير على الاتجاهات الاستراتيجية المختلفة، والتى تتيح لها التعامل مع جميع التهديدات الجوية والأرضية بكفاءة عالية. وتتميز المقاتلة «الرافال» بالقدرة على تعقب العديد من الأهداف الجوية والتعامل مع أكثر من هدف فى توقيت واحد، وبتنفيذ مهام السيطرة الجوية وصد الهجمات المعادية والتعامل مع الأهداف ذات المدى البعيد من مختلف أوضاع الاستعداد الجوى فى أصعب الظروف، وفى مسارح العمليات المختلفة. وحلقت طائرتا «الرافال» بعد رحلة منفردة بقيادة الطيارين المصريين استغرقت ما يقرب من 5 ساعات بعد إقلاعها من إحدى القواعد الفرنسية، وصولاً إلى مصر، بما يعكس قدرة وكفاءة الطيارين المصريين والأطقم الجوية، فى نظام يحسب بالثانية ولا مجال للتأخير فيه، أو الخطأ أو التراخى، فالجميع يعمل كخلية نحل شأن أى قاعدة عسكرية داخل القوات المسلحة، والكل يعرف دوره ومهامه ويعمل فى صمت ليدور ترس العمل فى استقرار بالغ وهدوء ونظام.

ومن داخل مقر التدريب التابع للقوات الجوية، قال أحد القادة إنه «لا مجال للخطأ، حيث يتم تدريب المقاتل الطيار بدنياً وذهنياً ونفسياً، ليتم تأهيله بشكل متكامل، فضلاً عن التدريب العملى من خلال نماذج المحاكاة، التى توفر الكثير من إمكانيات الطلعات الجوية»، موضحاً أن «كل مقاتل جوى له ملفه الخاص بالطلعات، فضلاً عن أرشيف طبى وبدنى خاص به يحتوى على كل التفاصيل، بما فى ذلك الأخطاء التى وقع فيها فى كل مرة خضع للتدريب، وكل طلعة جوية يتم التركيز عليها ومذاكرتها وتعديلها فى المرات المقبلة».

وأوضح قائد فريق التدريب أن «أى مقاتل جوى يظل طالباً ويخضع للعلم والدراسة والتدريب، والتأهيل حتى يخرج إلى المعاش والتقاعد، وبالتالى نحن فى وصلة مستمرة ومتكاملة من العلم والمعرفة لن تنتهى، وكل ضابط مقاتل وصفّ ضابط وفنى ومهندس ميكانيكا يعمل فى تخصصه، ووفق نظام محسوب بدقة متناهية».

من جانبه، قال أحد المقاتلين إن «مساندة ضباط الصف ودعمهم المستمر، هى إحدى ركائز منظومة نجاح هذه المنظومة، حيث إن كلاً منا يعرف دوره ويؤديه فى ثبات وحب»، موضحاً أنه «رغم حاجة المقاتل الجوى إلى عدد معين من ساعات الراحة نظراً لأسلوب وطبيعة وظيفته، فإننا نمضى جزءاً من أوقات الراحات فى العمل، لأننا نعمل ما نحب ونتمنى دائماً الثبات والشهادة فى كل لحظة ومع كل طلعة جوية».

فيما قال أحد الضباط الذين شاركوا فى رحلة الطيران بـ«الرافال» من فرنسا إلى مصر فى دفعتيها الأولى والثانية: «جميعنا نشعر بالفخر والعزة لأن قواتنا المسلحة تمتلك الجيل الرابع من هذه المقاتلات من طائرات الرافال، التى تعد أحدث طرازات الطائرات بل أحدث من منظومة الرافال التى تمتلكها القوات الجوية الفرنسية»، منوهاً بأن «لكل طائرة استخداماتها، وقد شاركنا فى العديد من المهام مثل استهداف عناصر (داعش) فى ليبيا، فضلاً عن عدد من العمليات فى المنطقة الغربية لتأمين حدود بلادنا».

من جهة أخرى، قال أحد قادة التدريب إن «حصول مصر على صفقة قوامها 24 طائرة رافال جاء وفق دراسات وترتيبات معدة مسبقاً، وحسابات تمكننا من تأمين وحماية كل شبر فى أرض مصر، فليس هذا الرقم عشوائياً ولكن وفقاً لمقاييس خاصة بالقوات الجوية، لأن تكلفة وجود الطائرة على الأرض دون أى استخدام لها قد يكلفنا الكثير، لذا فإن لكل طائرة استخداماتها ونقاط تأمينها، وجميع الطائرات تخضع لعمليات دورية من الفحص والتفتيش».

وأضاف قائد التدريب أن «هناك تلقيناً يومياً للطيارين على مهام عملهم، وهناك عمليات فحص لكل ما يقومون به من مهام مكلفين بها، وما تعرضوا له أثناء رحلات الطيران»، لافتاً إلى أن «مواصلة الطيران لمدة 5 ساعات مستمرة، وهى مدة رحلة العودة من فرنسا إلى القاهرة لإحضار الطائرات، يستلزم مهارات خاصة جداً، لأن الطيار يظل ثابتاً داخل كابينة القيادة طوال هذه المدة، وبالتالى فنحن نهتم بأدق تفاصيل الرحلة، من تغذية الطيار إلى نومه وصحته وعلاجه وتدريباته ولياقته وكل الجوانب الصحية لأنها حلقات متصلة»، منوهاً بأن «المقاتلين الجويين يعملون وفقاً لمعايير وأسس تتعلق بحسابات الوقود، وحالة الجو، والدراية بالمطارات الجوية والاحتياطية، فضلاً عن التحضير لكل طلعة من اليوم السابق لها ومراجعتها بعد الهبوط».


مواضيع متعلقة