«كرم» يسير فى «نفق الكهرباء» وسط القمامة ويعبر «الدائرى» على عكازين: «باخاطر بحياتى كل يوم»

كتب: أحمد العميد وحسن عثمان

«كرم» يسير فى «نفق الكهرباء» وسط القمامة ويعبر «الدائرى» على عكازين: «باخاطر بحياتى كل يوم»

«كرم» يسير فى «نفق الكهرباء» وسط القمامة ويعبر «الدائرى» على عكازين: «باخاطر بحياتى كل يوم»

رجل خمسينى يستند على «عكازين» يحاول جاهداً أن يصعد درجات سلم محطة «الكهرباء» على الدائرى، بعد نحو ربع ساعة من محاولة صعود السلم، وصل الرجل إلى أعلى الطريق الدائرى، للوهلة الأولى يظن من يراه أنه سيستقل أى ميكروباص فى اتجاه مدينة السلام، لكن الرجل أصر أن يعبر الطريق الدائرى فى مكان فى منتهى الخطورة، ولا أحد يستطيع العبور بسبب السرعة الزائدة للسيارات فى هذه المنطقة.

بالفعل استعد كرم الباجورى للعبور فى محاولة تشبه تجربة الإقدام على الانتحار، وهو ما فسره قائلاً: «أنا بعدّى الدائرى وأنا عارف إنى ممكن فى أى لحظة أموت، بس الموت فى حادثة على الدائرى أرحم بكتير جداً من الموت جوه نفق ريحة الزبالة فيه فعلاً قاتلة».

{long_qoute_1}

ويتابع: «الرائحة داخل النفق لا يمكن أن تطاق، وأنا بمشى ببطء ومقدرش أتحملها، علشان كده بخاطر بحياتى وأعدى الدائرى، ومش بس ريحة الزبالة، مفيش سلم فى الاتجاه التانى أقدر أنزل أو أطلع عليه».

«سلم المفتى»، إحدى المحطات على الطريق الدائرى، سلم متهالك تحول إلى مقلب للقمامة، يستخدمه الناس فى الصعود على الدائرى، وأصبح حالياً يتم استخدامه فى تجميع قمامة المنطقة، يقول محمد حسين، حداد مسلح، أحد سكان المنطقة: «مفيش جوه صناديق قمامة، علشان كده الناس بتطلع ترمى الزبالة على الدائرى، ده طبعاً تصرف غلط، لكن الناس هتعمل إيه، مفيش مكان تانى يرموا فيه الزبالة، وللأسف الحكومة مابتوفرش صناديق للزبالة».

{long_qoute_2}

فى محطة قليوب يوجد سلم أفضل حالاً مما قبله، لكنه يحتاج إلى تطوير وتوسيع، خصوصاً أن عدداً كبيراً من المسافرين والعائدين من أعمالهم يستخدمون سلم قليوب، بحسب خالد إبراهيم، سائق ميكروباص. ويقول إبراهيم: «السلم ده فيه ناس كتير بتستخدمه، وصعب قوى على الناس اللى سنها كبير، وبعدين الطريق الدائرى عالى جداً فى المكان ده، علشان كده لازم يكون السلم مريح أكتر».

وفى مقابل ذلك يقف «سلم باسوس» على الدائرى، نموذجاً لما يجب أن يكون، حيث تم إنشاؤه بطريقة جيدة، ودرجاته متقاربة ومريح جداً لكبار السن، والسلم يتسع لأربعة أشخاص، بالإضافة إلى أنه يوجد أعلى السلم محطة بها أماكن لجلوس المواطنين.

هذا ما يؤكده محمد عبدالرحمن، رجل ستينى يجلس على أحد المقاعد أمام محطة باسوس، قائلاً: «السلم هنا ممتاز ويا ريت يعملوا كده فى كل السلالم، ففيه مكان للناس تستريح فيه من الحر، وأنا ساكن فى مكان تانى، بس بنزل هنا علشان السلم مريح، وبركب توكتوك بـ5 جنيه لغاية البيت، فأنا ماقدرش أنزل على السلم القريب من بيتى، لأنى ممكن اتزحلق واتكسر».

فى محطة البساتين على الدائرى، أُقيم سلم حديدى فى اتجاه الهرم، يستخدمه المواطنون فى الصعود والنزول إلى الدائرى، ومن بينهم أم هبة، وهى سيدة ستينية، تذهب إلى ابنتها فى منطقة دار السلام وتلجأ إلى صعود هذا السلم مرتين فى الأسبوع تقريباً، لكنها تتعرض دائماً للمشاكل بسبب صعوبة الصعود لأن السلم خطير جداً.

تقول أم هبة: «أنا كنت هقع مرة من على السلم ده، والسلم ضيق جداً، وبطلع على الدائرى بصعوبة، أنا ست كبيرة وصحتى على قدى، لازم يوسعوا السلم ويكون مريح أكتر، علشان فيه ناس كبيرة فى السن بتستخدمه، السلم عالى قوى ومايسعش غير واحد بس والدرج بتاعه بيزحلق، إحنا مش عايزينه بالكهربا، محتاجين بس يكون مريح ومايكونش سبب فى تعبنا وهدّ حيلنا».

وتضيف: «فى الاتجاه التانى برضو السلم ضيق جداً، وكل واحد نازل أو طالع من على الدائرى بيستخدمه، ليه الحى مايبنيش سلالم كويسة علشان راحة الناس؟».


مواضيع متعلقة