«الوطن» تنفرد بنشر مشهد المواجهة بين «عبدالناصر» و«الهضيبى» فى الحلقة الثامنة

كتب: محمد عبدالجليل

«الوطن» تنفرد بنشر مشهد المواجهة بين «عبدالناصر» و«الهضيبى» فى الحلقة الثامنة

«الوطن» تنفرد بنشر مشهد المواجهة بين «عبدالناصر» و«الهضيبى» فى الحلقة الثامنة

الحلقة الثامنة مشهد: 4 نهار/ داخلى

هول شقة صالح أبورقيق

- هول الشقة من جديد..

- بعد الانتهاء من تناول الطعام.. العودة إلى نفس المجلس السابق ومشروبات ما بعد الغداء.. والمواجهة بين رجلين.. حيث يُخرج كل منهما أسلحته فى وجه الآخر..

{long_qoute_1}

- الخناجر لدى الطرفين ملفوفة فى القطيفة..

- الحضور.. المرشد + عبدالناصر + عبدالقادر حلمى + صلاح شادى + حسن عشماوى.. بالإضافة إلى صاحب البيت.. صالح أبورقيق.

- الهضيبى وكأنه يرهبه..

الهضيبى: حضرة البكباشى.. فى البداية وبالأصالة عن نفسى ومكتب الإرشاد والهيئة التأسيسية وجموع الإخوان فى ربوع البلاد.. جميعنا نقدم لكم التهنئة وندعو لكم بالتوفيق والسداد ونسأل الله أن تكون خطواتكم متفقة مع خطواتنا..

- مستعملاً الدهاء هو الآخر..

عبدالناصر: شكراً يا فضيلة المرشد على التهنئة دى.. وإن شاء الله الإخوان يكونوا سند للثورة..

الهضيبى: مطلوب منكم وعلى وجه السرعة القيام ببعض الإصلاحات السريعة التى تدعو لها مبادئ الإسلام.. خصوصاً والثورة الآن فى أولى خطواتها..

عبدالناصر: يا فضيلة المرشد.. الثورة أعلنت الحرب على الاستبداد والظلم السياسى والاجتماعى والاستعمار البريطانى.. كل الأمور دى تعتبر تطبيق لمبادئ الإسلام..

- علامات وجه الهضيبى تدل على عدم الارتياح

الهضيبى: أنا أقصد أفعال ملموسة يراها الناس ويشعروا بها.. على أثرها يدركوا أن أمور جديدة قد حلت..

عبدالناصر: زى إيه يا فضيلة المرشد..

الهضيبى: مثلاً تصدر الثورة قانوناً بفرض الحجاب على النساء.. بحيث لا يخرجن سافرات بشكل يخالف الدين.

عبدالناصر: يا فضيلة المرشد.. ربنا يعزك.. ثورة قامت عشان تخلص بلد من الظلم وتحرر شعبها من السخرة والاستعباد.. وتحارب الاستعمار.. وتحارب الفقر.. تفتكر فضيلتك مش فيه أولويات.. وعلى ما أعتقد إن فى الفقه الإسلامى فيه باب طويل عريض اسمه فقه الأولويات..

الهضيبى: فرض الحجاب من الأولويات يا حضرة البكباشى..!

عبدالناصر: دى بقى وجهات نظر.. وحيث إنه وجهات نظر.. بقت محل اختلاف.. دا غير إنى شايف إن فرض الدين لا يمكن يكون بقانون..

{long_qoute_2}

الهضيبى: أمال يكون بإيه؟

عبدالناصر: بالإيمان بالدين نفسه.. بالقناعة الشخصية وليس بالإكراه.. ربنا سبحانه وتعالى بيقول: «لا إكراه فى الدين»..

- الهضيبى يحس بالإحراج أمام قوة الحجة..

الهضيبى: أيضاً يجب إغلاق دور السينما والمسارح وكل أماكن اللهو والعبث..

عبدالناصر: فضيلة المرشد.. فى عهد الملك فاروق كنت بتزوره وتقابله وتهنيه فى المناسبات.. كمان حضرتك بينك وبين القصر نسب.. ليه ما طلبتش الحاجات دى من جلالة الملك وهو موجود..

- وجه الهضيبى الغاضب الحائر..

- أبورقيق ينقذ الموقف..

أبورقيق: أخ عبدالناصر.. فضيلة المرشد مكانش يرضى إنه يطلب حاجة من الملك لأنه عارف إنه كان أحمق وعنيد.

- عبدالناصر فى قوة وسخرية وفى هدوء..

عبدالناصر: أحمق وعنيد يا أستاذ صالح بعد ما سافر.. بعد ما وصل روما.. ولكن وهو فى مصر كان الملك الكريم.. وعلى كل حال.. لا أنا ولا أى حد من ظباط الثورة يقدر ينفذ مطالب فضيلتك يا سيادة المستشار.

الهضيبى: وإذا كانت هذه المطالب واجبة التنفيذ.

عبدالناصر: إيه خلاها واجبة التنفيذ.. رقمها كام الآية اللى بتقول اقفلوا السينما والمسارح.. وفى أى سورة.. إحنا فى استطاعتنا فرض رقابة تحافظ على الأخلاق والمثل العليا.. لكن نقفل.. صعب جداً.. أنا ما اقدرش أقف قدام رغبة 25 مليون مواطن ومواطنة.

- وجه غاضب.. فترة صمت..

- عدم الارتياح على كل الوجوه..

الهضيبى: يبدو أن سبل التفاهم بيننا مقطوعة.

عبدالناصر: مش مقطوعة ولا حاجة فضيلتك.. نقدر نخليها موصولة وتطلب طلبات معقولة..

- مؤنباً..

حلمى: أخ عبدالناصر.. أنت تخاطب فضيلة المرشد.

عبدالناصر: فضيلة المرشد عارف إنه له كل الاحترام..

الهضيبى: وطلباتى معقولة جداً يا حضرة البكباشى..

عبدالناصر: من وجهة نظرى لا.. فضيلة المرشد حضرتك عندك بنت فى كلية الطب.. وبتروح الجامعة وهى غير محجبة.. لما تفرض عليها الحجاب وتلزمها بيه.. يبقى طالبنى بفرض الحجاب على ستات مصر.. وبعدين أهل بيتك بيروحوا السينما ولا لأ..؟

يا فضيلة المرشد.. بلاش تطلب منى حاجة ما اقدرش عليها..

- يسود الصمت التام..

- الخيبة على وجه المرشد.. وأيضاً على وجوه الحضور من الإخوان..

الهضيبى: قل لى صراحة.. إنك وافقت على أن تكون الثورة إسلامية..

- عبدالناصر وقد ضاق بالنقاش..

عبدالناصر: ماحدش قال إنها ثورة ضد الإسلام.. ولا يمكن أن تكون ضد الإسلام.. لأنها فى الحالة دى تبقى بتنتحر..

- ثم ينهض واقفاً..

عبدالناصر: الثورة بتقبل بالنقد وممكن تقبل بالتوجيه ولكن لا يمكن تقبل بالوصاية.. أنا سعيد بالمقابلة يا فضيلة المرشد.. وألف شكر على العزومة الجميلة..

أبورقيق: إنتَ مستعجل ليه..؟

عبدالناصر: حضراتكم مقدرين حجم المشاغل اللى ورايا وأهميتها.. أستأذن..

- ويبدأ فى التحرك..

- ويتحرك معه صاحب الدار وحسن عشماوى لوداعه..

- الكاميرا على وجه المرشد..

- عبدالناصر يتوقف لحظة ويستدير..

عبدالناصر: وعلى فكرة يا فضيلة المرشد.. فيه آية فى القرآن الكريم أنا بسمعها كتير.. «أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين» صدق الله العظيم..

سلامو عليكو..

- رد فعل الهضيبى

- ناصر يواصل طريقه نحو الخارج..

- يظل الهضيبى واجماً وكذلك صلاح شادى.. وكذلك عبدالقادر حلمى..

حلمى: واضح إنك مش مستريح يا فضيلة المرشد..

الهضيبى: من أين تأتى الراحة والأحوال زى ما شُفتم..

شادى: فضيلتك شايف إيه..؟

الهضيبى: علينا ألا نستعجل الأمور.. ولكل حادث حديث..

(قطع)


مواضيع متعلقة