"العميد" يوسف وهبي.. طرد من بيته وسافر إلى إيطاليا من أجل الفن

كتب: منة العشماوي

"العميد" يوسف وهبي.. طرد من بيته وسافر إلى إيطاليا من أجل الفن

"العميد" يوسف وهبي.. طرد من بيته وسافر إلى إيطاليا من أجل الفن

طرد من بيت العائلة، واضطر للسفر إلى إيطاليا لتعلم المسرح، هروبا من ملاحقة عائلته له، ولم يعد إلى مصر إلا بعد وفاة والده الباشا لاسترداد ميراثه الشرعي منه وتحويل حلمه إلى حقيقة بإنشاء فرقة مسرحية خاصة أطلق عليها فرقة "رمسيس"، ذلك الاسم الذي غير اسمه الحقيقي له خوفا من عائلته. 

إنه "عميد المسرح العربي"، يوسف وهبي، صاحب الملامح الحادة والجذابة في آن واحد، والأداء التمثيلي البارع، والصوت المميز المحفور في أذهان جميع الأجيال، وإفيهاته الكوميدية التي حفظها كل محبيه عن ظهر قلب، ومنها: "ياللصاعقة.. وآه يا إبليس يا خبيث" كل ذلك جعل الجمهور يعشقه ودائما ما ينتظر أفلامه ومسرحياته على شاشة التليفزيون.

ولد يوسف وهبي لأسرة ثرية بمحافظة الفيوم في 17 يوليو عام 1898، وشغفه بالمسرح بدأ منذ كان يبلغ من العمر 7 أعوام عندما زارتهم فرقة "أبوسليمة الدرداحي" في مدينة سوهاج أثناء ما كان والده يعمل "مفتش عموم الري" ودعاه أبيه لحضور مسرحية "عطيل"، بعدها بدا عليه حب التمثيل: "رفضت تاني يوم إني أفطر إلا لو حطوا على سريري ستارة، ومن يومها عرفت إني بحب المسرح ثم تدرجت الهواية إلى أن وصلت للاحترف"، وفقا لحواره مع منى جبر في برنامج "اثنين على الهواء".

كما يرى وهبي أن المسرح أو الهواية تولد في الإنسان منذ أن يخلق، وعندما سألته جبر على "هل تقبل تمثيل قصة حياتك"، فكان رده: "لما لا بس طبعا مش همثل دوري وأنا شاب، فتمثيل الشخصية لازم يكون حاوي لكل الشخصية من عوامل"، ما جعله يختار في حالة حدوث ذلك أن يجسد دوره في الشباب الفنان حسين فهمي، أما في المرحلة الثانية عبدالله غيث، بيما يقوم هو بأداء الدور عندما يأتي مرحلة التقدم في السن.

واعتبر وهبي أنه أول من قدم بالمسرح في مصر وفقا لحواره: "احترام مواعيد رفع الستار ثم الاهتمام بالإخراج والإضاءة واختيار الأثاث واحترام مهنة الممثل أمام الجماهير".

وردا على سؤال من هم تلاميذه النابغين، فقال وهبي: "تلاميذي عديدين يعدوا بالمئات كثير منهم أثبت أن له مواهب فمنهم أنور وجدي، فاخر فاخر، زكي رستم، أمينة رزق، علوية جميل، زوزو نبيل، راقية إبراهيم، نور الهدى، فاتن حمامة، نور الهدى، أسمهان وغيرهم من عدد كثير فخور بيهم وباعتبارهم من أولادي".

"هل خير من يحكم العالم فنان؟".. سؤال طرح على وهبي فيوضح وجه نظره: "لا اعتقد إننا نقدر نقول أن خير ما يحكم العالم فنان إلا إذا كان هذا الفنان مثقفا متعلما حاويا على كل ما يحتاجه حاكم العالم من علما وإدراكا ومعرفة فليس من الضرورة أن يكون حاكم العالم فنان ولكن لابد أن يكون حاكم العالم فني".

وردا على إجابته سألته، "جبر": "تقبل تحكم العالم"، فعلى الفور رد وهبي: "لأ وحياتك في عرضك الواحد عنده من المشاكل وما يراه في الدنيا ومن أحداث ما يتعبه بدون أن يحكم العالم فليه أدخل روحي في موقف يتعبني ويهلكني وأنا في هذا السن، أنا عايز استريح مش عايز أحكم العالم".

بينما أجابها في حالة إذا كان وزيرا للثقافة: "كنت ابني مسارح"، أما إذا كان رئيسا لهيئة المسرح: "لو كنت وزير الثقافة "كنت أعطي  إعانات للفرق العاملة وليست من الضروري أن تكون فرق حكومية".

جدير بالذكر، أن عميد المسرح العربي، توفي بمستشفى "المقاولون العرب" في 17 أكتوبر عام 1982، عن عمر ناهز 80 عاما.

 

 


مواضيع متعلقة