بالصور| أسرة حسين المنكوبة تعيش في غرفة تملؤها الحرمان بكفر الشيخ

12:52 م | الاثنين 29 مايو 2017

داخل غرفة صغيرة بُنيت بالطوب الأبيض "البلوك"، ووسط كراكيب من الأدوات والأواني البسيطة التي تستخدمها الزوجة في إعداد الطهى لأولادها الخمسة، جلست "جيهان" تفكر في كيف تحمي صغارها من حملات الإزالات، التي من المتوقع أن تطول غرفتها، بينما يقف أطفالها عاجزون غير مدركين ما سيحدث لغرفتهم التي تأويهم من حرارة الصيف وبرد الشتاء.

{left_qoute_1}

تجد الأب يقوم بالاستعانة ببعض "الملايات والبطاطين" ليضعها على ألواح الخشب المتراصة فوق الغرفة لتكون بمثابة "السقف" الذي يحميه وأسرته الضعيفة، بعدما حطم حاجز الصمت وأوقف عقارب الساعة ووضع الرئيس السيسي أمام المسؤولية لعله يستجيب له وينقذ أطفاله من التشرد بعدما عجز عن حمايتهم.

تتجول في تلك الغرفة لتجدها متهالكة وارضية متسخة وبقايا أواني مستخدمة لا يمكن النظر لها لسوء حالتها، كل شيء فيه قديم وبالي وغير صحي ، وخارج الغرفة تجد مرحاضاً تقف أمام بابه حائرا مندهشا لسوء وضعه ، سقفا منهارا، أثاث منزل بسيط فراشات معدودة وعلى "سرير" مُهلهل أعده من ألواح الخشب وبعض الأقمشة القديمة التي جمعها من ثيابه الممزقة ، جلس حسين مصطفي عباس شادى ،البالغ من العمر 45عاماً والمُصاب بعدداً من الأمراض منها "إصابته بالغضاريف في الرقبة والظهر ما جعله غير قادراً على الحركة ، وزوجته يتبادلان طرف الحديث و يفكران في أحوالهم وكيف يدبران امورهما وسط صمت أطفالهما .

{left_qoute_2}

بصوت يغلبه الحزن بدأ "حسين" يروي قصته مع الفقر والمرض، حيث بدأ حديثه بالترحم على ما مضى من عمره قائلا: "كنت زمان بشتغل أرزقى وكنت عايش في بيت العيلة انا واشقائي، كنا عايشين في منزل آيل للسقوط على مساحة لا تتجاوز ال45متراً وسط مدينة برج البرلس و29فرداً آخرين من أشقائه وأبنائهم لكن ضاق الحال بينا فقرر كل منا بدأ رحلة البحث عن مكان اخر "مشيراً الى انه في عام 2008 وبعدما ضاق الحال وضعت يدى على قطعة أرض لا تتعدى بضعة أمتار في أرض "الجونة" الفضاء الواقعة بمدينة البرلس مثل عشرات الأسر وقمت ببناء غرفة بالطوب "البلوك"، وحمام ليستتر بها أبنائي الصغار وبدأ المسؤولون يحاصروننا بالمحاضر في عام 2010".

يضيف قائلاً انا مأجر "قهوة" علشان اقدر اصرف على ولادى ،عندى 5 جميعهم في مراحل التعليم المختلفة ،ومش قادر اصرف عليهم بستلف من ايادى الناس علشان اقدر اسدد إيجار القهوة، ما انتى عارفة احنا في مكان فيه كوباية الشاى بجنيه والناس غلابة والحياة صعبة ومبقدرش على مصاريف ولادي ، والمسؤولين مش حاسين بينا "، أنا واضع يده على قطعة أرض في "البلوكات " من 70 الى 86 يعنى داخل التقسيم ومفروض يقننوا وضعي خاصة أننى مليش سكن تانى ودا بناءاً على معاينات وأوراق كثيرة خرجت من مجلس المدينة وصولاً لرئاسة الجمهورية اللى بعتت إستجواب وسماع شكاوى عن طريق نقطة الشرطة بعدما أرسلت عشرات الفاكسات للرئيس السيسى لعله يسمعني ويستجب لصرخاتي".

{left_qoute_3}

واستكمل قائلا: "هناك 48 حالة يتم تقنين أوضاعهم وأنا ضمنهم لكن هناك تعنت من المسؤولين لا اعرف سببه، رغم قيامهم بتقنين أوضاع بعض الأغنياء، لكن هقول ايه "البلد دايما بتيجى على الغلبان"، وطالبت منهم تقنين وضعى في غرفتى التى شيدتها جديدا بأرض"الجونة" والتقيت محافظ كفر الشيخ حينذاك ووعدنى بتقنين وضع نظرا لظروفي المأساوية إلا أن مسئولى المحليات ضربوا بوعده عرض الحائط وبدأوا في مطاردته واطفالي".

وأكد رب الأسرة " أنه تقدم بطلب آخر لتقنين وضعه لسكرتير عام محافظة كفر الشيخ في 24 أكتوبر من العام الماضى بعدما أرسل مجلس المدينة محضراً يتهمني فيه اننى قمت بالاعتداء على ملك الدولة بعد ثورة يناير بالكذب والافتراء رغم اننى لدى محاضر في عام 2010 قبل الثورة في محاولة منهم لعدم تقنين واضعى او اعطائى بديلاً يلم شمل أسرتي.

بينما تؤكد زوجته، قائلة: "لا نملك من حطام الدنيا شيئا سوى غرفة بنيناها من ايادي البشر وأجر يومى يجلبه زوجى لسد جوع أطفالنا ، لكنهم أرادوا أن يهدموها فوق رؤوسنا فنفكر في أي مكان نذهب فأرض الله لم تعد واسعة مثل زمان ".