بالفيديو| شهود عيان يروون لـ"الوطن" وقائع اقتحام مجهولين لمسجد كلية طب عين شمس

"شنط مبعثرة، كلمات قبيحة على أثاث المسجد، ملابس داخلية نسائية معلقة على (نوافذ) المسجد"، هذا ما وجدته "الدادة زنيب" عند عودتها من إجازتها في السابعة والنصف صباح أمس، في مسجد كلية الطب جامعة عين شمس، بعد اقتحام مجهوليين للمسجد، تهرول إلى أفراد الأمن وتحضرهم إلى بيت الله ليروا ما شاهدته، وتقوم بمسح الكلمات القبيحة، لكونها غير لائقة بحرمة المكان، وتغمض جفونها لتعبر في ثوان معدودة إلى الشهور التي قضتها في روتين تام تؤدي عملها في تنظيف "مسجد الكلية"، حيث تأتي كل صباح إلى المسجد لتنظيفه ورعايته، مطمئنة داخل بيت الله لا تأبه لشيء بعد خروجها على المعاش، ولا يخطر على ذهنها أي ضرر من الممكن أن يحدث في هذا المكان، فهو بعيد عن الأحداث السياسية والاقتحامات.[FirstQuote] وتروي "الدادة زينب السباعي"، المسؤولة عن تنظيف مسجد كلية طب عين شمس، لـ"الوطن"، وهي تتوارى داخل عباءتها البسيطة، معبرة بوجهها الشاحب عن صدمتها حين رأت بيت الله يُنتهك دون خوف، فتهرول "زينب" إلى الأمن لمعاينة الموقع، ويشاهدوا حقائب معبأة بملابس، من المفترض أن تذهب للجمعيات الخيرية لمساعدة الفقراء، مبعثرة في ساحة المسجد، المكون من طابقين، وتزداد الدهشة برؤية أدوات "شاي"، حيث وجدوا المُسخن والأكواب في الطابق الأول، الذي يصلي فيه الطلبة، بعد كسر "الدولاب" الذي كان يحمل هذه الأدوات بداخله، وعند الصعود إلى الطابق الأعلى تجد "الدادة" ملابس الفتيات الداخلية، التي من المفترض وجودها في الحقائب للتبرع بها، معلقة بدون استحياء على النوافذ، وأكدت زينب السباعي فتح إحدى النوافذ فقط وهي المُطلة على "السقالة"، إحدى أدوات الترميم المستعملة في ترميم مبنى المسجد من الخارج. ومن جانبها أكدت جهاد نصر، طالبة امتياز بكلية الطب جامعة عين شمس، لـ"الوطن"، أنهم اعتادوا على رؤية هذا المشهد مرارًا وتكرارًا في عهد النظام البائد، من قِبل أمن الدولة، مشيرة إلى واقعة أخرى حدثت حينها باقتحام رجال الأمن إلى مسجد الكلية بأحذيتهم، وقاموا بتدمير محتويات المسجد، والاستيلاء على "ملازم الطلاب" الموجودة بداخله، ولم يروا ذلك بعد ثورة 25 يناير إلى في هذه الأيام، موضحة أن وقفتهم الاحتجاجية بساحة الكلية هي لمعرفة الفاعل الحقيقي، وطلب التحقيق في هذا الأمر. ومن ناحية أخرى أعلن الدكتور ممدوح الكفراوي عميد كلية الطب جامعة عين شمس، عن بدء التحقيق مع رجال الأمن والعاملات بالمسجد، وشهود عيان، الذين تواجدوا داخل حرم الكلية أو في محيطها أثناء الحادث، حتى يصل إلى حقيقة الأمر، ويتوصل إلى الفاعل الحقيقي.