نفسيون عن انتحار طلاب "الثانوية": ضغط أهالي واكتئاب مراهقة وتربية خطأ
صورة أرشيفية
مع أداء طلاب الثانوية العامة لثاني المواد، ظهرت حالات الانتحار بين عدد من الطلاب والطالبات المتعلقة آمالهم وأحلام أهاليهم بدرجات تعطى على ورقة، وتعد بوابة العبور إلى كل الأمنيات، حسب مايعتقدون، وما أن يشعروا بفقد بعضها تتهدم كل الأحلام ويقرروا التخلص من حياتهم كلها.
اختلفت السبل والانتحار هو الجامع بين طالب الجيزة، محمود عارف صاحب الـ19 عامًا، الذي مات باستخدام "ستارة" داخل الحمام، في شقته ببولاق الدكرور بالجيزة، في قتل نفسه، بعد أداءه امتحان اللغة الإنجليزية، تلته طالبة المنوفية التي ألقت بنفسها من شرفة بسبب صعوبة امتحان الفيزياء، حيث ألقت نفسها من أعلى كوبري مبارك، وبعد امتحان مادة الجبر، أقدمت ريم إبراهيم جاويش، الطالبة بالثانوية العامة بمدرسة محمد فريد بدسوق، بإلقاء نفسها من الطابق الثاني، نظرًا لصعوبة الامتحان.
أرجع الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي، السبب الأول وراء إقدام طلاب الثانوية العامة على الانتحار هو الأهالي، بسبب أمرين، الأول: ضغطهم اقتصاديًا جراء ارتفاع الأسعار وصرفهم على الدروس الخصوصية من أموالهم القليلة، وبالتالي فهم في انتظار النتيجة المرجوة، وثانيا: المقارنة.
"تدهور سن المراهقة" تلك هي المرحلة النفسية المناسبة لمرحلة الثانوية العامة، والتي تجعل الاختيار الأول للطلاب إذا ما تعرضوا لضغط نفسي شديد هو "الانتحار"، إلى جانب عقد المقارنات مع باقي الأقارب، وهو ما يجب أن يتراجع عنه الأهالي.
المسألة تخضع لأسلوب تفكير وتربية خاطئة تعتمد على "مين شاطر مين خايب"، حسب الدكتورة هالة حماد استشاري الطب النفسي بالمركز الاستشاري البريطاني للأطفال والمراهقين، باقناع الأبناء أن أدائهم الدراسي هو نهاية العالم، والنعت بعبارات مثل "يا فاشل" "يا صايع"، "مش هتفلح".
عدم انتباه الأهالي لاكتئاب المراهقين، يزيد من الأمر سوءًا، حيث تقول "حماد"، في حديثها لـ"الوطن"، إن الطلاب المنتحرين تعرضوا لاكتئاب شديد قبل ذلك لكن لم يتم الانتباه له وتفاقم مع أدائهم الامتحانات، مضيفة أن بعضهم يُقدم على الانتحار على سبيل جذب تعاطف الأهل وهو ما يسمى في علم النفس بـ"الموت بالصدفة"، أو "الموت بالحادثة"، فيعتقدون أنهم إذا ما ألقوا بأنفسهم سينقذهم أحدهم ويستجدوا تعاطف أهاليهم بدلًا من اللوم والعقاب، ولكن في النهاية يموتون فور وقوع الحادث. ألقت استشاري الطب النفسي باللوم على المُعلمين أيضًا "بيعملوا قيمة كبيرة لنتائج الامتحان".