لماذا اختفى تميم بن حمد عن المشهد السياسي منذ المقاطعة العربية؟

05:30 م | الخميس 06 يوليو 2017

رغم مرور ما يزيد عن شهر، منذ قطعت مصر والسعودية والإمارات والبحرين العلاقات الدبلوماسية مع قطر؛ وإعلان قائمة بمطالبهم الـ13 لإعادتها مرورا بالمهلة الممنوحة ثم تمديدها، وحتى تسليم الدوحة ردها على المطالب، والمؤتمر الضخم الذي عقد بالأمس لإعلان مواقف الدول المقاطعها لردها على قطر، لم يدلي الأمير تميم بن حمد بأية تصريحات تخص الأزمة أو يظهر على وسائل الإعلام، طوال فترة الأزمة.

يبدو أن أمير قطر لم يزاول أيضا أية أعمال له ببلاده، حيث أورد موقع "قطر إنفو" الفرنسي المتخصص في الشؤون القطرية، أن "أمير قطر لم يشاهد منذ أسبوع كامل ولم يظهر بشكل علني، وأن آخر ظهور له كان مع شقيقته المياسة بنت حمد أثناء زيارتهما المتحف الوطني في الدوحة"، مضيفا: "أن وسائل الإعلام الرسمية القطرية غطت زيارة تميم بعد ساعات متأخرة وهو أمر يبعث على القلق".

ورجح التقرير أن "أمير قطر بعد زيارته المتحف الوطني وضع في مقر سري بالعاصمة الدوحة واختفى منذ ذلك الحين ولا أحد يعرف أين هو"، معتبرا أن اختفاء تميم "ينم عن غموض ضخم يشير إلى أن حياته في خطر".

وهو الأمر نفسه الذي شاركتها فيه، صحيفة "لوموند" الفرنسية، بأن أمير قطر لم يتفوه بأي كلمة علنا منذ بدء المقاطعة، كما أنه لم يصدر أي بيان علني أو يجري مقابلة مع الإعلام، وغاب تماما عن الأنظار، في حين يهدد بلاده، ما وصفته الصحيفة، بـ"ضربة إعصار قوية".

وترى الصحيفة الفرنسية أن "هذا الصمت لعله جاء لربح الوقت ولحشد الدعم الدولي والبحث عن مخرج من العزلة".

فيما أكد الدكتور أيمن سمير، أستاذ العلاقات الدولية، أن الأمير تميم بن حمد لا يمارس السلطة بشكل حقيقي منذ توليه الحكم، حيث تولاها فقط بضغط من والدته الأميرة موزة، وأن الأمور لا زالت في قبضة الأمير حمد بمساعدة رئيس الوزراء السابق حمد بن جاسم.

وتابع سمير، في تصريح لـ"الوطن"، أن ذلك الغياب يصب في أساليب "المراوغة" و"ازدواجية الخطاب السياسي" التي تتبعها قطر في تعاملها بشكل عام، موضحا أنها تماطل وترواغ في المواقف والرد على الدول المقاطعة من ناحية، وبأخرى تصدر للغرب فكرة أن المقاطعة هدفها إفقار وحصار الشعب القطري بينما تدعم الإرهاب فعليا بالداخل.

وأيدّه في الرأي، الدكتور سعيد اللاوندي، أستاذ العلاقات الدولية، قائلا إن تميم لا يدير حكم قطر حاليا، ويشترك فيه عدد من الأشخاص على رأسهم الأمير حمد والأميرة موزة والشيخ حمد بن جاسم، مشيرا إلى أنها عادة اتبعها الحكام القطريون.

وأضاف اللاوندي أن تميم "يشعر بالاستقواء بالخارج"، على حد وصفه، لتأييد تركيا وإيران له من خلال القاعدة العسكرية والحرس الثوري، لذلك "فتميم لا يرى حاجة لظهوره، لأنه يفكر بعقول أخرى".