مسئول أمنى عراقى: «البغدادى» مات فى قصف إيرانى بصاروخ بعيد المدى.. والروس فرحوا بمقتله وأبدوا إعجابهم بدقة الضربة

مسئول أمنى عراقى: «البغدادى» مات فى قصف إيرانى بصاروخ بعيد المدى.. والروس فرحوا بمقتله وأبدوا إعجابهم بدقة الضربة
- أبوبكر البغدادى
- أفراد الشرطة
- أملاك الدولة
- أهالى الموصل
- اجتماع عاجل
- الأجهزة الأمنية
- الأجهزة التنفيذية
- الأسلحة الثقيلة
- الجيش العراقى
- آباء
- أبوبكر البغدادى
- أفراد الشرطة
- أملاك الدولة
- أهالى الموصل
- اجتماع عاجل
- الأجهزة الأمنية
- الأجهزة التنفيذية
- الأسلحة الثقيلة
- الجيش العراقى
- آباء
كشف محمد البياتى، رئيس اللجنة الأمنية بالموصل، كواليس سقوط وتحرير المدينة من يد تنظيم «داعش»، مؤكداً أن المدينة سقطت فى البداية بسبب وجود خيانة من أفراد الشرطة ومن المسئولين المدنيين فى المدينة، موضحاً أن استعادة القوات الأمنية العراقية للمدينة استغرقت شهوراً عدة عكس بقية المدن العراقية بسبب حرص القوات على حياة المدنيين الأبرياء.
وقال «البياتى»، فى حواره لـ«الوطن»، إن عدداً من المسئولين بمجلس محافظة نينوى كانوا متورطين فى سقوط الموصل، محملاً أثيل النجيفى، محافظ نينوى، مسئولية انهيار الموصل وتسهيل دخول الدواعش إليها، مضيفاً أنه لديه دواعش يعملون كجواسيس لحساب الحكومة العراقية وما زال مبقياً عليهم فى عملهم حتى بعد تحرير العراق بالكامل لمعرفة مخططات تنظيم داعش المستقبلية.
{long_qoute_1}
وأشار إلى أن تركيا لها دور كبير فيما وصل إليه تنظيم داعش من قوة بسبب ما توفره له من دعم وتمويل وتمرير مقاتلين بمساندة جهات دولية، مؤكداً أن القنصل التركى فى الموصل كان له دور كبير فى هذا الشأن.. وإلى نص الحوار.
■ بداية.. ما أبرز كواليس تحرير الموصل من يد داعش، ولماذا استغرق هذه المدة الطويلة مقارنة بتحرير مدن أخرى كالفلوجة وتكريت؟
- أولاً، الموصل تختلف لأنها كانت آخر حصون الدواعش الكبيرة فى العراق بعد الفلوجة، وكان لها ثقل ومركز فى نفوس الدواعش لأن قيادات التنظيم يتركزون فيها وعلى رأسهم «البغدادى»، وهى المدينة الاستراتيجية بالنسبة لهم؛ لذا كان دفاعهم عن المدينة مستميتاً، كما أن الخطة كانت تقضى بمحاصرتهم والقضاء عليهم وليس طردهم باتجاه تلعفر ثم سوريا، إنما القضاء عليهم نهائياً.
■ هل يعنى ذلك أن الحصار فقط هو الذى أطال القتال؟
- هناك عوامل أخرى مثل الكثافة السكانية، وهناك الاستراتيجية التى تنتهجها قوات مكافحة الإرهاب والجيش والشرطة الاتحادية فى الحفاظ على العوائل فى المقام الأول، فليس مهماً المدة أو الخسائر الأخرى مقابل الحفاظ على حياة المدنيين الأبرياء، كما أن قسماً كبيراً من الدواعش هم أصلاً من أهل الموصل؛ لذا هناك عوائل كاملة مع الدواعش. {left_qoute_1}
■ هناك مخاوف من أن يظهر دواعش فى الموصل خلال الأيام المقبلة إما يختبئون فى أنفاق أو فى مخابئ سرية لهم.. فهل تم تطهير الموصل بأكملها؟
- القوات الأمنية منتبهة ويقظة لمثل هذه الاحتمالات، والموصل لم يتم تنظيفها كاملة من الدواعش، هناك منطقة صغيرة جداً اسمها «قليعات» ما زال فيها دواعش متحصنون بها ولم تتحرر حتى الآن، ولكن القوات ستقضى عليهم.
■ تقول إن قليعات منطقة صغيرة، ماذا يعيق كامل القوات العراقية المحتشدة بالموصل من دخولها، ولماذا تم تركها حتى الآن، وما تقديركم لحجم الدواعش داخلها؟
- يمكننا القضاء عليها فى ساعة واحدة، إذا ضربناها بالأسلحة الثقيلة، لكننا لا نستطيع تحمل الذنب لأن هناك أطفالاً بها، وهم أطفال الدواعش، وأنا كنت مع الفريق سامى العارضى من قيادات مكافحة الإرهاب، وبصراحة الرجل أخذنى لأرى شاشات الطائرات المسيَّرة التى يطلقونها فى السماء لتصوير جيوب الدواعش، ورأيت أطفالاً صغاراً على الشاشة وآباءهم الدواعش بسلاحهم وحتى نساءهم يمسكن السلاح وتقريباً بها نحو 40 عائلة من الدواعش.
■ إذن، ما خطة تطهير هذه المنطقة؟
- نحن نقوم بإنزالات ليلية لتنفيذ عمليات تكتيكية بالمنطقة، وهم محاصرون، يعنى لن يصمدوا كثيراً وسينهزمون نفسياً ويستسلمون، لأنه على الضفة الثانية من نهر دجلة قوات عراقية تحاصرهم.
■ لا يزال هناك دواعش متمركزون فى قضاء تلعفر وعددهم 3 آلاف تقريباً.. فهل هذا صحيح، وهل يشكلون خطراً؟
- نعم، معلوماتك صحيحة، فهناك دواعش فى تلعفر والقوات بصدد الذهاب إليهم فى غضون أسبوعين أو أكثر قليلاً.
■ قضاء تلعفر به قيادات داعشية، ويطوقهم الحشد الشعبى والجيش.. لماذا لا تقوم هذه القوات بدخولها والانتهاء منها؟
- نعم، صحيح، قوات الحشد وقسم من الجيش العراقى وهو الفرقة الـ15 مدرعة تحاصر تلعفر، وبإمكان هذه القوات تحرير المدينة، لكن القرار هنا سياسى وليس عسكرياً، أنت تتحدث بمنطق عسكرى وهو صحيح 100%، لكن ليس كل شىء فى المعركة عسكرياً، هناك أمور سياسية.
■ نريد توضيح المشكلة من الناحية السياسية حول عدم دخول هذه القوات تلعفر؟
- تركيا ترفض دخول الحشد الشعبى إلى تلعفر، لذلك تعطلت العملية وانتظرنا الانتهاء من الجانب الأيمن، وستذهب إليهم قوات مكافحة الإرهاب والشرطة الاتحادية والجيش عن قريب جداً.
■ بعد تلعفر أمامكم الحويجة فى كركوك وراوة وعانة فى الأنبار.. هل هناك مناطق أخرى بها دواعش؟
- لا، حالما ننتهى من كامل الموصل سنذهب إليها لتحريرها.
■ الحويجة إحدى أقضية كركوك، فهل ستشارك قوات البشمركة فى تحريرها؟
- لا، لن تشارك قوات البشمركة فى تحرير الحويجة، والمعركة ستكون عراقية خالصة.
{long_qoute_2}
■ نعرف أن الموصل مليئة بالدواعش العراقيين الموصليين، فماذا عن عوائلهم وهل من الممكن أن يختبئ دواعش بين المدنيين النازحين من المدينة؟
- عوائل الدواعش نحن نعرفهم، ونتعامل معهم من الناحية الأمنية من خلال تركهم ومراقبتهم، نتركهم يخرجون بين الأهالى ولكن تضع الحكومة أعينها عليهم. {left_qoute_2}
■ وماذا عن بقية المدنيين فى الموصل؟
- صراحةً، وضعهم تغير كثيراً عمّا كان قبل داعش، نعرف أنا وأنت أن أهالى الموصل كانوا غاضبين من الحكومة قبل داعش وهو ما دفعهم للخروج فى تظاهرات ضد الحكومة وقوات الأمن، لكن الآن نراهم متعاونين معنا جداً بعدما رأوا حكم داعش، فالأهالى كانوا يرشدوننا عن الدواعش المندسين فى صفوفهم، فوعى المواطنين له دور كبير فى عملية تحرير الموصل وهناك تحول نوعى فى فكر المواطنين من حيث تعاونهم مع الأجهزة الأمنية.
■ كان لديكم جواسيس من المدنيين بالموصل يرشدونكم ويرسلون إليكم رسائل عن مواقع الدواعش وتحركاتهم.. ما وضعهم بعد تحرير المدينة؟
- هؤلاء المدنيون لم يتغير حالهم، بقوا فى أماكنهم ويعيشون الآن وسط جيرانهم المدنيين، وهؤلاء ليسوا مواطنين عاديين بل لهم فضل، شأنهم شأن القوات التى حاربت لتحرير الموصل من الدواعش.
■ وماذا عن جواسيسكم داخل تنظيم داعش نفسه؟
- اتفقنا معهم على أن يبقوا مع الدواعش حتى بعد خروجهم من العراق، وقسم كبير من الدواعش يتحركون إلى سوريا ويدخلون تركيا وهذا مجال تحركاتهم ما بين سوريا وتركيا بعدما أغلقنا عليهم العراق.
■ وماذا عن أبوبكر البغدادى، الأنباء تقول إنه قُتل لكن ليس هناك شىء يؤكد لنا مقتله.. ما معلوماتك عنه؟
- حسب المعلومات التى وصلتنى فإن الإيرانيين قتلوه قبل شهر خلال قصف بعيد المدى عند تحركه فى دير الزور، حيث كان أبوبكر البغدادى مع عدد من قياداته يتحركون ما بين دير الزور والرقة ذهاباً وإياباً ورصده الإيرانيون وقصفوه بصاروخ بعيد المدى، لكن وقتها كان هناك تعتيم إعلامى على الحادث، والضربة كانت دقيقة. لكن الروس أشادوا بهذه العملية وأُعجبوا بدقة الإيرانيين فى القصف وقالوا إن إيران لديها صواريخ دقيقة، والروس فرحوا بمقتل «البغدادى».
■ كيف سقطت الموصل فى يد داعش؟
- الموصل سقطت بمؤامرة كبيرة ومعقدة، شارك فيها بعض السياسيين كانوا هم من مجلس محافظة نينوى نفسها، وكانت الحكومة المحلية لها دور كبير، ففى يوم 26 يناير 2014 دعانا المحافظ أثيل النجيفى لاجتماع عاجل وكان الحاضرون 14 شخصاً هم مجلس المحافظة، وفتح موضوعات كثيرة لكن أكد على موضوع واحد مهم جداً، قال فيه إن هناك قوى خارجية ستدخل نينوى وهى قوة مدعومة دولياً وهى ليست جماعة إرهابية مسلحة فقط، بل لها دعم دولى من دول كبيرة، وستسقط العراق.
وأبلغت القيادة فى بغداد بهذا الكلام، وهناك مفاصل كثيرة فيها فساد بالمحافظة، كما أن القضاء كان دوره سلبىاً فى نينوى، فكيف يخرج 20 ألف معتقل خلال عام ولا يحاكَم منهم إلا 15 شخصاً فقط فى قضايا متعلقة بالإرهاب؟
■ هل كان جميع المعتقلين الـ20 ألفاً من نينوى وهل كان اعتقالهم بتهمة الإرهاب؟
- نعم، وتم الحكم على 15 فرداً فقط من 20 ألف متهم، فهل تتخيل مهما كانت الأجهزة التنفيذية مخطئة فى تحديد المتهمين الحقيقيين أن يخطئوا فى هذا العدد الهائل ليخرج من بين 20 ألف متهم 15 فقط هم الذين يصدر فى حقهم أحكام، لقد كان كثيرون من معتقلى نينوى متورطين فى قضايا إرهاب وخرجوا من المعتقلات.
■ وكيف حددتم أن قوة تنظيم داعش أقوى من القوات المحلية الموجودة فى نينوى؟
- عرفنا من خلال معسكرات تدريبهم والجهد الاستخباراتى أن لديهم حيلاً كبيرة، ومن خلال جهدنا علمنا التوقيتات المحددة للهجوم والمحاور التى سيسلكونها لدخول الموصل، وعرفنا أن معسكراتهم متحركة تستقر فى مكان لمدة أسبوع أو 10 أيام ثم تتحرك، وعرفنا كذلك المصادر التى كانت قريبة لداعش، ونحن ارتبطنا معها وأصبحنا نأخذ منها المعلومات، وأبلغتنا مصادرنا أن الهجوم سيحدث فى الأيام العشرة الأولى من شهر يونيو.
{long_qoute_3}
■ تقصد أنكم جندتم جواسيس من داعش؟
- نعم، أحد أركان قيادات داعش كان يعطينا المعلومات، والتحركات وكما قلت يوم 26 من شهر مايو، أبلغنا أن الهجوم فى الأيام العشرة الأوائل من يونيو، ولم يحدد يوماً معيناً هل اليوم الأول أو العاشر، لكنه قال فى هذه الفترة، وكان كلامه صحيحاً، ففى اليوم الثالث أبلغنى أن الهجوم سيكون فى اليوم السادس وكان هذا اليوم يوافق يوم الجمعة، وقال إنهم سيدخلون من محور السحاجى عند سوق الغنم، وسيدخلون باتجاه حى الثلاث، وهذا محور، أما المحور الآخر فهو محور «مشرفة» ثم «هرمات» ثم منطقة «17 تموز».
■ كيف أعطاكم التفاصيل بهذه الدقة.. هل كانت رتبته فى التنظيم رفيعة لهذه الدرجة؟
- الشخص الذى تواعدنا معه أن يمدنا بالمعلومات كان بالفعل أحد أركان الدواعش، وهو أول شخص استطاعت الاستخبارات أن تعتقله وقبل أكثر من 4 أشهر من سقوط الموصل، وهو قال «أنتم ممكن بطلقتين أخلص منكم، لكن أنا أعطيكم عهداً أن أعمل معكم وأعطيكم كل تحركاتهم»، والحقيقة ما كنا نثق به أكثر من 40%، ولكن هو كان فى قبضتنا وأهله فى قبضتنا، ففكرنا فى التجربة وبالفعل وجدناه ملتزماً إلى حد كبير. {left_qoute_3}
■ ربما كان تعاونه معكم بدافع الخوف على أسرته؟
- لا أعتقد، فهو يعتمد على الجانب الوطنى، وهو شخصية وطنية بالفعل، ولكن الظروف جعلته من قيادات «داعش»، لا يمكننى أن أقول اسمه حرصاً على سلامته ولا يمكننى أن أقول مكانه الآن، وبيننا اتفاق أنه لن يكشف هويته حتى بعد تحرير العراق من داعش، لأننا سنحتاج معرفة ما سيخطط له بقايا داعش بعد تحرير الموصل.
■ وهل كان من المنطقى أن تتمكن جماعة تتدرب فى الخفاء من الظهور المفاجئ وتسقط هذه المساحة الشاسعة؟
- الدواعش كانوا يعرفون أن اللواء السادس الموجود بالموصل مهترئ، واللواء يجب أن يضم 5 أو 6 آلاف جندى حتى يصبح اسمه لواء، لكن فى الحقيقة كان لا يضم سوى 60 أو 70 جندياً فقط، واستولى الدواعش على 52 سيارة هامر (مدرعة همبفى أمريكية)، وبدلوا ملابسهم بالزى العسكرى من القوات التى انسحبت دون قتال، وكان باللواء السادس حواجز كونكريتية -أسمنتية- بارتفاع مترين لتحصين مدخل منطقة 17 تموز، وأغلقوا بقية الطرق، حتى يحددوا مدخلاً واحداً للمنطقة، ووصل الدواعش بعد أن بدلوا ملابسهم بالزى العسكرى، وتحدثوا مع آمر الفوج الرابع شرطة محلية، وتظاهروا بأنهم قوات عسكرية إمدادات مقبلة وحينما حاول آمر الفوج الاتصال بمقر القيادة للتأكد من التعزيزات المقبلة إليه، انقطعت الاتصالات كاملة، ولكن للأسف أمر آمر الفوج بفتح الطريق لهم.
■ وأين كنت موجوداً وكل هذا يحدث بالموصل؟
- أنا كنت موجوداً فى قيادة العمليات فسألت قائد العمليات وهو عبدالمهدى الغراوى، ما الخطط التى لديكم ووجدت الكلام غير مقنع خاصة أننا أبلغناهم من قبل بإجراءات المفترض أن يقوموا بها، أبلغناهم عن أماكن وجود أسلحة يمتلكها داعش فى الكثير من المناطق التى بها حواضن للدواعش، حيث كانت توجد كميات من الأسلحة فى المنازل مخبأة، ويدخل الدواعش كمدنيين غير حاملين للسلاح، فيدخلون إلى هذه المنازل ويحصلون على الأسلحة وفجأة تراهم فى وسط المدينة مسلحين يهاجمونك من الداخل وقوات لهم فى الخارج تهاجم فى الوقت نفسه.
■ وأى المناطق التى كانت تعج بالأسلحة المخبأة فى المنازل وتنتظر الدواعش؟
- منطقة 17 تموز، وهى أهم المناطق لأنها قريبة من مركز مدينة الموصل، ونحن نشرنا تعليمات بأننا نتعامل مع كل شخص يحمل سلاحاً كأنه داعشى، وحدث ذلك بالجانب الأيسر فقط لذلك لم يسقط ولم يجرِ فيه أى قتال، بل تم تركه بعد انتشار داعش وسيطرتهم على الساحل الأيمن، وحدث فى الجانب الأيسر خط صد نارى على الجسر الثالث ابتداءً من النهر حتى منطقة اليرموك، حتى إن داعش لا يتقدم باتجاه خط المدينة. لكن كان هناك مشكلة كبيرة وهى الطابور الخامس الذى ينشر شائعات السقوط.
■ ومن الذى كان ينشر الشائعات؟
- عرفنا بعدها أن بعض المسئولين بالمحافظة كانوا يطرقون الأبواب على المواطنين، يقولون لهم اتركوا منازلكم داعش جاءت لكم.
■ أنت تتحدث عن مسئولين بالمحافظة وأن المحافظ نفسه كانت تصرفاته مشبوهة وله ميول تجاه العناصر الإرهابية، لماذا لم تبلغ عنه؟
- بكل الأسف الدستور العراقى، والحالة اللامركزية التى كانت عليها المحافظات، جعلت كل محافظ رئيس محافظته، فالمحافظ كان بمثابة رئيس وزراء مصغر، وكان له غطاء إقليمى تجاه الدولة التركية وكانت لديه حصانة.
■ بعد كم يوم سقطت الموصل تحديداً؟
- 3 أيام، وفى اليوم الرابع دخلوا المدينة، وكان سوء تقدير من الأجهزة الأمنية، مع الخيانة الموجودة من ضباط ومنتسبين تركوا مواقعهم.
■ وكيف خرجت من الموصل فى ظل هذا السقوط السريع رغم أن رأسك كانت غنيمة لهم؟
- خلال أيام المعركة أحاول أن أصل إلى أبعد نقطة أتجول بالأيمن وبالأيسر وحتى أصل إلى السواتر وخطوط التماس، فخلال الأيام الأربعة الأولى كنت أتجول ولم أنَم أبداً وباليوم الأخير، وصلتنى معلومات أن قسماً من الدواعش استطاعوا الوصول إلى الجانب الأيسر، وكانت معلومة خاطئة حيث اتصلت بالقائد الموجود هناك والرجل طمأننى وقال يعبرون من فوق جثتى أو لا يعبرون، وفعلاً حتى سقوط الموصل لم تسقط هذه الجبهة التى كان يتولاها هذا الرجل وكان اسمه العقيد حيدر، أذكر أن الجانب الأيمن من الموصل سقط بكامله ولم يستطع أحد من الدواعش أن يمر من الجبهة التى يتحصن بها هذا الرجل.
اتصلت بقائد عمليات محافظة نينوى مهدى الغراوى، قلت له أحتاج نصف ساعة حتى أصل إلى غرفة العمليات، وبها الكثير من الخرائط، ووجدت المحافظ فى مكتبه، وعدداً من القادة موجودين، كان المحافظ وقتها يطرح فكرة توزيع الأسلحة على مجاميع هو سماها لجان شعبية، وكان هناك تجاوب لتسليم الأسلحة للمحافظ، ولكنى اعترضت على الفكرة، لأنه اتضح لى أنه كان يريد أن يكمل المؤامرة ويسلمهم الأسلحة، ولكن تم رفض هذا المقترح وأذكر أنه قبل السقوط بشهر كان المحافظ يمضى فى سفريات من قطر لتركيا للعراق، فأركان المؤامرة كانت واضحة وفى هذا اليوم سقطت الموصل، وخرجت من قيادة العمليات الساعة 11 مساء وخلف المنزل الذى يوجد به مقر قيادة العمليات، ذهبت لصلاة المغرب والعشاء وبعد نصف ساعة جاءنى اتصال من المطار، بأن الموصل سقطت تماماً، وحتى هناك انسحاب من مركز قيادة العمليات.
■ هل أبلغت الجهات العليا فى بغداد بما يحدث؟
- نعم، أبلغت قبل السقوط بيوم وكيل وزارة الداخلية، وشعرت أنه غير مدرك بما يحدث، ولم يتفاعل مع المعلومة التى أعطيتها له، وقال لى انتظرنى غداً وأنا أعطيك الجواب، وغداً كانت الموصل قد سقطت. وكنت أنا من خرج من سهل نينوى.
■ نعود إلى حكم داعش، متى بدأوا يفرضون تشديداتهم الدينية والخمار والنقاب على السيدات؟
- بعدما انتهت مرحلة التوسع الخاصة بهم حيث كانوا مشغولين بالحصول على أراضٍ، وارتسمت حدودهم، بدأوا فى تنفيذ الحكم وبدأوا فى التشدد ومنع الهواتف والتلفاز وأجهزة الستالايت.
■ كيف تصرف الدواعش مع أملاك الفارين من الموصل؟
- حصلوا عليها وأصبحت مما يسمونه «أملاك الدولة الإسلامية»، وكانوا يتصرفون فيها بالبيع أو الإيجار إذا كانت دوراً أو محلات، للمواطنين، والسيارات كانوا يستخدمونها.