السلاحف البحرية ودورها في البيئة

للسلاحف البحرية دور في البيئة، فصحة وحجم السلحفاة تكونان بمثابة مؤشر مفيد لحالة الأراضي الرطبة، التي تقع في الموائل البحرية والساحلية، كما يمكننا تعلم الكثير عن حالة البيئة على كوكب الأرض من خلال النظر إلى السلاحف البحرية.

وجدت السلاحف منذ أكثر من 100 مليون سنة، وتتواجد في المحيطات، إلا أننا نجدها تصارع من أجل البقاء على قيد الحياة نتيجة أفعال البشر، لكن ماذا يعني هذا بالنسبة للجنس البشري؟.

هناك احتمالية أن العالم الذي لا تستطيع السلاحف البحرية أن تعيش فيه لا يستطيع الإنسان أن يحيا فيه أيضًا إلا بصراع، فعلينا أن نتعلم من أخطائنا والبدء في تغيير سلوكنا، ولا يزال هناك وقت لإنقاذ السلاحف البحرية من الانقراض، فحماية أكثر الكائنات غموضًا وأعرقها على وجه الأرض قد يكون ملاذًا لإنقاذ حياة الإنسان.

التأثيرات الإيكولوجية لانقراض السلاحف البحرية

السلاحف البحرية وخاصة "الخضراء"، تعتبر إحدى الحيوانات الآكلة للأعشاب البحرية، وتحتاج الأعشاب البحرية إلى المساواة والتقليم باستمرار لتكون صحية لهم.

السلاحف البحرية والدلافين بمثابة راعٍ طبيعي لقطع ومساواة الأعشاب البحرية، وتوفر الأعشاب البحرية بيئة خصبة لتكاثر وتنمية العديد من أنواع الأسماك والمحار والقشريات، فمن دون الأعشاب البحرية، قد يختفي العديد من الأنواع البحرية التي تفيد البشر، وما يؤثر حتمًا في انخفاض مستويات السلسلة الغذائية.

باختفاء السلاحف البحرية يحدث تراجعًا خطيرًا في جميع الأنواع الأخرى، التي تعتمد على الأعشاب من أجل البقاء.

تستخدم السلاحف البحرية الكثبان الرملية للعيش ووضع البيض، وتضع نحو 100 بيضة في العش، كما تضع بين 3 و7 أعشاش خلال موسم "التعشيش الصيفي"، على سبيل المثال:

على امتداد 20 ميلًا من الشاطئ في فلوريدا على الساحل الشرقي هناك أكثر من 150.000 رطل من البيض في الرمال.

لا يفقس البيض كله، وقد لا تجد السلاحف طريقها أصلًا خارج البيض، تلك مصادر جيدة للغاية من المواد المغذية للنباتات في الكثبان الرملية، وحتى قشر البيض يشكل مصدر تغذية.

"الغطاء النباتي" في الكثبان الرملية ينمو مع وجود المغذيات من بيض السلاحف، كما أن الغطاء النباتي والكثبان إذا صحة ونمت صح النظام البيئي بأكمله.

النباتات والجذور تساعد على إبقاء وتكوين الكثبان الرملية ما يسهم في حماية الشاطئ من التآكل، وإذا انخفض معدل السلاحف انخفض عدد بيض السلاحف على الشواطئ، وقلت المغذيات للغطاء النباتي، وإذا انقرضت السلاحف البحرية، فإن كثبان النباتات تفقد مصدرًا رئيسيًا من العناصر الغذائية، وسيؤثر ذلك على نموها بالتالي ولن يكون هناك ما يكفي من غطاء نباتي يكفي للحفاظ على الكثبان الرملية، ما يؤدي إلى التعرية.

برنامج رصد السلاحف البحرية

يعتبر برنامج رصد السلاحف البحرية في كل من البحر الأحمر والبحر المتوسط من أنجح برامج الرصد، حيث يتوفر فريق متخصص يعمل في هذا المجال منذ أكثر من 5 سنوات "من أبريل إلى أغسطس كل عام"، وتم التعرف على 4 أنواع من السلاحف البحرية وهي:

السلحفاة الخضراءصقرية المنقارالنعامة للعيسوة

وتعتبر أكثر السلاحف شيوعًا في المياه المصرية هي "السلحفاة الخضراء" و"صقرية المنقار"، نظرًا لترددها على الشواطئ في أثناء فترة وضع البيض.

ويقوم فريق العمل بالتعرف على الأنواع والحصول على المعلومات من قِبل الغاطسين عن طريق الاستبيان المستمر، وأخذ القياسات المورفولوجية والعددية "الطول، الوزن، طول وعرض الدرقة"، وتواجد الحشائش والتعرف على الأعشاش القديمة والحديثة، ومسار السلاحف على الشاطئ من حيث بعده عن الشاطئ الطول والعرض والإحداثيات "أماكن التواجد على الشاطئ والجزر الساحلية والبعيدة"، ومساحة تواجدها وفحص أعشاشها وأخذ القياسات الخاصة بالبيض من حيث الطول والعرض والوزن، ونسبة فقس البيض، وقت ظهور صغار السلاحف وبعض القياسات الخاصة بها سواء من حيث الوزن والطول والعرض.

لقد رصدت أكثر من 15 منطقة لإيواء السلاحف البحرية على ساحل البحر الأحمر والجزر، مثل "جزر الزبرجد، الجفتون الصغير والكبير، السيال، وادي الجمال، ساحل أبوغصون، القلعان، حنكورات، شرم اللولي، رأس بعدادي، شرم الفكير، ووادي الجدار وفيكاري"، كما تم رصد وأخذ قياسات أكثر من 100 سلحفاة وترقيم 74 سلحفة خضراء، خلال الأعوام الثلاث الماضية.