طلاب شمال سيناء يذاكرون على الشموع.. والمراقبون تحت حصار «الحظر»

كتب: حسين إبراهيم

طلاب شمال سيناء يذاكرون على الشموع.. والمراقبون تحت حصار «الحظر»

طلاب شمال سيناء يذاكرون على الشموع.. والمراقبون تحت حصار «الحظر»

ليالٍ عصيبة يعيشها العشرات من مراقبى الثانوية العامة بشمال سيناء، حيث فوجئوا فور وصولهم إلى الاستراحات المخصصة لهم بمختلف مدن المحافظة، عشية بدء الامتحانات، بانقطاع التيار الكهربائى وخدمات الهواتف المحمولة، بينما أمضى الطلاب ليلتهم فى استذكار مادة «اللغة العربية»، التى أدوا الامتحان بها أمس الأول، على ضوء الشموع. {left_qoute_1}

69 مراقباً وصلوا إلى المدرسة التجريبية فى حى «الكوثر» بالشيخ زويد قبيل صلاة المغرب مساء السبت الماضى، وفور وصولهم طلبوا من أحد العاملين بالاستراحة الاتصال بذويهم لطمأنتهم، إلا أن محاولاتهم المتكررة لم يُكتب لها النجاح، بسبب تعطل شبكات الاتصالات، واقترح العامل إرسال رسائل إلى ذويهم عبر «فيس بوك»، من أحد مقاهى الإنترنت القريبة من الاستراحة، إلا أنه تعذر وصولهم إلى المقهى، بسبب دخول وقت حظر التجول المفروض على مدينتى الشيخ زويد ورفح، والذى يبدأ من السابعة مساءً، حتى السادسة من صباح اليوم التالى.

التزم المراقبون الاستراحة، وحرصوا على عدم الخروج منها بعد أذان المغرب، إلا أن انقطاع التيار الكهربائى بشكل مفاجئ تسبب فى حالة من الارتباك، فطلبوا من العامل إحضار بعض الشموع أو كشافات إنارة، فما كان من أحد المقيمين فى المنزل المجاور للاستراحة إلا أن تبرع بمولد صغير، حتى يتمكن المراقبون من إعداد طعام السحور، والشعور بالأمان داخل الاستراحة، كما وجه أحد الجيران تحذيراً لهم من مغبة التصرف بلا مسئولية، والخروج من الاستراحة بعد الساعة السابعة مساءً، مهما كانت الأسباب لدخول وقت الحظر، لأن إمكانية تعرضهم للخطر واردة جداً، بسبب توتر الأوضاع فى حى «الكوثر» منذ الأول من شهر رمضان، بعد قيام مسلحين باختطاف 3 أشخاص من أبناء الحى، وذبحهم بحجة تعاونهم مع الأجهزة الأمنية. كما ساعد أحد الجيران المراقبين فى الاتصال بذويهم من هاتفه الأرضى، مما أعاد إليهم الشعور بالارتياح، قبل ساعات من انطلاق «مارثوان» امتحانات الثانوية العامة، إلا أن شبكة الهاتف الأرضى أصابها العطل هى الأخرى فى عدة مناطق بشمال سيناء، وتوقفت تماماً فى مناطق وسط العريش أمس، لليوم الثانى على التوالى.

وقال هشام الشعراوى، من أهالى العريش، إن جميع خطوط الهاتف الأرضى معطلة تماماً منذ أمس الأول فى منطقة «الشاعر»، القريبة من ساحل بحر العريش، مما تسبب فى انقطاع شبكة الإنترنت بشكل تام، وأكد أن الأهالى تقدموا بالعديد من الشكاوى إلى مدير سنترال العريش، إلا أنه لم يتم إصلاح العطل، أو معرفة سبب انقطاع الاتصالات، حتى مساء أمس.

من جانبه، أرجع رئيس شركة الكهرباء المهندس خليل حماد، سبب انقطاع التيار الكهربائى إلى تعطل الكابل الهوائى رقم 66 بمنطقة «كرم القواديس» غرب الشيخ زويد، بينما أعربت هديل اليمام، ربة منزل، والدة أحد طلاب الثانوية العامة، عن استيائها بسبب الانقطاع المتكرر للكهرباء.

وقال محمد حسين، والد أحد الطلاب: «أبناؤنا يحاولون المذاكرة رغم أصوات الرصاص والحظر الذى يكبلهم من السابعة مساءً حتى السادسة من صباح اليوم التالى»، مشيراً إلى أن سكان حى «الكوثر» عاشوا أياماً صعبة قبل بداية امتحانات الثانوية العامة.

أما أحمد برهوم، من سكان حى «الصفا» برفح، فاقترح أن تسمح المساجد، التى لديها مولدات كهربائية، للطلاب بالمبيت داخلها، ليذاكروا دروسهم حتى الصباح.


مواضيع متعلقة