الأزهر والكنيسة يد واحدة ضد الإرهاب: وحدتنا الوطنية أثمن ما نملكه
أهالى الضحايا ينتظرون جثث الشهداء أمام المشرحة
انتقدت المؤسسات الدينية الرسمية، المسيحية والإسلامية، فى مصر، الحادث الإرهابى الذى استهدف أوتوبيساً يقل أقباطاً فى المنيا أمس. وقالت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، فى بيان لها: «تلقينا بكل الألم والحزن أنباء الاعتداء الآثم الذى تعرّض له مصريون أقباط أثناء ذهابهم، صباح الجمعة، لنوال بركة أحد الأديرة، وأسفر عن عدد من الشهداء والجرحى فى منطقة مغاغة فى صعيد مصر». وأضافت: «إذ نواسى كل هذه الأسر المجروحة، ونتألم، مع كل الوطن، لهذا العنف والشر الذى يستهدف قلب مصر ووحدتنا الوطنية التى هى أثمن ما نملكه ونحفظه ونحميه، وإذ نقدّر سرعة استجابة المسئولين والتعامل مع الحادث، فإننا نأمل اتخاذ الإجراءات اللازمة نحو تفادى خطر هذه الحوادث التى تشوه صورة مصر، وتتسبب فى آلام العديد من المصريين.. وحفظ الله لمصر شعبها وأرضها وسلامها».
وقال الأب هانى باخوم، وكيل بطريركية الأقباط الكاثوليك، إن «البطريرك إبراهيم إسحق، بطريرك الكنيسة القبطية الكاثوليكية بمصر، أدان الهجوم الإرهابى الذى وقع فى المنيا، أمس، بعد هجوم مسلحين على حافلة للأقباط كانت فى طريقها لدير الأنبا صموئيل، مما أدى إلى استشهاد العديد منهم»، موضحاً أن البطريرك طالب مسئولى الدولة بسرعة الكشف عن الجناة.
«الأرثوذكسية»: الحادث يستهدف قلب مصر.. و«الكاثوليكية»: نطالب بسرعة الكشف عن الجناة.. و«بيت العائلة»: دماء المسيحيين والمسلمين سواء
وقال د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر، خلال زياته لبرلين: «حادث المنيا لا يرضى عنه مسلم ولا مسيحى، ويستهدف ضرب الاستقرار فى مصر، وأطالب المصريين بأن يتحدوا جميعاً فى مواجهة هذا الإرهاب الغاشم»، بحسب بيان للأزهر. وأكد د. شوقى علام، مفتى الجمهورية، فى بيان لدار الإفتاء، أن «منفذى الحادث خونة خالفوا كافة القيم الدينية والأعراف الإنسانية بسفكهم للدماء وإرهابهم للآمنين، وخيانتهم للعهد، باستهدافهم الإخوة المسيحيين الذين هم شركاء لنا فى الوطن». وتوجه مفتى الجمهورية بخالص العزاء للبابا تواضروس وللإخوة المسيحيين وللشعب المصرى كله فى شهداء الوطن، داعياً الله بالشفاء العاجل للمصابين وأن يحفظ مصر وشعبها.
وقال د. مختار جمعة، وزير الأوقاف: «الحادث الجبان يُدمى قلوبنا قبل قلوب أشقائنا ويستهدف وحدتنا الوطنية، والكيل قد طفح، والصبر قد نفد تجاه هؤلاء الإرهابيين الخونة الجبناء العملاء، إننا فى حالة حرب حقيقية مع الإرهاب، ويجب التعجيل بالقصاص العاجل العادل من الخونة القتلة الجبناء، ولا بد من تحرك دولى لمحاسبة الدول الراعية للإرهاب والممولة له، ذلك أن الإرهاب خطر داهم لا دين له ولا وطن، يضرب الأخضر واليابس، وما لم تكن هناك إرادة دولية قوية فإن الأمر لجد خطير». وأضاف، فى بيان له: «على المستوى الداخلى، فنحن نؤكد أننا ندين وبكل شدة هذه الأعمال الجبانة الخسيسة التى تستهدف شق الصف الوطنى وإحداث الفتنة بين أبناء الوطن الواحد، وأننا جميعاً شركاء فى الوطن والمصير، وهذا الوطن لنا جميعاً وبنا جميعاً على أسس إنسانية ووطنية راسخة ومتكافئة، وخالص العزاء لأسر الشهداء». وأكد «بيت العائلة»، فى بيان له، أن دماء المسيحيين والمسلمين سواء، وأن هؤلاء القتلة بعيدون كل البعد عن تعاليم الأديان وأن هذا الحادث يستهدف أمن واستقرار مصر. وأوضح البيان أن هذه الأعمال الخسيسة لن تنال من وحدة المصريين ولن تزيدهم إلا تماسكاً وإصراراً على استئصال جذور عصابات الإرهاب والإجرام، وأن الشعب المصرى يدعم جهود القيادة المصرية والقوات المسلحة والشرطة فى دحر الإرهاب.
وأدان «المجلس الأعلى للإعلام» بشدة «الحادث الجبان الذى تعرض له مجموعة من الإخوة الأقباط». وقال فى بيان له، إنه يهيب بوسائل الإعلام المختلفة «توخى الدقة فى متابعته، وعدم التوسع فى نشر صور الضحايا مراعاة لمشاعر أسرهم، وإحباطاً لأهداف الجناة فى إثارة الرعب بين المواطنين».