أبو بكر: راتبي 1200 جنيه ورفضت رشوة 5 ملايين.. و"السيسي منحنا الثقة"

06:05 م | الثلاثاء 13 يونيو 2017

شافعي أبو بكر، موظف شاب بمجلس مدينة مركز فايد التابع لمحافظة الإسماعيلية، عمره 36 عامًا، يستعد للزواج عقب إجازة عيد الفطر المبارك، راتبه 1200 جنيه فقط لا غير، بكل هذه المعطيات البسيطة، وبضمير حي، وإخلاص لوطنه ووظيفته، استطاع أن يسقط عناصر مافيا الأراضي بمصر، بعد أن تلقى عرضًا من أحدهم يساومه على تقنين وضع أرض بالمدينة، بسعر زهيد، مقابل رشوة تجاوزت الـ5 ملايين جنيه.

كرمه رئيس الوزراء، المهندس شريف إسماعيل، بمقر المجلس، قبل أن تحاوره "الوطن"، وتعرف منه تفاصيل الواقعة.

قال أبو بكر: "لا يمكن أن أصف شعوري بلقاء المهندس شريف إسماعيل وهو يكرمني على موقفي من رفض الحصول على مبلغ الرشوة الكبير الذي عرض على بصفتي مدير مكتب رئيس مجلس المدينة، لتقنين وضع أرض مساحتها 6 آلاف فدان، تقدر بـ3 مليارات جنيه، لصالح عناصر تعمل في الاستيلاء على أراضي الدولة".

وتابع: "قال لي رئيس الوزراء، أنت بطل ونموذج مشرف، وشاب بك خير كثير لوطنك، وكانت هذه الكلمات بمثابة منحي ملايين الجنيهات بالحلال".

وأشار أبو بكر، إلى أن رئيس الجمهورية الرئيس عبدالفتاح السيسي، هو من منح جموع موظفي الدولة الثقة في مواجهة الفساد باتخاذه عدد من الخطوات الايجابية في هذا الاتجاه، خاصة بعدما أعطى الضوء الاخضر لجهاز الرقابة الإدارية بمواجهة كل الفاسدين والفساد مهما كان موقعه.

وعن تفاصيل الواقعة قال: "في بداية شهر مايو الماضي، تفاجئت بأحد الأشخاص يدخل على مكتبي ويطالب بالحديث معي منفردًا، مدعي أنه مسؤول هام بالدولة، ثم عرض علي مساعدته في تقنين وضع أرض تقدر مساحتها بـ6 أفدنة ومبلغ مالي يصل إلى 3 مليارات جنيه، مقابل حصولي على مبلغ مالي كبير تجاوز الملايين من الجنيهات، ومنحني ملف كامل عن قطعة الأرض ومساحتها ومكانها، وبالفعل بعد فرز الملف تبين أن به مغالطات بل تزوير في بعضه، وقال لي بالحرف ستف الورق ومش هتندم وستكون هذه مرحلة أولى، وهنا وعلى الفور عرضت الأمر على العقيد محمد صلاح، رئيس مجلس المدينة، والذي أبلغ على الفور اللواء يس طاهر، محافظ الإسماعيلية، ومنها تم إبلاغ جهاز الرقابة الإدارية، وتم الاتفاق على مجاراة الأشخاص، واتفقت معهم على تقنين الأرض وتزوير الملف وجمعنا كل المعلومات عن الـ6 أشخاص الآخرين أفراد التشكيل، واتفقنا في موعد محدد على تسليم المبلغ والعقد وتم إلقاء القبض عليهم متلبسين وأصبح موقعهم الحالي داخل السجن والأرض في حضن الدولة".

وأضاف أبو بكر: "راتبي 1200 جنيه، لكن الحلال يغني والحمد لله أستعد للزواج خلال المرحلة المقبلة على العيد بإذن الله".

وأشار إلى أنه "أشعر بالفخر والكرامة أنني لم أخن موقعي ولا وطني ولا قياداته، ولا زملائي، وتكفيني عبارات الله ينور، رجل، بطل، والحمد لله".

وطالب أن كل شاب في موقعه وكل موظف أن يراعي أمانته ويحترم وظيفته لأنه بالشرف سوف تتقدم البلاد، وأن الوطن صاحب الـ7 آلاف سنة حضارة لا يستحق إلا الحب والعمل على تقدمه، وقال: "لن أنسى جملة فرد المافيا خذ الفلوس واحلم وعيش، وأنا قررت أن أحلم وأعيش بشرف، وأن يعيشون هم داخل السجن بما يليق بهم".