خبراء يفسرون دلالة إبقاء ترامب على الاتفاق النووي مع إيران

كتب: دينا عبدالخالق

خبراء يفسرون دلالة إبقاء ترامب على الاتفاق النووي مع إيران

خبراء يفسرون دلالة إبقاء ترامب على الاتفاق النووي مع إيران

بعد عدة أشهر من توليه مقاليد الحكم، لم يتمكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من تنفيذ أحد وعوده الانتخابية، حيث أصدر قرارا، اليوم، بالإبقاء على الاتفاق النووي مع إيران، الذي أبرمته الدول الكبرى مع طهران قبل عامين، مخالفا بذلك وعده الانتخابي بإلغاء هذا الاتفاق.

ووفقا لوكالة "رويترز"، قال مسؤول كبير في إدارة ترامب إن القرار الصادر قضى بالتزام إيران باتفاق 2015، لكن ترامب ووزير الخارجية، ريكس تيلرسون، يعتقدان أن إيران "لا تزال أحد أخطر التهديدات للمصالح الأمريكية وللاستقرار في المنطقة".

وسرد المسؤول قائمة اتهامات بشأن سلوك إيران في المنطقة، منها تطويرها للصواريخ الباليستية ودعمها للإرهاب وللمتشددين وتواطؤها في أعمال وحشية ارتكبت في سوريا وتهديدها للممرات المائية بالخليج، وهو ما اعتبره ترامب وتيلرسون أن تلك الأنشطة الإيرانية تقوض بشدة المقصود من الاتفاق وهو المساهمة في السلام والأمن على المستويين الإقليمي والدولي، نتيجة لذلك يرى الرئيس ووزير الخارجية والإدارة بأكملها أن "إيران تنتهك بلا شك روح الاتفاق"، بحسب ما أوردته "رويترز".

ويرى الدكتور أيمن سمير، أستاذ العلاقات الدولية، أن ترامب أبقى على الاتفاق النووي لكونه أصبح "وثيقة دولية" لإتمامه بين إيران وإمريكا ومجموعة "5+1" وبموافقة دول مجلس الأمن، لذلك لم تكن أمريكا قادرة على إلغائه بمفردها إطلاقا، موضحا أن التقارير الدولية التي يتعين على وزارة الخارجية الأميركية، بموجب القانون الأميركي، لإخطار الكونغرس كل 90 يوما عن امتثال إيران للاتفاق المبرم في 2015، أوردت إلتزام طهران بالإتفاق.

وتابع سمير، في تصريح لـ"الوطن"، أن الرئيس الأمريكي سيتجه لإتباع نوع من الموائمة مع إيران، حيث سيرافق موافقته على الاتفاق بفرض نوع من العقوبات عليها تتبع برنامجيين عسكريين آخرين أحدهما للصواريخ الباليستية والآخر للزوارق السريعة، فضلا عن فيما يخص حقوق الإنسان والحرس الثوري.

ولفت إلى أن ترامب يمارس سياسة "الاحتواء المزدوج" مع الدول الخليجية، حيث تحاول احتواء الشيعة والسنة في آن واحد وتوثيق العلاقات بينهم معها، لذلك تتجنب الصراع العسكري مع إيران وفي الوقت نفسه تظهر كحليف مع دول الخليج.

ووافقه في الرأي الدكتور سعيد اللاوندي أستاذ العلاقات الدولية، أن الاتفاق يصعب إلغاه لمشاركة عدة دوله فيه بجانب واشنطن، مؤكدا أن الإدارة الأمريكية السابقة وخاصة إدارة أوباما أجرت مباحثات سرية طويلة تمتد منذ 15 عاما مع إيران، وصلت في النهاية إلى ذلك الاتفاق المبرم بأفضل صورة ممكنة، لذلك لم يكن له بديلا ولا يمكن إلغائه، مرجحا أن العلاقات الإرانية الأمريكية ستشهد في الفترة المقبلة إزدهارا قويا.  

كما أكد عمرو أحمد، الباحث في الشأن الإيراني، أن الاتفاق النووي مع إيران تم بمشاركة عدة دول لذلك يندرج تحت بند "الاتفاقية الدولية" ليست أمريكا صاحبة القرار فيها بمفردها ولن يتم إبطالها إلا بموافقة الدول المشاركة جميعا، موضحا أن وسائل الإعلام الإيرانية تبرز ذلك القرار بكونه "انتصارا للثورة الإسلامية الإيرانية" والذي سيمثل نهوضا ضخما بالبلاد، مشيرا إلى التعاون الضخم بين أمريكا وإيران الذي كان سيمنع ذلك الإلغاء.


مواضيع متعلقة