الباعة الجائلون في رمضان: حر وعطش و"يوم مش بيخلص"

الباعة الجائلون في رمضان: حر وعطش و"يوم مش بيخلص"
"حر وشغل وصيام" معاناة ثلاثية الأبعاد يواجهها الباعة الجائلين في شوارع المحروسة، فرغم الموجة الحارة التي شهدتها البلاد على مدار الأيام الماضية وبالتزامن مع فترة صيام تجاوزت 16 ساعة يوميا، إلا أن الأرصفة لم تخلو من البضائع.
الانتقال من الرصيف الذي يفترشون فيه بضائعهم إلى رصيف مقابل أكثر ظلا، أو التوقف أسفل شجرة، كلها محاولات من الباعة الجائلين لمواصلة عملهم وتخفيف تعب الصيام والعطش والحر.
صبحي محي الدين أحد الباعة الجائلين الذين اعتادوا بيع الإكسسوارات ولعب الأطفال على سور مكتب بريد الدقي، اضطر أن يعرض بضاعته على إحدى الأرصفة والوقوف أسفل شجرة على رصيف مواجه له "الرصيف دا ما ينفعش نبيع عليه".
يخرج الرجل الستيني يوميا من بيته ببولاق الدكرور في تمام الساعة السادسة صباحا، ويستمر في مزاولة عمله حتى الساعة الثالثة عصرا، ورغم ارتفاع درجة الحرارة التي تزيد عطشه بسبب المجهود الذي يبذله في البيع إلا أنه لا يقصر في عمله، يقول لـ"الوطن": "الجو حر وصيام وعطش، بس مش هينفع نسيب أكل عيشنا".
أكثر من 30 عامًا قضاها الرجل السيتني في بيع لعب الأطفال بجانب سور مكتب بريد الدقي، ولسان حاله يقول: "شهر مبارك ومش بيعطلنا عن الشغل رغم الحر والعطش".
إلى جانب "صبحي" يقف زكريا قناوي، 45 عامًا، عارضًا سلعته في الشمس المحرقة، لكنه يضطر إلى الوقوف في جانب آخر بعيدًا عنها حتى يقترب منه أحد الزبائن، يبدأ عمله من الساعة السابعة صباحا إلى الساعة الثانية ظهرا، يحكي "يومنا مش بيخلص على وقوفنا في الشارع الساعتين ثلاتة دول".
لا يكتفي "قناوي" بعمله الصباحي المتجول، بل يعمل بمكتب للاستيراد بمصر الجديدة بعد الظهر، ويكتفي بالعمل في الشارع ليومين في الأسبوع إلا أن زبائنه يعرفونه جيدا وينتظرون مجيئه، نظرا لجودة منتجاته وانخفاض سعرها "ببيع بسعر مخفض عشان المنتجات دي مستوردة ومافيهاش واسطة كتير بين التجار".
وأمام وزارة الزراعة، وقف الحاج أحمد حسن، يتصبب عرقًا واضعا على رأسه "ورقة كرتونة" يستظل بها من حر الشمس، وأخرى يغطى بها الخضروات حتى لا تتلفها الحرارة، يقول لـ"الوطن": "طول اليوم واقف بالشكل ده، مش بسيب مكاني لحظة واحدة".
يخرج الرجل الستيني، يوميًا من قليوب في تمام الساعة السادسة صباحا ولا يتوقف عن العمل إلا بعد بيع الخضروات التي أحضرها معه من بلدته في الصباح الباكر، "الدنيا صيا وحر، بس أكل العيش صعب، وخاصة ولو عندك أسرة ملزومة منك".