3 هوامش في حياة إسماعيل يس.. "قليل البخت" الذي أسعد مصر

3 هوامش في حياة إسماعيل يس.. "قليل البخت" الذي أسعد مصر
لم يكن حظه إلا كدقيق بعثروه، وقالوا لحفاة يوم ريح اجمعوه.. فالرجل الذي صار أغنى أغنياء الممثلين، مات فقيرا لتعود الحياة به إلى نقطة الصفر..
1-
في مسجد ماراسينا بالسيدة زينب، نام ليرتاح من عناء يوم طويل، ولم يجد له ملاذا إلا بيت الله ليختبئ به ويأخذ قسطه من النوم ليفكر ماذا سيفعل هنا بعد أن نفدت الأموال التي سرقها من جدته بالسويس ليتجه بها إلى القاهرة ملبيا نصيحة الناصحين له بان "صوته حلو".
وهو نائم في ماراسينا أيقظه أحدهم وقال له: "انت اللي سرقت طقم الشاي ولازم نوديك في داهية"، لكن شيخ الجامع أنقذه من أيديهم، وأعطاه مبلغا من المال ليعود إلى أهله من رحلته الأولى إلى القاهرة مكسور الخاطر الفني.
2-
ولأن حلمه الأول كان منافسة محمد عبد الوهاب وإزاحته عن عرش الغناء، عاش المونولوجيست إسماعيل يس مخبئا حلمه، بعد أن عرف أنه من المستحيل أن يكون مطربا، لأن ملامحه وقفت حائلا بينه وبين حنجرته التي وصفها أكاديميون بأنه الوحيد الذي لم يظهر منه أي نشاز ويغني بشكل سليم كأي مطرب متمرس..
وفي لقاء إذاعي له، سئل إسماعيل يس عن الأغنيات التي تثير في نفسه ذكريات عظيمة، فاختار أغنية "امتى هتعرف" للمطربة أسمهان، وقال للمذيع: "ماقلتليش إيه اللي عاجبك فيها؟"، فسأله المذيع، فأجاب إسماعيل يس بأن ولعه بالأغنية يتعلق فقط بجملة قصيرة يقولها الفنان بشارة واكيم في تسجيل أغنية أسمهان، كنوع من العرفان لـ"واكيم" الذي لفت الأنظار إلى إسماعيل يس كنجم كوميديا.
3-
وكما بدأ في الكازينوهات عاد "إسماعيل" إلى الكازينوهات في نهاية حياته الفنية، لأن الحياة في أحد أشكالها دائرة تبدأ وتنتهي عند نفس النقطة.. وبحسب الناقد طارق الشناوي فإن إسماعيل يس يستحق الدخول في الموسوعة العالمية "جينيس"، ويمكننا رصد الحياة بمتاعبها في أغاني إسماعيل يس، الذي غنى للسعادة وغنى "ناس بتكسب ولا تتعبشي وناس بتتعب ولا تكسبشي"، وكأنها مبادئ أساسية لصفقة حياة البشر على الأرض.