«أورام دمياط» يعالج 62 ألف مريض من 5 محافظات.. وجهازه الإشعاعى «عطلان»
الدكتور أسامة الدالى ثابت مدير المعهد
يعد معهد أورام دمياط أحد أكبر معاهد الأورام على مستوى الجمهورية ويخدم نحو 62 ألف مريض يتوافدون عليه من 5 محافظات بالجمهورية لتلقى الخدمة الطبية.
ورغم مكانة المعهد الذى تم بناؤه عام 1998 فإن المبنى الحالى بات لا يستوعب العدد الهائل من المرضى المترددين عليه، علاوة على قِدمه وعجز المعهد عن تقديم الخدمة الطبية لمريض لوكيميا الدم الحاد، مما يدفع المريض للتوجه لمستشفى 57357 للعلاج، هذا إلى جانب تعطل الجهاز الإشعاعى منذ فترة تقدر بنحو العام.
«المعهد» يعانى نقص الطواقم الطبية والإمكانيات.. والإدارة: جارٍ الحل.. ونائب المدير: نخدم المصابين بأورام الدم الصلبة واللوكيميا المزمنة
ورغم الاستعانة بجهاز إشعاعى جديد بمبلغ يتخطى الـ 20 مليوناً، وإنشاء مبنى جديد خاص به، فإنه لم يكتمل وهو ما أرجعه البعض لمشاكل مالية تتعلق بالمقاول، ما بات يدفع المريض للسفر لمراكز بمحافظات أخرى كبورسعيد والدقهلية والإسكندرية لإجراء جلسات الإشعاع، ما يعد عبئاً إضافياً على المرضى، علاوة على معاناتهم.
ويعد عجز الكادر الطبى والتمريض من الأزمات التى واجهها المعهد خلال الفترة الماضية وعملت الإدارة الحالية على تداركها بالتعاقد مع أطباء من الخارج، علاوة على العمل على حل أزمة التمريض أيضاً، فيما نفى الدكتور أسامة الدالى نائب مدير المعهد وجود أى نقص بالمستلزمات الطبية أو الأدوية أو إصابة أى من العاملين نتيجة الإشعاع، وتعد الإصابة بسرطان الكبد أعلى الإصابات فى دمياط.
وتروى السيدة نيفين والدة عزة عباس طه، ابنة السبعة أعوام، والتلميذة بالصف الأول الابتدائى، مأساتها لـ«الوطن»، قائلة: بدأت مأساة ابنتى حينما كان عمرها لا يتخطى عامين، وأجريت لها جراحة لاستئصال ورم على غدة أعلى كليتها الشمال، وفوجئنا عقب إجراء الجراحة بنحو 5 أشهر بإصابتها بفيروس سى، ورجّح بعض الأطباء إصابتها بالفيروس نتيجة نقل دم. وأكد الأطباء عدم إمكانية علاجها ضد الفيروس حالياً نظراً لارتفاع نسبة الفيروس علاوة على كونها بكلية واحدة.
وأشارت «نيفين» لعدم تمكن الأسرة من إجراء عملية زرع كلى للصغيرة بعد استئصال إحدى كليتيها نتيجة الورم، خاصة أن الأسرة رقيقة الحال. وأشارت لتعاطى الطفلة حالياً علاج مناعة ومنشطات للكبد ضد الفيروس، وطالبت والدتها بمساعدة القادرين لابنتها لزراعة كلية مكان التى تم استئصالها.
المرض غير منتشر بين العاملين لأننا نتخذ كل الاحتياطات اللازمة ونتبع إجراءات السلامة والصحة المهنية ومكافحة العدوى والجودة
أما غازى طه، والد «هنا»، فيقول: «حينما علمت بمرض ابنتى بالسرطان توجهنا لمعهد الأورام فى دمياط، ورفض استقبال الحالة، بدعوى أن إمكانيات المعهد لن تجدى مع ابنتى فى العلاج وذلك قبل قرابة 3 أعوام ونصف العام، مما دفعنى للتوجه لمستشفى 57357 لعلاجها لحاجتها لعلاج سريع، خاصة أن قرار العلاج على نفقة الدولة كان يحتاج لـ3 أشهر».
ويقول غازى: «هنا، ابنتى، مرضت بورم فى غدد جدار البطن، وتم اكتشاف المرض بعد أخذ عينات وتحليلها بمستشفى دمياط العام، وحينما تم اكتشاف المرض عام 2014، تم تحويل حالتها لمستشفى 57357، وبدأ العلاج الكيماوى وحالياً هى فى فترة متابعة بعد انتهاء العلاج الكيماوى على مدار 3 سنوات».
كانت الطفلة هنا غازى طه، التلميذة فى الصف الأول الابتدائى، قد أصيبت بمرض السرطان قبل 3 سنوات بسرطان غدد المعدة.
ويقول الدكتور أسامة الدالى، نائب مدير معهد أورام دمياط، لـ«الوطن»: إن معهد أورام دمياط يخدم 5 محافظات هى «دمياط، الدقهلية، بورسعيد، كفر الشيخ، شمال سيناء» بمعدل 4500 مريض سنوياً، حالات مستجدة، بخلاف 62 ألف مريض منذ بدء إقامة المعهد عام 1998م يتعالجون بالمعهد.
ويضيف «الدالى»: «عام 1998 بلغ عدد المرضى المترددين 271 حالة، وبحسب آخر إحصائية أجريت عام 2015، بلغ عدد المستجدين 4500 مريض، ونحن نسير بنفس النسب العالمية، عدا أورام الكبد تعد الأعلى نظراً للإصابة بفيروس سى التى قد ينتج عنها الإصابة السرطان».
ويشير نائب المدير إلى أن سرطان الكبد يحتل المرتبة الأولى، يليه سرطان الثدى ثم المثانة من إجمالى عدد المرضى سواء ذكور أو أناث، ففى السيدات يحتل سرطان «الثدى المرتبة الأولى يليه الكبد» أما الرجال فيحتل سرطان الكبد المرتبة الأولى يليه سرطان المثانة.
«الدالى»: أورام الدم الحادة لا يتم علاجها فى دمياط بسبب عدم وجود بنك دم ونتمنى إدخال هذه الخدمة قريباً
ويوضح أن مريض فيروس سى حال عدم علاجه يصاب بتليف عقب مرور مدة تتراوح من 10 إلى 15 عاماً، وحال عدم علاج التليف يكون المريض عرضة لإصابته بالسرطان عقب مرور المدة ذاتها.
وبحسب «الدالى» يبلغ عدد المترددين على العيادات الخارجية 66143، وذلك عام 2015 بحسب آخر إحصائية، و15600 جلسة كيماوى، ونحو 62000 مريض سرطان بدأوا التردد على المعهد منذ نشأته عام 1998، وحتى عامنا الحالى، للعلاج.
ويضيف: «جهاز الإشعاع تم حل مشكلته، ومقرر عمله خلال أيام حيث تأجل عدم استكمال المبنى الخاص به عقب تحرير سعر الصرف وزيادة النفقات وكنا نحول المرضى لمراكز أورام «ميت غمر بالدقهلية، بورسعيد، الإسكندرية، والإسماعيلية» لإجراء جلسات الإشعاع بتلك المراكز بالتنسيق معنا، ويعد جهاز الإشعاع خدمة واحدة من ضمن الخدمات التى نقدمها للمريض فهناك «علاج كيماوى، وإشعاع، وأشعة، وخدمات أخرى».
ويرجع نقص عدد الطاقم الطبى من أطباء وتمريض لندرة التخصصات واعتبار بعض الأطباء دمياط محافظة نائية، وهو ما يدفع النيابات من المحافظات البعيدة للعزوف ورفض نياباتهم فى دمياط، وهو ما يتم تعويضه بالتعاقد مع أطباء.
ويوضح: «كنا نواجه مشكلة قدوم الطبيب لقضاء فترة تتراوح من 3 لـ4 سنوات تدريب لينقل عقب ذلك للوزارة، ولكن القرار الجديد من إدارة المراكز الطبية المتخصصة يشير لمجىء الطبيب لدمياط لقضاء فترة نياباته فيها ثم يعين فى ذات المحافظة عقب ذلك، وهو ما سيدفع الأطباء للإقبال على التخصص، أما التمريض فجارٍ حل مشكلته بتخصيص فصل بمعهد التمريض للمعهد فقط، ودفع أمانة المراكز بـ17 ممرضة»، مشيراً للعمل حالياً فى مبنى جديد للمعهد سيتم الانتهاء منه إنشائياً وتجهيزه خلال عامين بتكلفة 30 مليون جنيه، علاوة على مبنى جديد بدمياط الجديدة، ونأمل بدء العمل فيه، ونخطط لتجهيز أحدهم ليكون مركزاً لعلاج أورام الأطفال فقط.
ويشير «الدالى» إلى إمكانية تعرض العامل بأى مركز أورام للسرطان نتيجة الإشعاع، حال عدم اتخاذ اللازم، ممثلاً فى عملية الترصيص، مضيفاً: «نتخذ فى معهد أورام دمياط كل الاحتياطات اللازمة، حيث نتبع إجراءات السلامة والصحة المهنية ومكافحة العدوى والجودة، كما نقوم بالقياسات الدورية للإشعاع حيث يقوم خبير فيزيائى بقياس نسبة الإشعاع الصادرة من الجهاز فى أماكن متفرقة بالمعهد»، موضحاً أنه لم يظهر لديهم أى إصابات بالسرطان بين العاملين بالمعهد، حيث يقومون باتخاذ جميع الإجراءات اللازمة، وكل الأجهزة مرخصة ولا يمكننا تعريض حياتنا وحياة العاملين والمترددين على المعهد للخطر، مشيراً لاستخدام مادة اليود من قبل المختصين فحسب.
ويضيف: أى كيس دم يدخل المعهد لا بد من تحليله أولاً قبل نقله للمريض وما تردد عن إصابة مريضة بفيروس سى عقب عملية استئصال ورم، غير صحيح بالمرة نظراً للإجراءات المشددة التى يتم اتباعها بصفة مستمرة.
ويشدد «الدالى» على تقديم معهد أورام دمياط الخدمة الطبية لكل المرضى المصابين بأورام الدم الصلبة ولوكيميا الدم المزمنة، أما أورام الدم الحادة فلا يتم علاجها فى دمياط لحاجة المريض لوجود بنك دم خاص بالمركز لنقل الدم فوراً للمريض، وتخصيص دور لمرضى الأورام الحادة، مضيفاً: «نأمل إدخال تلك الخدمة بمعهد أورام دمياط الجديدة المزمع إقامته وإنشاء وحدة زرع نخاع».
ويتابع أسامة: «لو إحنا مش بنقدم الخدمة، فلماذا يجىء لنا مرضى من محافظات الدقهلية وبورسعيد وكفر الشيخ وسيناء، حيث إننا نجرى الفحص وجلسة الكيماوى من أول يوم حال تطلبت الحالة ذلك، ولا ينتظر مريض الأورام لدينا على قائمة الانتظار كما يحدث بمراكز أخرى، حيث يبلغ عدد الأطباء بالمعهد حالياً 50 طبيباً، و75 ممرضاً وممرضة».
وبالتجول بين أروقة مركز الأورام التقت «الوطن» عدداً من المرضى، كان أحدهم طاهر الزغبى، 43 عاماً، الذى يقول: بدأت مأساتى مع سرطان القولون قبل عامين حيث كان يعانى من آلام فى المعدة وعدم القدرة على تناول الطعام، وبالفحص الطبى عرفوا بمرضه فى «أورام دمياط»، وشدد على حسن المعاملة الطبية وتوافر كل الأدوية.
أما سعاد محمد السيد، 67 عاماً، فتقول: «بدأت أعانى من المرض منذ شهر رمضان الماضى وظهر فى شكل آلام بالقولون، فتوجهت لمعهد أورام دمياط وبدأت العلاج الكيماوى».
المريض طاهر الزغبى
المريضة عزة عباس