الحرب فى سيناء: استشهاد 8 والجيش يقتل مسلحين ويعتقل 13 إرهابياً
تحولت محافظة شمال سيناء، أمس الأول، إلى ما يشبه ساحة الحرب، بعد حالة من الهدوء استمرت 24 ساعة، وهاجمت الجماعات الإرهابية أكثر من 10 مواقع أمنية وعسكرية فى مدينتى العريش ورفح بالأسلحة الثقيلة وقذائف «الهاون» والـ«آر بى جى»، ما أسفر عن استشهاد 8 وإصابة 9 بينهم ضابط ومجندان، فيما طاردت طائرة أباتشى وقوات الجيش العناصر الإرهابية وتمكنت من إلقاء القبض على 13 عنصراً، وقتل 2 آخرين.
وبدأ الإرهابيون هجماتهم عصر أمس، بإطلاق النار على عدد من المقرات الأمنية والحكومية بمدينة العريش، ما أسفر عن استشهاد ثلاثة من رجال الأمن منهم 2 من القوات المسلحة ورقيب شرطة.
وأوضح مصدر أمنى أن الإرهابيين هاجموا مبنى الرقابة الإدارية ومبنى الإذاعة بالمساعيد وقسم ثالث العريش وقسم ثانى العريش، وأمطروها بالرصاص الحى، ودارت بينهم وبين رجال الأمن معركة عنيفة تبادل فيها الطرفان إطلاق النار بشكل مكثف، ما أسفر عن استشهاد المجندين إسلام محمد السيد وفادى على منتصر من قوات الجيش ورقيب شرطة أيمن سالم حسن من قوات قسم ثالث، وتم نقل الجثامين إلى ثلاجة المستشفى العسكرى، فيما أصيب مجند شرطة أثناء وجوده بمحيط منطقة قسم ثانى العريش برصاص مسلحين وتم نقله لمستشفى العريش العام لتلقى العلاج.
كما شهدت العريش حرب شوارع فى المساء، وهاجم الإرهابيون كمين نادى ضباط الشرطة وكمين البنك الأهلى، وعاودوا الهجوم على قسم ثانى العريش وقسم ثالث العريش، واشتبكوا مع قوات الشرطة، وتبادلوا إطلاق النار فى الشوارع.
وقال شهود عيان إن حرب الشوارع بين المسلحين والجيش والشرطة استمرت لمدة 5 ساعات متواصلة بدأت فى التاسعة مساء وانتهت فى الثانية من فجر أمس، مضيفين أنها بدأت بقنص الجندى محمد مصطفى وكان يعمل على الدبابة التى تحرس البنك الأهلى، وبعدها سقط مدنيان أثناء مرورهما بجوار قسم شرطة ثانى العريش وكذلك تم استهداف سيارة أجرة دخلت فى أجواء المعارك بين المسلحين والجيش والشرطة بطريق الخطأ ولم يستطع السائق التراجع حتى تم استهداف سيارته التى انقلبت عقب إطلاق الرصاص عليها وراح ضحيتها مدنيان، إضافة إلى إصابة رجل وسيدة بالقرب من قسم شرطة ثانى العريش.
وقال الدكتور طارق خاطر، وكيل وزارة الصحة بشمال سيناء، إن الهجمات الليلة أسفرت عن استشهاد 4 هم المجند محمد مصطفى عبدالله جندى، ثلاثة مدنيين هم محمد سليمان عياد ومحمد فيصل صابر الشريف 26 عاماً، ووليد إسماعيل أشرف منطاوى، موظف بوزارة الثقافة، جرّاء إصابتهم بأعيرة نارية أثناء مرورهم بالصدفة قرب الاشتباكات، مشيراً إلى إصابة مدنيين هما نيفين حسين عبدالكريم، 25 عاماً، بطلق نارى باليد اليسرى، وحسن أحمد عايد 26 عاماً. [SecondImage]
وفى رفح، أطلق مسلحون قذائف الـ«آر بى جى» والهاون على معسكر الأمن المركزى بالأحراش، ما أدى إلى إصابة الملازم أول عبدالفتاح محمد عبدالفتاح بطلق نارى بالكتف، و4 جنود، إضافة إلى مدنى يدعى محمد سليمان صالح، 50 عاماً، أصيب بطلق نارى فى الرأس، وتم نقلهم للمستشفى العسكرى للعلاج.
ومن جانبها شنت القوات المسلحة هجوماً ضارياً على الإرهابيين المسلحين وطاردتهم طائرة أباتشى، فى الوقت الذى اشتبكت معهم قوات مترجلة.
وأكد مصدر أمنى أن القوات المسلحة ألقت القبض على 13 إرهابياً بينهم 2 تم القبض عليهما داخل سيارة «فيرنا» وبحوزتهم 2 بندقية قنص، كما تم القبض على 5 آخرين من الإرهابيين فى محيط قسم شرطة ثان مساء، والقبض على 6 آخرين اشتبكوا مع قوات الجيش أمام البنك الأهلى المصرى، كما قُتل 2 من المسلحين فى محيط معسكر الأمن المركزى بالأحراش.
وتعليقاً على الوضع الميدانى، قال مصدر سيادى إن صبر القوات المسلحة نفد بالفعل، مضيفاً أن الرد الحاسم سيأتى قريباً فور الانتهاء من ترتيبات العملية الموسعة واستكمال محاصرة جميع العناصر فى أماكنها وإغلاق شبه جزيرة سيناء نهائياً.
وأضاف المصدر أن ساعة الحسم لم يتبق عليها سوى لحظات وسوف تكون قاسية جداً والضربات موجعة للعناصر الإرهابية فى سيناء، مشيراً إلى أن سيناء تعيش أجواء حرب حقيقية.
من جهته، قال اللواء عبدالمنعم سعيد، الخبير العسكرى والاستراتيجى وأحد قادة حرب أكتوبر 1973، إن إهمال التنمية فى سيناء ساعد على توافد الجماعات الإرهابية عليها وتكوين بؤر خطيرة بداخلها.