"ما تتغرش.. واختار الكلية اللي بتحبها حتى لو مش من القمة"

كتب: نادية الدكروري

"ما تتغرش.. واختار الكلية اللي بتحبها حتى لو مش من القمة"

"ما تتغرش.. واختار الكلية اللي بتحبها حتى لو مش من القمة"

"الناجح يرفع ايده"، بهذه الكلمات لأغنية المطرب عبد الحليم حافظ، يستقبل خلال ساعات عشرات الآلاف من طلاب الثانوية العامة أن يستقبلوا نتيجة 11 شهرًا من المذاكرة، والقلق، الضغط النفسي الذي يعيش فيه الطالب ومعظم أفراد أسرته للخروج من عنق الزجاجة حاملاً نسبة مئوية يرتسم عليها ملامح مستقبلة المهني طيلة السنوات المقبلة من حياته.

يتصدر سنويًا أوائل الثانوية العامة مشهد إعلان النتيجة، وبعد أن تنتهي مراسم التكريم الرسمي لهم، ويذهب كل منهم إلى منزله تبدأ رحلة أخرى لا تقل قسوة عن أشهر تحصيل دروسهم خلال سنوات الثانوية العامة، وهي اختيار الكلية التي يهرع معظم الأوائل لاختيارها ضمن كليات القمة دون توجيه أحد الأسئلة المنطقية إلى نفسه لهذه الكلية تتناسب مع قدراتي أو رغباتي أو مهاراتي؟ إلا أن الإجابة دائماً: "اذهب للجحيم طالما من بين كليات القمة.

"لم أكف عن البكاء طيلة الأيام الأولى من الكلية"، هكذا تصف نورهان أحمد، من أوائل الثانوية العامة العام الماضي بمحافظة شمال سيناء، في محاولة أن تروى لـ"الوطن" المعاناة التي واجهتها في الأسابيع الأولى عقب التحاقها بكلية الطب جامعة عين شمس، التي بدأت الدراسة بها من اليوم الأول لدرجة أنها لم تستطع ملاحقة وتيرة التحصيل العلمي بالكلية تمثلت في انتهاء الأساتذة من شرح ما يقرب من 60 صفحة في أحد المواد العلمية في حين أنها لم تستطع أن تقرأ لسم المادة بعد.

من بين التحديات الرئيسة التي واجهتها "نورهان" اللغة التي تدرس بها مقررات كلية الطب، إلا أنه مع الوقت استطاعت أن تتأقلم وتعتاد على هذه اللغة، في الوقت الذي استسلم البعض من زملائها الآخرين من أوائل الثانوية العامة أمام تحديات الأيام الأولى في كلية الطب ليطلب التحويل إلى كليات أخرى.

قالت "نورهان": "اللي حولوا لكلية ثانية ندموا .. كان لازم يصبروا شوية"، لافتة إلى أنه كان من المهم أن يختار الطالب الكلية المناسبة لقدراته منذ البداية حتى وإن لم تكن من بين كليات القمة إلا أن ثقافة مجتمعنا المصري يضغط على أوائل الثانوية ليختاروا كلية الطب، حتى وإن فضل الطالب اختيار آخر أقل بكثير من المجموعة الذي حصده من الثانوية العامة. "ما تخافش من أول سنة"، هكذا نصحت سارة أحمد إسماعيل، من أوائل الثانوية العامة العام الماضي بمحافظة القاهرة، التي التحقت بكلية طب القصر العيني، وذلك بسبب الصدمة التي تلقاها الطلاب في السنة الأولى من الدراسة لاختلاف نظام الدراسة بالكلية عن الثانوية العامة، سواء طريقة شرح الدروس، والاعتماد على النفس بنسبة 100%.

أضافت "سارة"، في تصريحات لـ"الوطن": "نصيحتي لأوائل 2017 أن يختاروا الكلية التي تتلاءم مع رغباتهم وليس مجموعهم ليستطيعوا تحمل الأعباء المختلفة حتى وإن لمتكن من كليات القمة".

"ما تتغرش وأثبت نفسك"، قالتها دعاء السيد ،من أوائل الثانوية العامة العام الماضي بمحافظة القاهرة، في محاولة لتوجيه نصيحة لأوائل الثانوية العامة لهذا العام، بعد أن شاهدت زملائها من الأوائل الملتحقين بكليات الطب وأخذته العزة، ولم يستطع تقدير مدى صعوبة الدراسة داخل كليات القمة، ما أدى لانخفاض مستواهم التعليمي مقارنة بطلاب آخرين لم يكونوا من أوائل الثانوية العامة".

أضافت "دعاء"، في تصريحات لـ"الوطن" بأن التحاق أوائل الثانوية العامة بكليات القمة يعطي لهم دفعة مميزة لتحمل الصعاب، بخاصة النظام المختلف في الدراسة وليس الارتكان على كونهم من الأوائل.

وحذرت "دعاء" من المنح التي تعرض على الطلاب الأوائل التي تدفعهم للدخول في كليات لا يرغبون فيها لمجرد أنها منحة من إحدى الجامعات الخاصة، بل عليهم أن يصروا على الالتحاق بالكلية التي طالما رغبوا في الالتحاق بها بعيداً عن أي منح حتى وإن واجهتهم الصعاب.

"ماذا يحدث لو أصبحت طبيب فاشل"، هكذا حذرت الدكتورة بثينة عبد الرؤوف، الخبير التربوي، أوائل الثانوية العامة هذا العام من التدافع على كليات القمة دون النظر لمدى ملائمة قدراته، ومتطلبات السوق لهذه الكليات، ما أدى لصعوبة أن تجد أحد أوائل الثانوية قرر أن يلتحق بتخصص هندسة الكمبيوتر وليس الطب، رغم أن التخصصات التكنولوجية أصبح السوق يتهافت عليها.

أضافت "بثينة"، في تصريحات لـ"الوطن" :"للأسف بعض أولياء الأمور يمارسوا ضغوطاً على أبنائهم للالتحاق بكليات القمة، وللأسف يمكن أن يتحول الطالب بعد هذه الضغوط لطبيب فاشل ويتسببوا في تدمير مستقبله"، وطالبت الخبير التربوي بضرورة زيادة التوعية داخل المجتمع والأسرة المصرية بضرورة أن إعطاء أبنائهم حرية اختيار الكلية التي يلتحقوا بها، وهو ما يحدث في بعض الدول المتقدمة التي تعطي دورات تدريبية لأولياء الأمور بتثقيفهم في هذا الشأن.

 


مواضيع متعلقة