السودان وإثيوبيا.. «الدويلة» تنفق مليارات لـ«حصار مصر» وتقويض مصالحها فى أفريقيا

السودان وإثيوبيا.. «الدويلة» تنفق مليارات لـ«حصار مصر» وتقويض مصالحها فى أفريقيا
- أديس أبابا
- أمير قطر تميم بن حمد
- إبراهيم غندور
- إثيوبيا والسودان
- الأمير تميم
- الاستثمار السودانى
- الاستثمارات ا
- الجانب المصرى
- آل ثانى
- أبريل
- أديس أبابا
- أمير قطر تميم بن حمد
- إبراهيم غندور
- إثيوبيا والسودان
- الأمير تميم
- الاستثمار السودانى
- الاستثمارات ا
- الجانب المصرى
- آل ثانى
- أبريل
تحركات قطر فى السودان وإثيوبيا خلال الفترة الماضية، والتى تسعى إلى التأثير على الدول الأخرى من خلال دعم حكومات تلك الدول فى مواجهة مصر والتأثير عليها بشتى السبل، ليست بالسر الخفى، فهى من بين المحاولات التى تقوم بها «الدوحة» لاستفزاز مصر وتقويض مصالحها بالقارة السمراء واللعب على وتر أمنها القومى عبر دعم تمويل سد النهضة وضخ الكثير من الاستثمارات للتأثير على مصر وهو نفس النهج الذى تنتهجه مع السودان أيضاً للتأثير على مصر.
فى العاشر من أبريل الماضى هبطت طائرة أمير قطر تميم بن حمد آل ثانى فى أحد مطارات إثيوبيا فى زيارة استغرقت يومين، وتم الإعلان خلال الزيارة عن ضخ استثمارات واسعة فى الدولة الإثيوبية وتعزيز مسار العلاقات دون أن يكون هناك إعلان رسمى عن وجود أى تمويل أو استثمارات فى منطقة سد النهضة، ولكن الجميع يعلم الدور القطرى فى إثيوبيا والسودان لمحاولة التأثير على مصر بشكل غير مباشر.
{long_qoute_1}
وسبقت زيارة الأمير تميم إلى إثيوبيا، زيارة لوزير الخارجية القطرى محمد بن عبدالرحمن آل ثانى فى ديسمبر الماضى، والتى وعد خلالها بزيارة مرتقبة لأمير قطر، وهو ما يؤكد المساعى القطرية لتعزيز شراكتها الاقتصادية مع أديس أبابا خلال الفترة المقبلة، حيث جاءت زيارة أمير قطر قبل ثلاثة أشهر من الفترة التى أعلنتها أديس أبابا لاكتمال بناء سد النهضة فى يوليو 2017، وفى الوقت الذى تواردت فيه الأنباء عن العجز الإثيوبى عن توفير الدعم اللازم لتمويل السد، حيث صرحت وكالة الأنباء الإثيوبية الرسمية بأن السلطات تخطط لجمع نحو 6 ملايين دولار لاستكمال البناء.
ويطرح هذا العديد من الشكوك حول وجود دور قطرى فى هذا الدعم، حتى وإن كان بشكل غير مباشر، عبر مزيد من الاستثمارات الاقتصادية، ما يصب فى نهاية المطاف فى صالح الخزانة الإثيوبية واستمرار تمويلها لبناء السد. وأكد جمادا سوتى، المتحدث باسم جبهة تحرير الأورومو الإثيوبية وقتها، أن قطر تدعم بناء السد من خلال مشروع استثمارى وزراعى ضخم تموله لزراعة مليون و200 ألف فدان فى منطقة السد.
{long_qoute_2}
من جانبها، اعتبرت الخبيرة فى الشئون الأفريقية الدكتورة أمانى الطويل أن قطر منذ البداية ترى لنفسها دوراً إقليمياً تبرره الثروات وليس القدرات، وحاولت أن تلعب دوراً فى الحرب على إريتريا ولكنها لم تنجح فى ذلك، مضيفة: «ولا أرى فى قطر إلا أداة وهى ليست لها سياسة مستقلة ولديها انتماءات محددة، حيث تقوم بأدوار مثيرة فى الشرق الأوسط، فحينما تدخلت فى سوريا وليبيا كان هذا استجابة لمخطط يهدف لتقسيم الشرق الأوسط، ولا أرى أن لقطر سياسات مستقلة وتصب فى مصلحة الشعب القطرى». وقالت «الطويل»، لـ«الوطن»، إن دور قطر فى أفريقيا ملحوظ ومرصود منذ فترة طويلة، حيث تسعى الدولة الخليجية إلى أن تصنع لنفسها وزناً إقليمياً وطبقاً للمخططات الموضوعة وأن تضغط على مصر، حيث ترى وتؤمن بالمقولة التى تشير إلى أن من يتحكم فى القاهرة يستطيع التحكم فى المنطقة، وتستخدمها بعض الدول حينما تريد الضغط على مصر فى أى ملف من الملفات. وأشارت خبيرة الشأن الأفريقى إلى أن مشكلة السودان مرتبطة بقطر بقوة خلال الفترة الأخيرة، حيث تستخدم قطر مسألة الضغط على مصر، والسودان لديها مخاوف من مصر مرتبطة بثورة 30 يونيو وهناك اعتقاد فى النخبة الأمنية فى السودان أن النظام المصرى قادر ويميل لقلب نظام الحكم فى السودان، وبناء عليه نرى التحركات القطرية لإقناع المسئولين السودانيين. وأكدت «الطويل» أن قطر فى الوقت نفسه تتجه إلى تعزيز التعاون مع إثيوبيا فى محاولة للتأثير على مصر من خلال خلق تحالف إقليمى بينها وبين السودان لتستطيع خلق فجوة بينها وبين مصر وتطويقها.
الاتجاه الثانى الذى تعمل عليه قطر هو التغول فى الملف السودانى، ولعل آخر هذه الشواهد زيارة والدة أمير قطر الشيخ موزا بنت ناصر، حين زارت أهرامات السودان وخلفت أزمة بين القاهرة والخرطوم بعد أن بعثت رسالة غير مباشرة أن أهرامات السودان وحضارتها أقدم من مصر، وثارت حالة من التلاسن الإعلامى انتهت بخروج وزير الخارجية المصرى سامح شكرى ونظيره السودانى إبراهيم غندور ليؤكدا تجاوز البلدين الخلافات فيما بينهما ويشددا على رفض أى تجاوزات غير مقبولة تجاه أى من الدولتين.
واللافت فى الزيارة أنها تزامنت مع تصعيد سودانى ضد مصر، فبينما كانت موزا تزور الخرطوم، قررت الحكومة السودانية حظر استيراد منتجات المربى والكاتشب من مصر، واعتبارها سلعاً فاسدة مصنّعة من مدخلات إنتاج ملوثة، فى إشارة منها إلى الخضراوات والفاكهة المصرية، وغالباً ما تكون هذه الرسائل الجانبية مقصودة وموجهة.
الوجود القطرى بالسودان له شقان، أحدهما اقتصادى والآخر سياسى، إذ بلغت استثمارات الدوحة فى السودان نحو 1.7 مليار دولار، ومن المتوقع أن تصل إلى 2 مليار دولار العام الحالى، وذلك حسب تصريح مدثر عبدالغنى، وزير الاستثمار السودانى، وترتكز معظمها فى القطاع العقارى والمصرفى والزراعى بصفة خاصة.
أما الجانب السياسى فالجميع يرصد العلاقات الوثيقة بين البلدين ونجاح قطر فى الضغط لإنهاء العقوبات الأمريكية على الخرطوم وحل مشكلة إقليم دارفور وخرج السودان لتشيد بهذه الجهود ودعم مصلحة الخرطوم على الصعيد الدولى والإقليمى، ولعل نتائج هذه العلاقات القوية قيام المسئولين السودانيين خلال الفترة الأخيرة بالتصعيد إزاء الجانب المصرى وإطلاق التصريحات التى تتهم مصر من وقت لآخر، وآخرها تصريحات الرئيس السودانى عمر البشير لمصر بأنها تدعم الجماعات المتمردة فى بلاده.
من جانبه، أكد مساعد وزير الخارجية الأسبق السفير عادل العدوى أن «الجميع يعلم أن قطر تقود المؤامرة ضد مصر باستخدام السودان وإثيوبيا، ومحاولاتها مستمرة منذ فترة وحتى الآن، وتلك المؤامرة تأتى بتمويلات قطرية والدليل تصريحات الرئيس السودانى عمر البشير الأخيرة تجاه مصر والتى تؤكد أن هناك أدواراً مشبوهة لقطر فى هذه المسألة».
وأوضح العدوى، لـ«الوطن»، أن الغرض فى النهاية هو حصار مصر، وهناك احتمالان صادمان تلعب عليهما قطر، مؤكداً أن الهدف هو إما حصار النظام المصرى وشعب مصر، ولكنها لم تنجح فى ذلك.