«الفشن المركزى» بدون أكياس دم.. وكل 3 أطفال على سرير واحد

كتب: جهاد عباس وعمرو رجب

«الفشن المركزى» بدون أكياس دم.. وكل 3 أطفال على سرير واحد

«الفشن المركزى» بدون أكياس دم.. وكل 3 أطفال على سرير واحد

أطباء وإداريون يغادرون مستشفى الفشن المركزى فى بنى سويف، فى الساعة 12 ظهراً، بينما يستمر توافد المرضى على المستشفى المركزى، يستلقى بعض المرضى تحت شمسيات خشبية ضخمة يحتمون من أشعة الشمس الحارقة، بينما ينتظرون دورهم فى الكشف والعلاج. تجلس صفاء أحمد، سيدة ثلاثينية، ربة منزل، تحمل طفلتها الرضيعة «منة»، لا تتوقف الطفلة عن الصراخ والبكاء، بينما تحاول الأم أن تحميها من حرارة الشمس، وتغطى رأس الطفلة بالخمار الذى ترتديه. تقول «صفاء»: «المستشفى خرجونى بالبت وقالولى خلاص كده خفّت»، مضيفة أنها توجهت بطفلتها منذ أسبوعين إلى العيادة الخاصة لإحدى الطبيبات العاملات فى مستشفى الفشن المركزى، بعدما ترددت على المستشفى لأكثر من مرة، ولم تحصل على كشف مناسب ودقيق على حد قولها. «الصبح هنا مئات الستات بتبقى واقفة بعيالها، الدكتورة تبص على العيلة من غير ما تكشف كويس، وتكتبلهم كلهم نفس العلاج، فاضطريت أروح لها العيادة»، هذا ما قالته «صفاء»، موضحة أن الطبيبة طالبتها بضرورة حجز الطفلة فى المستشفى، لإصابتها بجفاف شديد، نتيجة عدم توقف ارتفاع الحرارة والإسهال، وذلك حتى تحصل على محلول باستمرار. وتكمل «صفاء» حديثها قائلة «معاناة بقى فى قسم الأطفال مفيش بعدها، سرير واحد تلاقى عليه 3 أطفال، والأمهات بيناموا على الأرض»، توضح «صفاء» أنه بعد مرور 3 أيام حجزت فيها طفلتها فى المستشفى، كتب لها الأطباء خروج، معللين ذلك بتحسن حالتها الصحية، بينما لم تتوقف الرضيعة عن بكائها المستمر، ولم تتوقف أعراضها المرضية، على حد قولها. «هاضطر آخدها وأرجع بيها للدكتورة فى العيادة»، تؤكد «صفاء» أنه بالرغم من الظروف المادية الصعبة التى تمر بها، فإنها تفضل العلاج الخاص، طالما أصبح الأمر متعلقاً بحياة طفلتها وسلامتها، مضيفة أن معظم من تعرفه من الآباء والأمهات أصبحوا يترددون على العيادات الخاصة للأطباء الذين يعملون فى المستشفى، حتى يحصلوا على رعاية طبية أفضل، وذلك بالرغم من زيادة التكلفة على الأسر بسيطة الدخل، على حد قولها. يقف رمضان محمد، مستنداً على الجدار، وملامح الإعياء تبدو واضحة عليه، يقول «أمى محتاجة نقل دم، قالوا لى قدام كل كيس هننقله لها هتتبرع بكيس دم كمان»، يؤكد «رمضان» أن العاملين فى مستشفى فشن المركزى، أوضحوا عدم وجود أى أكياس دم فى المستشفى، وأنه من الضرورى أن يقوم أحد ذويها بالتبرع لها، وبالرغم من أن حالتها الصحية تحتاج إلى كيسين دم فقط، طالبوه بإيجاد متبرعين لتوفير 4 أكياس دم للمستشفى. يقول «رمضان»: «اتبرعت بكيس دم بالعافية، وابن عمى اتبرع بكيس تانى، وباتصل بقرايبنا أشوف حد يتبرع بكيسين، كأنهم بيلووا دراعنا، لو هى الحالة محتاجة كيسين، ليه بيطالبونا ويجبرونا نتبرع بـ4، وأجيب منين حد يتبرع بالكمية دى كلها؟!». بينما يقول مصطفى سمير، أحد المرضى «الدكتور مابيكشفش على المريض ولا بيحط عليه السماعة، بياخد بس منه الكلمتين ويكتب العلاج»، يوضح «سمير» أن مستشفى الفشن يتوافد عليه مئات الحالات يومياً، مما يزيد الضغط على الخدمات المتوفرة، ويضيف قائلاً «كل حاجة بنجيبها من برة حتى السرنجة، وأن يتوفر لك سرير فى المستشفى بيبقى بالواسطة».


مواضيع متعلقة