ارتباك داخل «الصيادلة» بعد اقتراب «أكديما» من شراء مصنع «المتحدون».. ومصادر: النقابة تعطل الصفقة

10:10 م | الأربعاء 26 يوليو 2017

أثار إعلان نقابة الصيادلة التدخل على خط مفاوضات شراء مصنع «المتحدون» للمحاليل الطبية ببنى سويف، جدلاً كبيراً حول نيتها للمنافسة على الاستحواذ عليه، خاصة عقب اقتراب شركة «أكديما» الحكومية من إنهاء الخطوط العريضة لضمه إليها، ما أثار ارتباكاً أيضاً داخل النقابة نظراً لتضارب التصريحات بين مسئوليها، حول أنهم اتفقوا رسمياً على شرائه، فيما نفى آخرون الاستقرار على هذه الخطوة. {left_qoute_1}

وقالت مصادر مطلعة، إن نقابة الصيادلة أعلنت دخولها فى التفاوض على شراء المصنع ليس بنية الشراء الفعلى، إنما بهدف رفع السعر على شركة «أكديما» لصالح ملاك المصنع، وتعطيل سير ضمها لها. وأضافت المصادر، التى فضلت عدم ذكر اسمها، لـ«الوطن»، أن النقابة لا تستهدف الشراء الفعلى للمصنع، خاصة أنها أعلنت دخولها فى سباق التفاوض، فى الوقت الذى أعلنت فيه «أكديما» توصلها لاتفاق مبدئى.

وكشفت الدكتورة ألفت غراب، رئيس الشركة العربية للأدوية والمستلزمات الطبية «أكديما» الحكومية، أنه جارٍ الاتفاق على شراء مصنع المحاليل الطبية الخاص والمعروف إعلامياً بمصنع المحاليل المتسبب فى وفاة 8 أطفال بمحافظة بنى سويف.

وأوضحت «غراب» فى تصريحات خاصة لـ«الوطن»، أنه تم الاتفاق المبدئى مع ملاك المصنع، وحالياً فإن الشركة فى المراحلة النهائية للتفاوض معهم، مشيرة إلى أن هناك إجراءات مالية وفنية جارٍ الاتفاق عليها حالياً، قائلة: «إحنا بنفنّش حالياً»، مشيرةً إلى أن هناك لجنة فنية مُشكلة من قبل الإدارة المركزية للشئون الصيدلية بوزارة الصحة لمراجعة الخلافات الفنية المطلوبة، وخطوات التصنيع الجيد بالمصنع، ونجرى المتابعة مع الصيدلة فى الإجراءات، فضلاً عن التحقق من الماليات الخاصة به. {left_qoute_2}

وقال الدكتور أحمد فخرى، رئيس لجنة الاستثمار بنقابة الصيادلة، إن المفاوضات جارية مع ملاك «مصنع المتحدون» للمحاليل الطبية لشرائه، مؤكداً أن مجلس النقابة العامة للصيادلة لم يقرر رسمياً حتى الوقت الحالى شراء المصنع.

وأضاف «فخرى»، فى تصريحات خاصة لـ«الوطن»، أن إعلان النقابة دخولها مفاوضات شراء المصنع ليس من قبيل المزايدة أو تعطيل شراء «أكديما» له، قائلاً: «أكديما شركة عريقة ولديها مصانع عديدة، والنقابة لا تستهدف تعطيل صفقة المتحدون، ونحن فى مرحلة المفاوضات، ولن نشترى سوى بالسعر الذى نحدده»، منوهاً بأن النقابة تستهدف توفير المحاليل الطبية، وألا تكون هناك مضاربات عليها كما تستهدف الجانب الاستثمارى لأموال الصيادلة.

وعلى الرغم من تأكيدات رئيس لجنة الاستثمار بأن النقابة لم تقرر رسمياً شراء المصنع، إلا أن الدكتور محيى عبيد، نقيب الصيادلة، قال إن مجلس نقابة الصيادلة، قرر فى اجتماعه أمس الأول، شراء مصنع المتحدون لإنتاج المحاليل الطبية، كما تم عقد جلسات مع بعض المسئولين عن المصنع، وتم عرض دراسة كاملة عنه، وإنتاجه وكيفية تحسينه، وإعادة تشغيله، لافتاً إلى أن النقابة دخلت كمنافس فى صناعة الدواء بشرائه، وسيعد خطوة جديدة وجيدة لصالح صيادلة مصر.

وأوضح «عبيد»، لـ«الوطن» أن هذا المصنع ينتج نحو 45% من الاحتياجات ومع ذلك غير مستغل، ولا ينقصه سوى موافقة وزير الصحة بإعطائه إشارة البدء، لكى يتم إنقاذ مصر من تلك الأزمة التى تعانى منها، مؤكداً أن «مندوبين من الشركة حضروا الاجتماع مع مجلس نقابة الصيادلة، وتم خلاله عرض تفصيلى لإمكانيات المصنع، وماكيناته وأعمارها، وتم اتخاذ قرار بالإجماع من المجلس بشرائه، وقريباً سيرى المصنع النور»، موضحاً أنه سيكون مملوكاً للنقابة برأسمال 400 مليون جنيه.

وأشار نقيب الصيادلة إلى أن الدفعة الأولى التى ستدفعها النقابة 150 مليون جنيه، والدفعات الباقية ستكون من قبل الصيادلة، لافتاً إلى أن هناك شركتين تتفاوضان مع المصنع، لافتاً إلى أن النقابة ليس هدفها الربح فقط، لكنها تحمل على عاتقها معالجة النقص الحاد فى المحاليل، وباقى الأدوية التى تتغافل عنها الوزارة.

وقال الدكتور أحمد أبودومة، عضو مجلس نقابة الصيادلة، إن النقابة ارتأت اقتحام «صناعة الدواء» لتوفيره للمواطن كنوع من المسئولية المجتمعية واستثمار أموالها، موضحاً أن أزمة المحاليل الطبية ونقصها فى السوق مؤخراً السبب، مشيراً إلى أن النقابة تتفاوض على شراء مصنع آخر للدواء تابع لشركة «ثرى دى إى».

وأضاف «أبودومة»، لـ«الوطن»، أن النقابة تستهدف الصالح العام، وتعظيم موارد النقابة، كما أنها لا تستهدف تعطيل صفقة «أكديما»، حتى لو أعلنت مؤخراً دخولها مرحلة التفاوض، ولكنها أُعلنت فى الوقت القانونى لعرض المصنع للبيع.

جدير بالذكر أن الدكتور عادل عدوى، وزير الصحة السابق، قد أصدر قراراً نهاية 2015 بإغلاق مصنع «المتحدون للمحاليل الطبية» إثر تسبب إنتاجه فى وفاة 8 أطفال ببنى سويف بعد إعطائهم المحاليل لعلاجهم من الجفاف.