صناع الأمل وصناع القرار.. هل من شراكة؟ (2)
- الحكومة المصرية
- المؤسسات الحكومية
- المؤسسات الخيرية
- المرتبط ب
- تكريم خاص
- دولة عربية
- ذوى الاحتياجات
- رئيس الجمهورية
- رئيس مجلس الوزراء
- صناع القرار
- الحكومة المصرية
- المؤسسات الحكومية
- المؤسسات الخيرية
- المرتبط ب
- تكريم خاص
- دولة عربية
- ذوى الاحتياجات
- رئيس الجمهورية
- رئيس مجلس الوزراء
- صناع القرار
تحدثنا فى مقالنا السابق عن مبادرة «صناع الأمل» التى بلغ عدد المشاركين بها نحو 65 ألف مشارك من 22 دولة عربية، تصدرتها مصر بنسبة مشاركة بلغت 23%، أى ما يقرب من 15 ألف صانع أمل مصرى، كما استعرضنا جدارية الإنجازات والبصمات الاستثنائية للفائزين الخمسة من مصر وسوريا والكويت والعراق والمغرب.
والحقيقة، لقد وضع صناعُ الأمل صنّاعَ القرار فى مصر أمام ثلاث فرص ذهبية؛ أولاً: أمام صناع القرار فرصة غير مسبوقة بالتواصل مع مسئولى المبادرة فى دبى، والحصول على بيانات أفضل ألف (صانع أمل) من بين 15 ألف صانع أمل مصرى، ليكون هؤلاء هم قادة استثنائيين لمؤسسات مجتمعية خيرية إنسانية مصرية، فهم سفراء جاهزون مدربون مبدعون جادون متمكنون، لديهم الرؤية وإدارة الإرادة، ويمتلكون أهم ما ينقص الآخرين: روح مقدامة، وشغف لا يعرف المستحيل، وقلب نابض باليقين، وتجربة ريادية قابلة للتكرار والتطوير والتحسين والتنفيذ، كما يمكن تصنيفهم وفق مجالات وتخصصات العمل المجتمعى والإنسانى والتطوعى فى مصر ليكونوا نواة لأكاديميات ومراكز ترتقى إلى العالمية فى العمل المجتمعى المرتبط بالنتائج والأثر المستدام.
لنا أن نتخيل كم تحتاج الحكومة المصرية من ميزانيات واعتمادات لإعداد وتأهيل «صانع أمل» متميز لديه الهمة والرسالة، ولهذا أمام الحكومة الآن كلية متكاملة بها سفراء مبدعون استباقيون يؤمنون بأن صوت النتائج والنداء الإنسانى لا يحتاج لإعلام وتصريحات ووعود، ولكن يحتاج إلى جهود وعمل مستمر ودؤوب فى أصعب الظروف، وأن كلمة «مستحيل» ليس لها مكان فى قاموس أفكارهم.
ثانياً: أمام المنظمات والمؤسسات الخيرية والمجتمعية المتعددة فى مصر فرصة غير مسبوقة، لكى يكون الخمسة الفائزون فى المبادرة هم نماذج ريادية يحتذى بها فى المجالات التخصصية التى قدموا من خلالها بصمة متفردة، وإبداعاً فى تحويل التحديات إلى فرص، ويقومون بصفتهم سفراء فى نشر المعرفة بالعمل المجتمعى عبر تلك المنظمات، كما يمكن تبنّى وبناء مراكز ومعاهد ومؤسسات مجتمعية غير ربحية تحت إشراف الحكومة المصرية، وفقاً لمفاهيم الاستدامة المجتمعية، لتكون حاضنات مشاريع ومبادرات تساند فى مواجهة جبال الهموم والمشكلات الحياتية التى أضحت خارج قدرة بعض المؤسسات الحكومية لأسباب اقتصادية أو تنظيمية، وخاصة المجالات المرتبطة بالأطفال والمرأة وذوى الاحتياجات، والتعليم، والتمكين المجتمعى.
ثالثاً: نأمل أن تحظى «صانعة الأمل المصرية» ماجدة جبران بلقاء وتكريم خاص من السيد رئيس الجمهورية، أو رئيس مجلس الوزراء، فإن كان لاعبو كرة القدم الحاصلون على بطولة بعد جهد لعدة شهور يكرّمون بأعلى النياشين والأوسمة وتغدق عليهم العطايا من كل مكان، ويتم استقبالهم فى بلدانهم من قِبل أعلى المستويات، وهم بلا شك يستحقون، فصناع الأمل أحق بذلك، لقاء عطائهم الممتد لسنوات وبصمتهم التى أضاءت القلوب اليائسة البائسة، وأحيت الآلاف ممن عصفت بهم رياح الحياة العاتية، مع ضرورة تبنى وتوثيق أفكارهم وتجربتهم بشكل مؤسسى، وليكونوا هم الوزراء الحقيقيين، وينتقلوا من مربع صانع الأمل إلى ذراع استراتيجية وشريك فاعل مع صانع القرار.
هذه دعوة لشراكة مجتمعية جادة وشفافة ومستدامة بين نحو 15 ألف صانع أمل مصرى وصناع القرار الحكومى، ونأمل ألا يكون مصيرهم ذاكرة التاريخ العابرة كغيرهم من السابقين، ولا يتجاوز ذكرهم الحدث والإعلام، وتختفى وجوههم مع الأيام بلا عوائد ولا فوائد من معين خبرتهم التى لا تقدَّر بمال، وأناملهم البيضاء فى العطاء، وقلوبهم التى تنبض جمالاً وخيراً إنسانياً استثنائياً.