رئيس تحرير «السياسة الكويتية»: مشكلة قطر شعورها بأنها أكبر من حجمها

07:43 م | الخميس 25 مايو 2017

انتقد رئيس تحرير جريدة «السياسة» الكويتية أحمد الجارالله موقف قطر بعد أزمة البيان المنسوب لأميرها تميم بن حمد الذى يحمل -وفقاً له- «مواد استفزاز وتفجير» للعلاقات مع الخليج. وقال، فى حواره لـ«الوطن»: «مشكلة قطر أنها تشعر بأنها أكبر من حجمها، واعتدنا على هذه السيناريوهات منها طوال السنوات الماضية، والإمارات والسعودية لديهما أدلة تثبت أن وكالة الأنباء القطرية الرسمية لم تُخترق كما تزعم السلطات القطرية».. وإلى نص الحوار:

{long_qoute_1}

■ بداية، كيف ترى الأزمة القطرية الأخيرة مع الدول العربية؟

- اعتدنا طوال السنوات الماضية أن تطل قطر علينا بسيناريوهات مماثلة، ومشكلة «الدوحة» أنها تشعر الآن بأنها أكبر من حجمها، وهذا الأمر لفت نظر الجميع حتى أمريكا. قطر تمد أذرعها فى كل مكان، خاصة مع الإخوان ومع «حماس». العالم الآن يحارب المنظمات الإرهابية، فكيف يمكن أن يكون لـ«الدوحة» علاقات طيبة مع هذه التنظيمات؟ ما صدر عن أمير قطر تميم بن حمد، وكل التصريحات المنسوبة إليه، تتضمن «نقاط تفجير» للعلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجى والعالم العربى والعالم مع قطر، ونحن نخشى أن نجد قطر، فى يوم من الأيام، معزولة كما الحال مع إيران.

■ لكن الحكومة القطرية قالت إن البيان ناتج عن اختراق، فما ردك؟

- هناك من يقول إن ما صدر عبر الوكالة الرسمية فى قطر غير حقيقى، ولكن حتى التبرؤ القطرى والنفى ليس واضحاً، وإنما هو تبرؤ على خجل واستحياء. وهناك من يقول إن هذا الموضوع بأكمله مسرب من طرف ما داخل قطر. مع الأسف، نحن منذ ثورة 1952 (الثورة المصرية) ونحن لدينا شعار ضد الاستعمار ومحاربة الاستعمار، بينما هم يرفعون فى قطر شعار «المظلومية» وحقوق الشعوب، إذن طالما أنتم تتحدثون هكذا، فإيران التى تتحدثون عنها بوجود علاقات قوية هى أكبر دولة ظالمة لشعبها، نحن لا نريد قطر فى يوم من الأيام أن تكون كما الحال فى اليمن «شوية حوثيين» متعاونين مع إيران ومزعجين لخاصرة شبه الجزيرة العربية الجنوبية أى السعودية، ثم يتمددون إلى باقى دول الخليج.

■ من الواضح أن السعودية والإمارات على وجه التحديد ليستا مقتنعتين بأن الوكالة الرسمية تم اختراقها، فما تفسيرك لذلك؟

- بالنسبة للإمارات والسعودية فإن لديهما ما يثبت أن الوكالة لم يتم اختراقها. كل ما حدث يؤكد أن الوكالة لم يتم اختراقها. ولنفترض حتى أنها تعرضت للاختراق فعلاً، كان الأجدى بأمير قطر أن يقف أمام دول مجلس التعاون ويُعطى لنا نفياً واضحاً يريحنا ويريح المنطقة ويعطينا الإحساس بأن هناك خطأ ما، لكن هذا لم يحدث.

{long_qoute_2}

■ وفى رأيك لماذا لم يحدث؟

- قطر تريد أن يبقى الحال على ما هو عليه، أن تكون على خلاف مع مصر وخلاف مع السعودية وخلاف مع دول مجلس التعاون. حتى صياغة البيان المنسوب لأمير قطر مدروسة دراسة جيدة ومستفزة للغاية.

■ وهل أمير قطر من السذاجة أن يستفز دول الخليج بهذه الدرجة؟

- أمير قطر من الأساس استفز الولايات المتحدة الأمريكية بأن لديها متاعب قانونية فى بلده، «واشنطن» منذ نحو شهرين تقريباً لمّحت إلى أنه على قطر أن تتوقف عن دعمها للإرهابيين كالإخوان والقاعدة. الولايات المتحدة قالت ذلك وكانت على خلاف مع «الدوحة»، وأبدى الأمريكان حتى استعدادهم للانسحاب من القاعدة العسكرية فى «العديد» القطرية.

■ ألم يكن هذا الغضب الخليجى يستوجب أن يخرج أمير قطر ويتحدث للخليج؟

- هذا هو ما قلته، النفى لم يكن على مستوى الحدث، اخرج يا أمير قطر بنفسك شخصياً، ارفع سماعة الهاتف وتحدث إلى أشقائك فى الخليج، اجعل النفى على مستوى الحدث، أنت شخصياً ووزراؤك قل إن هذا الأمر كذب فى اتصال هاتفى، تحرك واذهب ووضح الأمر.

■ وما الذى يشير إليه عدم قيامه بذلك؟

- هذا يعطى انطباعاً وكأن أمير قطر «مبسوط» بما يحدث وهذا أمر سيئ للغاية. السؤال الآن: لماذا يعادى أمير قطر دولة مثل مصر من أجل جماعة الإخوان الذين لفظهم الشعب المصرى بالملايين فى الشوارع لإسقاطهم؟ لماذا تدعمهم قطر وتعادى الشعب المصرى لصالحهم؟ ليتها عادت الشعب المصرى من أجل شىء حقيقى ولكن كل هذا العداء من أجل لا شىء، بل من أجل أكاذيب تبثها قناة «الجزيرة» التى تنقل مظاهرات وتقول إنها مظاهرات للغلابة بأعداد كبيرة رغم أنه لم يخرج أكثر من 50 فرداً، فلماذا تستفز الشعب المصرى ودولة بحجم مصر؟

■ هل تتوقع أن تكون هناك وساطة كويتية؟

- بصرف النظر، أعتقد أن هناك لوماً على قطر، وأعتقد أن سياسة الأب حمد بن خليفة هى المسيطرة، وتميم يسير بنفس السياسة.

{long_qoute_3}

■ ما المطلوب حالياً من أمير قطر؟

- مطلوب منه أن يخرج ويعتذر ويوضح ما حدث على أعلى مستوى، وأيضاً أن يغير سياساته ويوقف بالفعل ما يقوم به، أنت اليوم تهادن الإرهاب أو تدعم الإرهاب، هذا موجود بالفعل، يدعم ويهادن الإرهاب، هل نضحك على أنفسنا؟

دعم الإرهاب موجود بالفعل، وهذا ضد العالم كله، أنت اليوم تهادن الإرهابيين ضد العالم وضد الدول الكبرى، والوحيدة التى تؤيدك فى هذا هى إيران، وهل إيران دولة نفخر بالتعاون معها؟