«سلامة»: أهلى علمونى صيام رمضان بالتدريج ونقلت لأولادى المبادئ التى تربيت عليها

كتب: أسماء زايد

«سلامة»: أهلى علمونى صيام رمضان بالتدريج ونقلت لأولادى المبادئ التى تربيت عليها

«سلامة»: أهلى علمونى صيام رمضان بالتدريج ونقلت لأولادى المبادئ التى تربيت عليها

«فوانيس رمضان وزينته، أكثر الأشياء التى كانت تفرحنى وتدخل البهجة إلى قلبى» يتذكر الدكتور عمرو عزت سلامة، وزير التعليم العالى والبحث العلمى الأسبق رمضان قديماً، حينما كان يتجمع مع أولاد أعمامه وأخواله ليلعب الجميع بالفوانيس الصاج والزجاج التى كان يوجد داخلها شمعة، كما كانوا يعلقون الزينة فى الشارع معاً.

يقول سلامة: «كنت أنتظر شهر رمضان بفارغ الصبر، فروحانيات وروائح الشهر مختلفة، وكان رمضان بيمثل لى العيلة الكبيرة، فكنا بنتجمع إحنا وقرايبنا كل يوم فى بيت مختلف على مدار الثلاثين يوم، ولا أنسى وقفة أهل الخير بالشوارع قبل الأذان لتوزيع التمر والمشروبات فى الشوارع، الأمر الذى يوحى بالدفء بين المصريين، والشعب المصرى خير، وشهر رمضان شهر كله خير وكل الناس بتتصدق».

{long_qoute_1}

يسترجع وزير التعليم العالى الأسبق ذكرياته مع شهر رمضان وهو صغير فيقول: «والدى ووالدتى علمانى الصوم وأنا عندى 7 أو 8 سنوات، تعلمت الصوم تدريجياً، ربع يوم، ثم نصف يوم، حتى صمت اليوم كاملاً، فالشهر كاملاً، وأسرتى علمتنى الصوم منذ الصغر، كما علمتنى الصلاة وقراءة القرآن، فكنت أصلى التراويح جماعة فى المنزل مع عائلتى وأقاربى، وكذلك المغرب، حيث مدفع الإفطار الذى كنت أنتظره بفارغ الصبر وأنا صغير، ومع مرور الوقت أصبحنا نصلى التراويح فى المسجد».

يرى وزير التعليم العالى الأسبق، أن رمضان اختلف كثيراً فى الوقت الحالى عن السابق، فالترابط الأسرى كان يسيطر على المجتمع كله سابقاً، إلا أن الوضع تغير للنقيض هذه الأيام: «كنا نتجمع حول الراديو، ونستمع لفوازير رمضان وخاصة فوازير السيدة آمال فهمى، وبرنامج ألف ليلة وليلة لمحمد محمود شعبان، وكذلك برنامج فؤاد المهندس، الراديو كان مسلياً لنا كثيراً، حتى بعد ظهور التليفزيون فى وقت متأخر، كان عندى 11 سنة أو 10 وقتها ورغم أننا فرحنا به كثيراً، إلا أننا ظللنا متعلقين بالراديو لوقت طويل، وفيما بعد فوازير رمضان على التليفزيون، الآن كل اللقاءات الرمضانية والفطار الجماعى غلب عليه المؤسسية والجو الرسمى بعيداً عن الجو الأسرى والعائلى، كما أن القنوات الفضائية أصبحت تعج بالمسلسلات الكثيرة، ومعظم أفراد العائلات بالمجتمع بصفة عامة منشغلون بوسائل التكنولوجيا الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعى، مثل الفيس بوك وتويتر وانستجرام وغيرها، ليالى رمضان زمان كانت لطيفة ومسلية».

{long_qoute_2}

أما عن الطعام، فأكثر طبق أحبه عمرو عزت سلامة فى رمضان منذ صغره وحتى الآن هو الفول المدمس، سواء فى السحور أو على الإفطار، يقول: «أنا باحب الفول بكل أنواعه وطرق إعداده.. طبق مميز بالنسبة لى، وسيظل هو الأفضل، فأنا لا أهتم بنوعية أكل معينة مثل الكثيرين، لكن هذا الشهر مرتبط معى بطبق الفول».

يروى سلامة أنه كان قبل العيد بأسبوع ينزل لشراء لبس العيد الجديد، هو وأخوته مع والده ووالدته، كعادة كل الأطفال وقتها فى كل ربوع مصر، قائلاً: «كنت أفضل طوال ليلة العيد أجهزه وأنتظر صلاة العيد، هذا بخلاف فرحة كحك العيد، الذى كنا نجهز له قبل العيد بعدة أيام من خلال إحضار الصاج من المخبز ونقش الكحك، والذهاب به للمخبز مرة أخرى، والدنيا اختلفت كثيراً فى السنوات الأخيرة، فأصبحنا نجهز الكحك إما فى المنزل أو يتم شراؤه جاهزاً كحال كل المصريين فى السنوات الأخيرة».

أستاذ الهندسة الذى ولد فى القاهرة عام 1951، يرى أن رمضان فى المدرسة كان من أجمل أيام حياته، حيث كان هو وزملاؤه يشجعون بعضهم البعض على الصيام، يقول: «حتى زملائنا المسيحيين لم نشعر أن هناك شيئاً مختلفاً، كانوا يفرحون برمضان مثلنا وكذلك جيراننا، شكل الشوارع كان مبهجاً، ورمضان فى المدرسة كان أسهل من أيام الإجازات، المذاكرة والمدرسة لم تكن عائقاً أبداً أمام صيامنا أو أداء الصلاة فى الشهر الفضيل، وكذلك عندما كبرت الوقت يمر فى الشغل ولا أشعر باليوم، إلا قرب أذان المغرب».

روحانيات رمضان تظل مميزة لدى سلامة، يساعده على الإحساس بها صوت النقشبندى فى التواشيح: «لن ينسى كل أبناء جيلى هذه الأيام المميزة ولمة العيلة فى كل البيوت، لن أنسى ذكريات رمضان رغم المسئوليات الكثيرة، ودائماً ما أتذكرها»، يواصل سلامة: «منذ وقت قريب كنا نتجمع أنا وإخواتى عند والدتى كل يوم جمعة ونفطر معاً، علمت أولادى الصيام من سن 7 سنوات وكذلك الصلاة، كما علمنى والدى، وعلمتهم الصيام نصف يوم ثم يوم كما تعلمت، وتباعاً أصبحوا يصومون طوال الشهر، المبادئ التى تربيت عليها ورثتها لأولادى».

يتذكر مستشار الجامعة الأمريكية بالقاهرة، إحساس الأمان عند الاستماع إلى القرآن الكريم وتواشيح قبل المغرب، التى يعتبرها أهم السمات المميزة للشهر الفضيل، متذكراً طفولته عندما كان مقيماً فى منزل بالقرب من منزل خالته وجده، وكان يتم تبادل أطباق الفطار المختلفة قبل أذان المغرب، يقول عنه: «شعور روحانى وأسرى لن ينسى وسيظل عالقاً فى ذاكرتى».


مواضيع متعلقة