المسجد أثرى والمئذنة حديثة.. وضريح «الشيخ باش» اختفى

كتب: سهاد الخضرى

المسجد أثرى والمئذنة حديثة.. وضريح «الشيخ باش» اختفى

المسجد أثرى والمئذنة حديثة.. وضريح «الشيخ باش» اختفى

«المسجد أثرى، لكن المئذنة أقامها أحد الأشخاص على نفقته، بعد انهيار المئذنة الأثرية، أما الضريح فلم يعد له أى أثر»، جاء هذا التصريح على لسان الشيخ محمد سلامة، وكيل وزارة الأوقاف فى دمياط، رداً على سؤال «الوطن» عن حالة مسجد وضريح الشيخ باش الأثرى، والمعروف بزاوية الطناحى فى منطقة الشهابية بمدينة دمياط.

«سلامة» أكد «عدم وجود آثار للضريح منذ 30 عاماً، علاوة على أن المئذنة تم تجديدها على نفقة أحد المواطنين منذ 3 سنوات، ولم يعد هناك أى أثر للضريح حالياً، فالمئذنة ليست أثرية كما يتردد»، فيما كشف عن عدم تلقى «الأوقاف» مخاطبات من أية جهة لتطوير وترميم المسجد، حينما كان بحاجة إلى تطوير، ثم شدد على عدم صحة ما تردد بشأن اختفاء الضريح نتيجة توسعة دورة المياه. قبل قرابة الـ800 عام، توفى الشيخ جلال الدين بن باش بن نزار الجذامى السعدى، أحد فقهاء المذهب المالكى، خلال مشاركته فى التصدى للحروب الصليبية، وتم دفنه فى دمياط، عندها تم بناء ضريح له، تكريماً لجهوده فى التصدى للحملة الصليبية الخامسة، بقيادة جان دى بريان، ومندوب البابا كاردينال بيلاجيوس.

الباحث محمد أبوقمر، قال لـ«الوطن» إن «كتب التاريخ سجلت مشاركة قوية للشيخ باش فى مقاومة الغزاة، ما دفع معظم أهالى المدينة إلى المشاركة فى تشييع الجثمان فى عام 1219 ميلادية، ومع الوقت أصبح الضريح قبلة لأعداد كبيرة من المشايخ والشهداء، وظل قائماً حتى تعرض للهدم فى عام 1250 هجرية، فأعاد عدد من الأهالى العارفين بسير المشايخ والأبطال بناء الضريح، مثلما فعلوا مع كل شهداء الثغر بدءاً من عام 1254 هجرية».

وأضاف: «مع الوقت ساءت أحوال الزاوية والمئذنة مرة أخرى، قبل أن تخرب بالكامل، حتى جاء الشيخ أبوبكر بن الحاج حسن عبدالله، الشهير بابن المؤذن الطناحى، وهو أحد علماء دمياط، بعمارة وتجديد الزاوية والضريح فى نهاية القرن الـ17 الميلادى، والمرجح أن يكون دفن بعد وفاته داخل الزاوية، ومن وقتها اشتهرت باسم زاوية الطناحى».

وأشار «أبوقمر» إلى أن «مساحة الضريح حالياً تبلغ 500 متر مربع، وبه مئذنة خشبية على وشك الانهيار، فيما ترددت أنباء عن إدراجه ضمن خطة إزالة بهدف توسعة الشارع، رغم التاريخ الأثرى للمسجد».


مواضيع متعلقة