«السيسى» لقادة «حوض النيل»: حريصون على إنهاء الانقسام وتجاوز الاختلافات

كتب: سماح حسن

«السيسى» لقادة «حوض النيل»: حريصون على إنهاء الانقسام وتجاوز الاختلافات

«السيسى» لقادة «حوض النيل»: حريصون على إنهاء الانقسام وتجاوز الاختلافات

أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى حرص مصر على إنهاء الانقسام وتجاوز الاختلافات القائمة لاستعادة مسار التعاون بين جميع دول حوض النيل، وتحقيق المصالح المشتركة، بحيث لا يقتصر التعاون على المياه فقط، ولكن يمتد ليشمل مشاريع التكامل الاقتصادى، ومختلف المجالات التنموية.

وأكد «السيسى»، على هامش لقائه بنظيره الأوغندى يورى موسيفينى، الذى يشغل رئاسة مبادرة «حوض النيل» حالياً، فى القصر الرئاسى بـ«عنتيبى»، خلال مشاركته فى قمة رؤساء دول حوض النيل، أهمية مراعاة الشواغل المصرية فيما يتعلق بمياه النيل التى تُعد المصدر الرئيسى للمياه، مشيراً إلى ضرورة بلورة رؤية مشتركة للأسلوب الأمثل والمستدام لاستخدام مياه النيل وتعظيم الاستفادة منها لتحقيق التطلعات التنموية لجميع دول الحوض، وضمان الأمن المائى لها، وتجنب الإضرار بالحقوق والاستخدامات الحالية.

{long_qoute_1}

وثمّن «موسيفينى» حرص «السيسى» على المشاركة بالقمة، مؤكداً أهميتها فى إطلاق حوار جاد على المستوى الاستراتيجى حول موضوعات المياه لتقريب وجهات النظر بين دول الحوض والارتقاء بالتعاون القائم لتحقيق أقصى استفادة.

وقال الرئيس، فى كلمته لقادة الدول المشاركة بـ«القمة»: «أود أن أنقل مساندة وتأييد شعب مصر لكل جهود تعزيز وإرساء الاستقرار والسلام والتنمية فى منطقة الحوض، وأؤكد التزامنا بالعمل معاً لتحقيق ما تستحقه منطقتنا وشعوبنا من سلم ورخاء»، معرباً عن تطلعه للوصول لاستراتيجية متكاملة للشراكة تضع اختلافات الماضى وراء ظهورنا، وتستشرف آفاق المستقبل بنظرة جماعية تأخذ مصالح الجميع بعين الاعتبار، وذلك فى إطار توافقى ليس فيه غالب أو مغلوب، وإنما الكل فيه فائز.

وأضاف «السيسى» أن «القمة» رسالة واضحة لشعوب الدول التى يشارك قادتها بها، ولمن يتابع أعمالها، بأن نهر النيل يجمع الدول ولا يفرقها، مضيفاً: «مصلحتنا المشتركة فى الاستفادة من مواردنا الطبيعية والبشرية لبناء وتطوير مجتمعاتنا، أعظم وأكثر أهمية بكثير من أى اختلافات قيّدت مواقفنا وكبّلت طاقاتنا على مدار عقود طويلة، وإن دول الحوض فى أمسّ الحاجة اليوم أكثر من أى وقت مضى، لمتابعة التعاون المشترك من أجل تحقيق تنمية مستدامة حقيقية تعمل على توفير حياة لائقة لشعوبها، وتُمكنها من مواجهة آثار ندرة المياه وتغير المناخ، وتطلق العنان لطاقاتها الكامنة».

وأكد الرئيس أن مصر مدركة تماماً للاحتياجات التنموية لشعوب دول الحوض، وأنها بمثل ما كانت من قبل فى طليعة دعم الكفاح الأفريقى المشترك بمعركة التحرر من الاستعمار، فإنها تستمر اليوم فى الوقوف بكل ما لديها من قدرات فى معركة التنمية والتحديث ودعم السلام والاستقرار فى المنطقة.

وتابع: «لعلكم تتفقون معى فى أن مصلحتنا المشتركة تقتضى أن نكثف من تعاوننا وتكاملنا بمجالات عديدة، مثل الاقتصاد والتجارة والاستثمار، وفى قطاعات مثل التعدين والتنمية الزراعية والتصنيع الزراعى والطاقة وإدارة الموارد المائية والرعاية الصحية والتدريب وبناء الكوادر، وغير ذلك من مجالات التنمية الشاملة ذات الأولوية لشعوبنا ومجتمعاتنا»، مضيفاً: «وإننى على ثقة بأن لدى دولنا من الإمكانيات ما يكفل لها المضىّ قدماً نحو بلوغ تلك الشراكة، وتحقيق المزيد من التكامل فى إطار يتسم بالاستمرارية والفاعلية ويتواكب مع متطلبات الحاضر وتحدياته».

ولفت الرئيس إلى أن النيل يسقط على حوضه 1600 مليار متر مكعب من المياه سنوياً، ولا يتدفق فى مجراه إلا 84 مليار متر، فى ظل إهدار مئات المليارات نتيجة عدم توافر الاستثمارات الكافية فى بنية أساسية تستطيع أن تعظم الاستفادة من تلك المياه فى كافة مناحى التنمية الاقتصادية والاجتماعية فى بلداننا.

واستطرد: «وتعانى مصر من عجز مائى بمقدار 21.5 مليار متر مكعب سنوياً، وتقوم بسد هذه الفجوة بإعادة استخدام المياه بكفاءة تصل 80%، وهى نسبة تُعتبر الأعلى عالمياً، ومن هنا تأتى دوافع الشعب فى التعامل الحذر مع أى تأثير سلبى محتمل على أمن مصر المائى»، معرباً عن استعداد مصر لاستضافة القمة المقبلة لدول الحوض العام المقبل، لافتاً إلى أن دورة انعقادها أمر مهم لانخراط قياداتها فى توجيه التعاون المشترك بكافة المجالات.


مواضيع متعلقة