بعد ارتفاع أسعار الزينة.. فانوس "زينب" بـ17 جنيها فقط: على قد الأيد

كتب: دينا عبدالخالق

بعد ارتفاع أسعار الزينة.. فانوس "زينب" بـ17 جنيها فقط: على قد الأيد

بعد ارتفاع أسعار الزينة.. فانوس "زينب" بـ17 جنيها فقط: على قد الأيد

"هاتوا الفوانيس ياولاد، هنزف عريس يا ولاد، هيكون فرحه 30 ليلة".. مع قدوم شهر رمضان المبارك، يستعد الجميع لاستقباله بأشكال عدة، فترتفع أصوات الأغاني الشهيرة له في المحال، وتعلو الابتهالات بالمساجد، بينما تتزين الشوارع والمنازل بالفوانيس، ولذلك تحرص العديد من ربات المنزل على تزيين البيوت احتفالا بالشهر الكريم، ولكن ارتفاع الأسعار بشكل ضخم دفع "زينب المهدي" إلى صناعة الفانوس بنفسها من الألف إلى الياء.

"لما نزلت أجيب الفانوس والزينة اتصدمت بالأسعار، يعني الفانوس اللي كنا بنجيبه بـ50 بقى ب 80 أو 120 جنيه".. هكذا عبرت السيدة الأربعينية عن الأمر الذي أثار استيائها بشدة، ودفعها إلى التفكير في الاستغناء عن تلك الزينة في بادئ الأمر، قائلة: "يعني معرفش الواحد هيلاحقها من الزينة علشان يحس برمضان في البيت ويفرح الأولاد، ولا من الياميش والبلح والمكسرات اللي غليت نار".

وأردفت المهدي، لـ"الوطن"، أنها قررت الاستعانة بمهاراتها "الخاصة"، على حد وصفها، حيث قادرة على ابتكار الأشياء المختلفة والحياكة والتصميم، ولذلك عقدت العزم على تكوينه بنفسها وصناعته يدويا، فذهبت إلى منطقة "درب البرابرة" لشراء أسلاك حديدة بـ10 جنيهات، ومتارن من أقمشة "الخيامية" بـ15 جنيها، وشريط الخيوط المفرغة بجنيهان فقط.

وفور عودتها إلى المنزل حددت حجم الفانوس الذي ترغب فيه بالأسلاك بمساعدة أبنائها، قائلة: "استخدمت شنطة الأدوات الكهربية بتاعة جوزي، والحديد كان رفيع مش الصعب في أني اتحكم فيه بالبنسه وعملت شكل الفانوس بالظبط منه"، مضيفة أنها حددت الحجم نفسه بورقة كارتونية التي استخدمتها في قص الأقمشة الخيامية لصناعة الأوجه الأربعة للفانوس، ومن ثم قامت بتثبيتهم على الأسلاك الحديدية بـ"مسدس الشمع"، وزينته بشريط الخيوط المفرغة لتضفي شكلا جماليا على الفانوس.

 

ولفتت إلى أنها تمتلك القدرة المادية على شراء تلك الزينة والفانوس، ولكنها فضلت صناعتها لإضفاء البهجة، فضلا عن تحديد النفقات في المنزل واستغلال فارق المال في أشياء أخرى أكثر أهمية، مضيفة أن كل ما ابتاعته لم يتجاوز العشرون جنيها فقط، فيما تصل قيمة الجاهز من الفانوس فقط بين الـ80 والـ120 جنيه لذلك الحجم المتوسط.

لم تقتصر ابتكارات "زينب" التي تعمل مدرسة لغة عربية بأحد المدارس الثانوية، على صناعة الفانوس فقط، حيث استعانت أيضا بالأقمشة في عمل الزينة وتثبيتها على الحوائط المختلفة من المنزل، "علشان اللي يدخل البيت يحس برمضان كده وببهجته"، كما استخدمته أيضا في حياكة وسادات صغيرة للمقاعد بغرفة المعيشة، وهو بالفعل ما أضفى السعادة على أبنائها وزوجها فور رؤيتهم لـ"إبداعاتها"، على حد وصفها.


مواضيع متعلقة