شباب الوادى الجديد يواجهون التسول بـ«اسكتشات» فى الميادين
![حملة شبابية بالوادى الجديد لمواجهة ظاهرة التسول](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/5930068001498501459.jpg)
حملة شبابية بالوادى الجديد لمواجهة ظاهرة التسول
لم تعرف محافظة الوادى الجديد ظاهرة التسول لسنوات طويلة، حتى جاء إليها وافدون جدد من المحافظات القريبة، ليمارسوا الحرفة، ويجمعوا من ورائها ثروات كبيرة، ما دفع عدداً من شباب المحافظة إلى إطلاق مشروع لمواجهة الظاهرة، خلال مشاركتهم فى ورشة العمل مع عدد من أبناء المحافظات الأخرى فى الأقصر.
«أنا صانع التسول»، هو اسم مبادرة شباب الوادى الجديد، حسب المنسق العام لها، هدير محمود، «بدأنا فى تحديد خطوات واضحة للتنفيذ، وتوصلنا إلى الشكل النهائى لها، وهو تقديم اسكتشات حية فى الشارع، لسيدة تتسول من المارة وأصحاب المحال، وبعد أن يتبرع لها أى فرد، يبدأ فريق التوعية فى توجيه النصح له بعدم التبرع للمتسولين». وأوضحت: «نزلنا الشارع بالفعل، وكانت البداية من ميدان البساتين فى مدينة الخارجة، باعتباره أكبر بؤرة للتسول فى المحافظة، خاصة فى شهر رمضان، وقسمنا أنفسنا إلى 3 مجموعات: الأولى تضم الفتاة المتسولة، وارتدت عباءة سوداء ونقاباً، والثانية تضم فريق التوعية المكون من 4 شباب، والثالثة تضم منسق الحملة للتصوير والتوثيق». وأضافت «قبل بدء التنفيذ، أبلغنا أجهزة الأمن، والتقينا اللواء أحمد عبدالغفار، مدير أمن الوادى الجديد، لتوفير الغطاء الأمنى للمبادرة، وبالفعل قرر تخصيص اثنين من رجال الشرطة السرية لمتابعتنا أثناء العمل، وتوفير الحماية اللازمة إذا لزم الأمر، وبعد إتمام المبادرة نظمنا عدداً من عروض الداتا شو بميدان البساتين فى اليوم التالى، لنكشف للمواطنين حقيقة المتسولين بالصوت والصورة، كما عرضنا الاسكتش الحى». بطلة الاسكتش، أمانى أمين، الطالبة فى الصف الثالث الثانوى، قالت: «فى البداية رحبت بالفكرة، لكن عند اختيارى لأداء دور المتسولة تخوفت كثيراً من الفشل، حتى لا أكون السبب، خاصة أننى ألعب هذا الدور لأول مرة فى حياتى، لكن مع اقتراب موعد التنفيذ بدأت أشعر بالثقة فى نفسى، ومع حصولى على أول مبلغ، تملكنى إصرار على المواصلة».
المتسولون يقيمون فى فندق بـ90 جنيهاً لليلة.. والحصيلة اليومية تصل إلى 700 جنيه
وقالت دعاء خيرى، إحدى عضوات فريق التوعية: «المتسولون يحضرون من أماكن مختلفة بالمحافظة، ويقيمون فى أحد الفنادق المعروفة بمدينة الخارجة، حيث يتجاوز سعر الليلة 90 جنيهاً للفرد الواحد، فمن أين لهم هذه الأموال؟»، مشيرة إلى أن أعضاء المبادرة تلقوا تهديداً من سائق تروسيكل أثناء أداء المهمة، وقال لهم إنه المسئول عن مجموعة التسول فى البساتين.
تاجر الجملة، مدحت هرمل، فجر مفاجأة بتأكيده أن المتسولات يزرنه كل ليلة لتصحيح «فكة» لا تقل عن 700 جنيه لكل واحدة، فيما قال العميد متقاعد بدر الدين مرزوق: «للأسف انتشرت ظاهرة التسول مؤخراً، بسبب ضعف النصوص الواردة فى قانون العقوبات، فلم يشهد سوى تعديلات بسيطة، فالعقوبات ليست رادعة، خاصة مع تحول التسول إلى ظاهرة إجرامية منظمة».
من جهته، قال اللواء أحمد عبدالغفار، مدير أمن الوادى الجديد: «وفرنا الغطاء الأمنى اللازم لمبادرة الشباب الغيور على مجتمعه، والحريص على أن تذهب أموال المواطنين إلى مصارفها الشرعية، بدلاً من دفعها إلى المتسولين، ومن المقرر أن تشهد الفترة المقبلة حملات مكثفة لضبط المتسولين فى جميع مراكز المحافظة».