«البيئة» تنقذ السلاحف من «الانقراض» بعد انتشار صيدها بدعوى استخدامها كـ«منشط جنسى»

«البيئة» تنقذ السلاحف من «الانقراض» بعد انتشار صيدها بدعوى استخدامها كـ«منشط جنسى»
- أعمال الديكور
- ارتفاع أسعار
- الأقمار الصناعية
- الأكثر انتشارا
- الانفلات الأمنى
- البحر الأحمر
- التقرير النهائى
- الرصد البيئى
- السلاحف البحرية
- السواحل المصرية
- أعمال الديكور
- ارتفاع أسعار
- الأقمار الصناعية
- الأكثر انتشارا
- الانفلات الأمنى
- البحر الأحمر
- التقرير النهائى
- الرصد البيئى
- السلاحف البحرية
- السواحل المصرية
نجحت وزارة البيئة فى تنفيذ ملحمة بمدينة الغردقة والمناطق القريبة منها، أنقذت خلالها السلاحف البحرية من خطر الانقراض بشكل فعلى، بعد اختفاء أعشاشها من بعض شواطئ البحر الأحمر، إثر صيدها بشكل مكثف لأكل لحومها وشرب دمائها بدعوى أنها تستخدم كمقو جنسى، فضلاً عن استخدام صدفتها فى الأعمال الديكورية، لترصد الوزارة بعد جهود مكثفة لها عودة أكثر من 100 عش للسلاحف فى المناطق التى اختفت منها من قبل.
{long_qoute_1}
وقال الباحث إسلام الصادق، مسئول الرصد البيئى للسلاحف البحرية فى محميات البحر الأحمر، إن السلاحف واجهت عدة انتهاكات بيئية تهددها بالانقراض أكثر من أى وقت مضى، واصفاً ما يتردد عن كون لحوم ودماء السلاحف مقوياً جنسياً مجرد «خرافات»، وأضاف «الصادق» لـ«الوطن»، أن سكان البحر الأحمر كانوا يصطادون السلاحف لأكلها، وبيع «الدرقة» للتجار بهدف التصدير للخارج، التى تستخدم للحلى، وكانت السلحفاة الواحدة تباع بنحو ألف جنيه، مؤكداً أن «السلحفاة» لها فوائد كثيرة، منها أنها تتغذى على قناديل البحر، التى تسبب مشاكل للسائحين حال كثرة أعدادها، وأشار إلى أنه عقب فترة الانفلات الأمنى رصدت محميات البحر الأحمر وجود أعمال صيد مكثفة للسلاحف، حتى فوجئوا أنهم لم يجدوا عشاً واحداً للسلاحف فى بعض الجزر أثناء «موسم التعشيش»، ما كان مؤشراً خطيراً، لتضع المحميات فى وضع مبادرة «حماية السلاحف»، وأوضح «الصادق» أنه كان يتم تنظيف أماكن التعشيش من المخلفات، بما يتيح لها فرصاً أكبر للتعشيش، كما صادرنا سلاحف قبل ذبحها لنعيدها لبيئتها الطبيعية.
وعن مدى نجاح المبادرة، قال إنه تم رصد «زيرو عش» فى جزيرة الجفتون بالبحر الأحمر للسلاحف قبل انطلاق المبادرة، وبعدها تم رصد 126 عشاً، وهو رقم كبير جداً مقارنة بتحقيقه فى عام واحد، لافتاً إلى أن السلحفاة تضع من 60 إلى 90 بيضة، وأصبحت السلاحف تشاهد أثناء الغوص مع الصيادين، مضيفاً: «أصبحت كائناً موجوداً بأعداد مرضية جداً فى البحر الأحمر، بعدما كانت شبه منقرضة»، وشدد «الصادق» على أنه لا توجد عمليات صيد جائر للسلاحف البحرية فى البحر الأحمر.
{long_qoute_2}
وحصلت «الوطن» على التقرير النهائى لمحميات البحر الأحمر عن حالة السلاحف البحرية حالياً، وقال التقرير: «يوجد بالبحر الأحمر خمسة أنواع فقط من السبعة أنواع الموجودة عالمياً، وهى السلاحف الخضراء والسلاحف صقرية المنقار والسلاحف الزيتونية والسلاحف كبيرة الرأس والسلاحف جلدية الظهر»، موضحاً أن السلاحف «الخضراء»، و«صقرية المنقار» هى الأكثر انتشاراً فى البحر الأحمر، وتشاهد بكثرة فى مناطق التغذية ومناطق التعشيش على الساحل المصرى للبحر الأحمر، وتابع: «دراسة التعشيش فى البحر الأحمر المصرى خلال سنوات عدة وبداية من ثمانينات القرن الماضى أكدت أن أعلى تقدير للسلاحف المعششة فى البحر الأحمر كان 1500 عش بالسواحل المصرية، بينما كانت التقديرات المبدئية لا تتعدى 500 عش خلال ساحل البحر الأحمر ككل فيما عدا سواحل أريتريا»، وأشار إلى أنه جرى استخدام تقنيات أجهزة التتبع للسلاحف باستخدام الأقمار الصناعية بأعداد محدودة لارتفاع أسعارها، مردفاً: «بينما أكدت هذه الدراسات أن السلاحف المعششة فى نفس المناطق تنتشر انتشاراً واسعاً بمناطق التغذية على طول السواحل بالبحر الأحمر»، وعن الدراسات التى أجرتها محميات البحر الأحمر، يشير التقرير إلى وجود اختلافات فى أعداد أعشاش السلاحف سنوياً، موضحاً أن تلك الاختلافات طبيعية لعدم قيام السلاحف بالتعشيش سنوياً وهجرتها من مناطق بعيدة، كما أن السلاحف المعششة بالبحر الأحمر تعتبر عشيرة منفصلة عن تلك الموجودة خارج البحر الأحمر وهو ما أثبتته الدراسات التى تمت باستخدام أجهزة التتبع وعلامات الترقيم المعدنية، التى وضعتها محميات البحر الأحمر عليها، بالإضافة إلى «الدراسات الجينية»، واستطرد التقرير: «فى الوقت الحالى ترتبط أهمية السلاحف البحرية بالأهمية السياحية ودعم السياحة، حيث إنه بدأ حالياً التسويق لمشاهدة السلاحف البحرية فى مناطق التغذية تسويقاً يعكس مردوداً مهماً على النشاط السياحى، الذى يصل إلى 80% من نسبة إجمالى الدخل لبعض المناطق المهمة»، وعن طبيعة «السلاحف البحرية»، قال التقرير إنها زواحف بحرية، لكنها تتميز عن باقى أنواع السلاحف بأنها غير قادرة على سحب الأرجل والأذرع داخل الصدفة سواء كلياً أو جزئياً، وتابع: «تتنفس السلاحف البحرية الهواء الجوى وتحتوى على رئتين متشابهتين لتلك الموجودة فى الإنسان وعليه فإنها فى حاجة دائمة للصعود إلى السطح واستنشاق الهواء الجوى تكرارياً»، وعن غذائها، أوضح أن معظم السلاحف البحرية رميات التغذية خلال فترة كبيرة من حياتها، أى تتغذى على أنواع مختلفة من النباتات والحيوانات، مثل السلحفاة كبيرة الرأس والسلحفاة الكيمبى والسلحفاة صقرية المنقار والسلحفاة جلدية الظهر، بينما تتميز بعض الأنواع بقدرتها على اختيار نوع واحد فقط من الغذاء، مضيفاً: «بعض الأنواع تتميز بأنها تقوم بتغيير نوع الغذاء مع العمر، مثل السلاحف الخضراء التى هى من الرميات أثناء مرحلة طور اليافع، وتتغير إلى آكلات للعشب خلال مرحلة البلوغ»، واستطرد: «تتميز السلاحف البحرية بقدرتها على الهجرة لمسافات بعيدة بين مواطن التغذية والتعشيش، حيث تصل إلى مئات أو آلاف الكيلومترات، كما أن السلاحف البحرية تقضى معظم حياتها فى البحر «99% من حياتها تقريباً»، حيث إن الإناث فقط هى التى تخرج إلى الشواطئ لبناء الأعشاش ووضع البيض، بينما فى بعض الأحيان عندما يكون الجو بارداً تخرج السلاحف إلى الشواطئ للتشميس»، وعن تعشيش السلاحف، قال التقرير: «خلال موسم التعشيش ما بعد الالتقاء بأسابيع قليلة تخرج الإناث البالغة المخصبة إلى الشواطئ لبناء الأعشاش ووضع البيض فى الفترة من كل عامين حتى 4 أعوام، والأنثى الواحدة قد تكون قادرة على بناء ما يقرب من ثمانية أعشاش خلال نفس الموسم تبعاً للنوع»، وتابع: «وتقوم الإناث بالزحف على الرمال خلال فترات الليل، حيث تختار بعناية المنطقة التى ستقوم ببناء العش بها، وتقوم السلاحف البحرية باستخدام زعانفها الأمامية والخلفية لبناء الأعشاش، حيث تقوم بوضع ما بين 50 إلى 200 بيضة رخوة تبعاً للنوع، ثم تقوم بعد وضع البيض بتغطية العش والعودة زحفاً نحو الشاطئ»، وواصل: «وخلال أسابيع قليلة لاحقة من 7 إلى 10 أسابيع تقوم صغار السلاحف بتكسير القشور الخارجية للبيض والزحف على سطح الرمال نحو الشاطئ، حيث يفقس البيض غالباً ليلاً وتقوم صغار السلاحف بالزحف سريعاً متجهة مباشرة نحو البحر، من ثم تقوم صغار السلاحف بالسباحة سريعاً إلى المياه العميقة مبتعدة عن المياه الضحلة، حيث تستغرق عدة أيام، وتسمى فى هذه الحالة «السلاحف السابحة بجنون»، ويقوم التيار بحمل هذه السلاحف إلى المياه المفتوحة حيث تعيش طافية على السطح فى هذه المرحلة من عمرها، الذى يمتد لعقود من الزمن»، وتابع: «بعد هذه المرحلة المحيطية وعندما تصل صغار السلاحف لمرحلة كبيرة فى الحجم وبجسم قوى تسبح السلاحف نحو مناطق التغذية، التى يتوفر فيها تنوع كبير وكثيف من الغذاء مقارنة بالمياه المفتوحة، حيث لا تغادر مناطق التغذية هذه على الإطلاق حتى تصل هذه السلاحف إلى عمر البلوغ وتكون لديها الطاقة الكافية المخزنة للقيام بالهجرة نحو مناطق التكاثر والتعشيش». وعن نتائج رصد السلاحف خلال العام الماضى، أشار التقرير إلى أنه جرى تنفيذ برنامج الرصد والمتابعة بمناطق التعشيش لأحد تلك الأنواع وهو السلاحف الخضراء بمنطقة جزيرة الزبرجد، مشيرة إلى تسجيل خروج 104 سلاحف لوضع البيض، مع وضع ترقيم جديد لـ81 سلحفاة خضراء، وأشار التقرير إلى أنه جرى رصد 3 سلاحف جرى ترقيمها فى الأعوام السابقة خلال أعوام 2006، و2010، و2007، موضحاً أنه جرى تجميع بيانات البيض لتلك السلاحف، التى تراوحت أعدادها بين 83 إلى 90 بيضة للعش الواحد، مع وجود من بيضة إلى 4 بيضات غير ناضجة، وتابع: «تم تقسيم الشاطئ الجنوبى للجزيرة لعدة مقاطع بطول 100م وبعرض يتراوح ما بين 3 -200م، حيث تم عد الأعشاش القديمة والحديثة بكل منطقة وبلغ العدد الإجمالى للأعشاش الحديثة 293 عشاً حقيقياً، و411 عشاً كاذباً، مع وجود 2207 أعشاش قديمة»، ولفت إلى أنه تم تسجيل خروج 4 سلاحف صغيرة من الشاطئ للبحر، حيث تم أخذ طول وعرض الدرقة الظهرية وإطلاقها مرة أخرى فى البحر.