سيناريوهات الأزمة مع «الدوحة»: مسارات التصعيد «قائمة».. وتراجع «تميم» مشكوك فيه

كتب: بهاء الدين عياد

سيناريوهات الأزمة مع «الدوحة»: مسارات التصعيد «قائمة».. وتراجع «تميم» مشكوك فيه

سيناريوهات الأزمة مع «الدوحة»: مسارات التصعيد «قائمة».. وتراجع «تميم» مشكوك فيه

واصلت الصحف الخليجية تصعيد الهجوم على قطر من خلال كشف الكثير من التقارير والتحقيقات حول علاقة «الدوحة» بالتنظيمات المتطرفة، واستعراض الأضرار التى تعرّض لها الاقتصاد القطرى بعد إغلاق كل المنافذ البرية والبحرية والجوية لهذه الدولة الخليجية، واستعراض التدخلات القطرية - الإيرانية فى شئون المنامة منذ الأحداث التى شهدتها البحرين فى 2011، فيما أكد المسئولون الدبلوماسيون فى تلك البلدان عدم استهدافها الإطاحة بالنظام القطرى، مما يدفع المتابعين إلى التساؤل حول طبيعة المسار الراهن للأزمة، بين آفاق التصعيد وإمكانيات التهدئة. {left_qoute_1}

وقال السفير سيد أبوزيد، مساعد وزير الخارجية الأسبق، لـ«الوطن»، إن التصعيد هو المسار المنتظر لأزمة العلاقات مع قطر، مدللاً على ذلك بأن الأزمة لا تزال فى طور التصعيد ولم تصل إلى المدى النهائى لها، والدليل على ذلك أنه ما زالت هناك دول عربية وغيرها تتخذ مزيداً من المواقف التصعيدية إزاء قطر، والمتضامنة مع بقية دول الخليج ومصر. وتابع: «ما زالت هناك دول تعلن قطع العلاقات مع قطر أو تخفيض التمثيل الدبلوماسى، أو سحب السفراء، أو قطع العلاقات، أو إلغاء ترخيص قناة الجزيرة، ولم يصل مسار التصعيد الراهن للقمة بعد، حيث إن هناك مؤشرات كثيرة على اتجاه الطرفين، وبطبيعة الحال الطرف القطرى أكثر، إلى التصعيد كرد فعل على العزلة التى فرضتها الدول عليه».

وأوضح «أبوزيد» أن هناك إجراءات تصعيدية بعد إعلان مصر والسعودية والإمارات والبحرين قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، وعلى رأسها أن دول الخليج، وعلى رأسها السعودية، وضعت شروطاً محدّدة للتباحُث حول التسوية مع قطر، وهذه الشروط يمكن أن تُسبّب عدم قبول قطر للحل، وكذلك لجوء قطر إلى إيران وتركيا للاستقواء بهما، وعمل حساباتها بالنسبة للمواد الاستهلاكية، وضمان استمرار وصول المواد الغذائية إلى الشعب القطرى، والعمل مع تركيا وإيران للاحتماء بهما، (فى ظل هذه القوى الإقليمية)، فى مواجهة الموقف العربى، وكذلك القوة الإقليمية الثالثة، وهى إسرائيل، التى ترتبط بها بعلاقات قوية من خلال حمد بن جاسم، وزير الخارجية الأسبق. وأضاف: «لذلك الأزمة فى طور التصعيد، وعندما تصل إلى مداها سنبدأ فى الحديث حول سيناريوهات للحل».

واعتبر السفير حسين هريدى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، فى تصريح لـ«الوطن»، اتجاه الأزمة إلى حالة من التهدئة التدريجية بعد بدء إجراءات الوساطة والتهدئة التى تقوم بها دولة الكويت.وتابع: «كان يُنتظر أن يقوم أمير قطر بإلقاء كلمة يجب ألا تؤدى إلى مزيد من التصعيد، حيث إننا نأمل فى أن يُصدر الشيخ تميم بن حمد خطابه بلغة تصالحية تدعو إلى الدخول فى حوار مع جميع الأطراف، ويُفضى هذا الحوار إلى توافق يضمن حلاً دائماً بين قطر وجميع أطراف الأزمة، بما يضمن تصحيح مسار العلاقات العربية مع (الدوحة)، وأتمنى ألا يكون هناك تصعيد جديد، لأن الجميع سوف يتضرّر منه، خصوصاً أنه سوف يؤثر على جميع شعوب المنطقة أو معظمها على الأقل».

وأضاف «هريدى»: «لا مجال للتصعيد فى هذه الأزمة، لأن أى طرف سيقوم بالتصعيد يرتكب سوء تقدير لن يفيد الطرف القائم بالتصعيد ولا المستهدف به، لأنها أزمة الكل فيها خاسر، أى أنها مباراة صفرية، وما اتُّخذ من إجراءات أعلنت الدول أنها اتخذته للضرورة القصوى، حيث إن الوضع الراهن وضع منطقة الخليج والمشرق العربى أمام أزمة لم يكن فى حاجة إليها، ومن ثم فإن المنطقة فى حاجة إلى تضافر الجهود لفك المأزق التاريخى الذى تعيشه الشعوب العربية حالياً».


مواضيع متعلقة