إيران: تعاون سرى وعلاقات وثيقة تحت شعار «تحالف المصلحة» لإثارة الفوضى وتدمير المنطقة

إيران: تعاون سرى وعلاقات وثيقة تحت شعار «تحالف المصلحة» لإثارة الفوضى وتدمير المنطقة
- أبوبكر البغدادى
- أحمدى نجاد
- أسامة بن لادن
- أعضاء التنظيم
- أمير قطر
- إطلاق سراح
- احتلال الموصل
- الأراضى السورية
- الأمير القطرى
- الإخوان المسلمين
- أبوبكر البغدادى
- أحمدى نجاد
- أسامة بن لادن
- أعضاء التنظيم
- أمير قطر
- إطلاق سراح
- احتلال الموصل
- الأراضى السورية
- الأمير القطرى
- الإخوان المسلمين
الجماعات الإرهابية والتنظيمات المسلحة العابرة للحدود كانت الرابط المشترك بين الدوحة وطهران طوال السنوات الماضية.. علاقة آثمة جمعت الدولتين تحت عنوان تحالف المصلحة فى إطار سرى لم يخرج للعلن باستثناء وقائع فضحتها الصدفة، إلا أن التعاون السرى تطور إلى درجة جعلت طهران تقرر إسناد مهمة تنظيم مؤتمر القمة الإسلامى، أهم مؤتمرات إيران العقائدية، إلى «الدوحة» فى عهد رئاسة أحمدى نجاد، لتتعمق الشراكة السرية والعلنية بين البلدين لتحقيق مصالحهما على حساب العرب، حيث يدرك الإيرانيون أن قربهم من قطر يمثل عاملاً استراتيجياً قوياً يخدم مخططاتهم فيما يخص الصراع العربى الإيرانى، لأن تلك العلاقة تمكن طهران من اختراق مجلس التعاون الخليجى والاطلاع على خططه المستقبلية لتتحول الدوحة إلى جاسوس إيرانى على العرب.
{long_qoute_1}
لم يكن لقاء وزير الخارجية القطرى الأخير مع قاسم سليمانى مستغرباً لمن يدركون طبيعة العلاقة السرية بين قطر وإيران، فسبق أن جمع لقاء بين أمير قطر وقائد الحرس الثورى الإيرانى، لمناقشة تضارب مصالحهما على الأراضى السورية للوصول إلى حل مشترك يعمل على استمرار العلاقة السرية بين الطرفين، حيث كانت قطر وما زالت تدعم المجموعات الإرهابية على الأراضى السورية، كما ترعى طهران الميليشيات الموالية لنظام بشار، ولم يكن هناك خلاف يُذكر بين الدولتين، وإنما اختلاف على تقسيم الأدوار للإبقاء على الفوضى فى دمشق والمنطقة بأسرها.
فى عام 2006 كانت الدول العربية بدأت فى تصعيد خلافها مع إيران فيما يخص نشاطها النووى الذى مثّل عاملاً من عوامل القلق لدى كل دول المنطقة، ما دعاها إلى إجبار مجلس الأمن على التدخل للحد من النشاط النووى فى إيران، ومطالبتها بالشفافية، وحينها صوت 14 عضواً من الدول الأعضاء بمجلس الأمن على القرار باستثناء قطر التى كانت العضو الوحيد الذى صوت ضد القرار لتبارك النشاط النووى فى إيران رغم يقينها بأنه موجه ضد الدول العربية، ولجأت الدوحة إلى تغطية تحالفها مع إيران باتفاقية حماية الحدود بين البلدين، فى الوقت الذى كشفت فيه مصادر مطلعة من المعارضة الإيرانية، لـ«الوطن»، أن الاتفاقية الموقعة بين الدولتين ليست لحماية الحدود وإنما هى اتفاقية دفاع مشترك، مشيرة إلى أن قائد الحرس الثورى الإيرانى التقى بمسئولين فى وزارة الدفاع القطرية أكثر من 10 مرات على فترات متباعدة، فضلاً عن إجراء تدريبات مشتركة بين عناصر الجيشين وإنشاء منظمة مشتركة بين البلدين تختص بتبادل المعلومات والنشاط الاستخبارى، إلى جانب التنسيق فى سوريا، حيث تدرك طهران علاقة قطر بالتنظيمات الإرهابية الموجودة على الأراضى السورية والليبية، وتهدف من ذلك التنسيق لتحقيق مصلحة مشتركة، فسبق أن تدخلت قطر لإطلاق سراح عناصر مقاتلة من حزب الله وإيران اعتقلتهم جبهة النصرة فى 2013، فضلاً عن استضافة عناصر من هيئة تحرير الشام التابعة للقاعدة الموجودة على الأراضى السورية وأحد قادة الحرس الثورى الإيرانى، للتفاوض فيما يتعلق ببلدتَى كفريا والفوعة فى ريف إدلب وهما قريتان سكانهما من الشيعة الموالين لنظام الأسد.
{long_qoute_2}
وكان لتنظيم القاعدة دور هام فى التقاء المصالح بين الدوحة وطهران، وتقوية تحالف الدولتين، حيث ارتبط التنظيم بعلاقات قوية بإيران وقطر نظراً لدعمهما عناصره فى عملياتهم الإرهابية قبل أحداث الحادى عشر من سبتمبر، وبعد مقتل زعيم التنظيم أسامة بن لادن وفّرت لهم الدوحة الدعم المادى واللوجيستى إلى جانب توفير ملاذات آمنة بالتنسيق مع طهران سواء فى السودان أو فى إيران التى آوت الكثير من عناصر التنظيم وجماعات إرهابية أخرى بالتعاون مع الدولة القطرية، وما يدلل على تلك العلاقة تشابه العنوان الرئيسى ما بين القاعدة وحزب الله الذى قدم نفسه للعالم الإسلامى والمجتمع الدولى على أنه رمز المقاومة ليتشابه عنوان تأسيس الحزب مع عبارة القاعدة التى دشنتها مع تأسيسها فى الثمانينات تحت عنوان: «أخرجو الكفار من جزيرة العرب»، فحزب الله أعلن مقاومته الأمريكان والكيان الصهيونى، والقاعدة أيضاً تحارب الأمريكان ووجودهم فى المنطقة، كما أن معظم قيادات الجماعة الإسلامية التى انضمت للقاعدة بعد هروبها من مصر لجأوا إلى طهران بتوجه من قطر بعد الغزو الأمريكى لأفغانستان، حيث انتقل 500 عنصر من أعضاء التنظيم وعائلاتهم من أفغانستان إلى إيران، بالتنسيق مع الدوحة.
«فى مكتب ولايتى أحد قيادات الثورة الإسلامية فى إيران احتلت صورة حسن البنا مؤسس تنظيم الإخوان المسلمين ركناً كبيراً من الحائط»، قالها محمود جابر، القيادى الشيعى المصرى، ليؤكد بها أن إيران تمجد «البنا» وأن علاقتها قوية جداً بجماعته، وامتدت لسنوات طويلة، قدمت خلالها طهران كل أنواع الدعم للجماعة، وكما احتفت بحسن البنا احتفت أيضاً بالإسلامبولى قاتل السادات، الأمر الذى يدلل على متانة العلاقة بين طهران والتنظيمات الإرهابية.
أيضاً قدمت قطر دعماً سخياً للإخوان ورعت عناصرها ومولتهم لتنفيذ عمليات إرهابية بعد عزل الرئيس الأسبق محمد مرسى، ومثلها فعلت طهران أيضاً، حيث قدمت دعماً للجماعة بما يقارب 70 مليون دولار فى انتخابات الرئاسة والبرلمان فى مقابل عودة العلاقات المصرية الإيرانية، وكان ذلك فى عهد أحمدى نجاد، لتلتقى الدوحة وطهران فى نقطة مشتركة هى دعم جماعة الإخوان المسلمين وتمويل نشاطاتها فى كل بقاع العالم، وفعلتا ذات الأمر فيما يخص حماس، التى اعتبرها أمير قطر الحركة المعبرة عن الشرعية الفلسطينية لتتفق الدوحة مع طهران وحزب الله، لدرجة وصلت إلى أن الدوحة كانت ترسل أموالاً لحماس عن طريق حلفاء إيران فى بيروت، ولم يتعرض حسن نصرالله فى مرة من المرات للدولة القطرية، وإن حدث تتم مراجعته فورياً من قبَل قيادات الدولة الإيرانية.
برغم تقاطع المصالح بين قطر وإيران فيما يخص تمويل الدولة القطرية لتنظيم داعش فى العراق، فإن اتفاقاً بين الجانبين حدث منذ سنوات، حيث رأت طهران فى فوضى العراق فرصة لتمزيق الدولة والسيطرة على مفاصلها فالتقت مصلحتها مع مصلحة الدوحة التى دعمت التنظيم بسخاء بحجة حمايتها من الأخطار الإقليمية وتقوية الجانب العسكرى بالاعتماد على التنظيمات الإرهابية التى تمثل ساعداً قوياً لطهران والدوحة فى النيل من بعض الدول التى تشكل خطراً على مصالحهما.
ووفقاً لمعهد «واشنطن»، اتبعت الدوحة استراتيجية غريبة لحماية أمنها عن طريق رعاية تلك التنظيمات الإرهابية فبدأت بالتعاون مع طهران فى تقديم التمويل السخى والدعم اللوجيستى لتلك الجماعات بحجة حماية الأمن القطرى، ليتوافق منهجها مع استراتيجية طهران الهادفة إلى توسيع نفوذها فى المنطقة بإثارة الفوضى والنزاعات المسلحة التى تعتمد على حرب العصابات دون الجيوش النظامية، ودللت مصادر عراقية على وجود علاقة قوية بين إيران وعناصر تنظيم داعش على غرار علاقة الأخير بالدولة القطرية، مؤكدة أن زعيم التنظيم أبوبكر البغدادى لم يقترب فى خطاباته من إيران ولو لمرة واحدة، فضلاً عن أن مصلحة إيران تصب فى تفتيت العراق التى تمثل المرجعية الشيعية الأصلية لكل الشيعة فى العالم، وبالتالى تنافس مرجعية «قم» فى السيطرة على العقول عقدياً، مشيرة إلى أن أطماع طهران فى العراق ممتدة عبر التاريخ، حيث سبق أن احتلت الدولة مرتين، محذرة من تحليل العلاقة بين العراق وإيران من زاوية مذهبية تجمع الدولتين لأن طهران ليست دولة دينية بالمعنى الحرفى وإنما هى دولة استعمارية استغلت الدين مطية مثلها مثل التنظيمات الإرهابية، وأضافت أن علاقة إيران بتنظيم داعش ظهرت بعد احتلال الموصل بالتنسيق مع قطر التى ترعى وتمول عناصر التنظيم، مؤكدة أن نور المالكى ترك المدينة تسقط فى يد عناصر التنظيم لتبدأ مرحلة الفوضى والفتنة والإرهاب ليس على أرض العراق وحده وإنما فى سوريا وليبيا واليمن، فالمتابع لخريطة داعش منذ بدايتها فى العراق يجد أنها كانت دائماً فى المحافظات والمدن السنية فقط، فقد تغلغلت فى الأنبار والرمادى، والفلوجة، ولم تتوجه جنوباً نحو كربلاء أو النجف، رغم أن المدينتين الشيعيتين على الحدود مباشرة جنوب الأنبار، بل ولم تتوجه الحشود الداعشية نحو بغداد لعلمها أن بغداد خط أحمر، واستقر بها المقام فى المدن السنية تقتل وتفتك بالمدنيين، فهى بذلك تتقاطع مع نفس سياسة إيران فى العراق من تهجير المواطنين السنّة، وممارسة الانتهاكات بحقهم.