زينات علوي.. "راقصة الهوانم" فشلت في إنشاء نقابة

كتب: رحاب عبدالراضي

زينات علوي.. "راقصة الهوانم" فشلت في إنشاء نقابة

زينات علوي.. "راقصة الهوانم" فشلت في إنشاء نقابة

برقص بسيط غير مبتذل وحركات في أداء رقصاتها، تمكنت من الرقص الشرقي، واستطاعت أن تحافظ على أدائها دون إدخال رقصات غربية أو لون جديد مثل غيرها، كما أن رقصتها في فيلم "الزوجة" الـ13 مع الفنان رشدي أباظة، جعلها حاضرة في أذهان جمهورها دائما، وخصوصا بعدما قدمت العديد من الأعمال الفنية كراقصة.

وُلدت زينات علوي، في 19 مايو 1930، ومرت بالعديد من المفارقات في حياتها حيث غادرت بيت أهلها في سن صغيرة "هاربة".

عملت في القاهرة ممرضة، لبعض الوقت ولكن فصلت من العمل بعد ضبطها في المستشفى وهي تقلد "تحية كاريوكا"، ما جعلها تتجه إلى العمل بأحد "الكباريهات"، لكي تستطيع تغطية مصاريفها الشخصية، إلى أن أصبحت نجمة للرقص الشرقي.

"راقصة الهوانم"، لقبتها بذلك الراقصة تحية كاريوكا، كما عرفت في الوسط الفني برقي رقصها دون ابتذال، وتفردها بالرقص للأمراء والملوك.

سعت علوى، بسبب ما تتعرض له الراقصات في ذلك الوقت من ظلم واضطهاد ومطاردة مستمرة من شرطة الآداب ومن معاملة الدولة العنيفة للراقصات، إلى إنشاء نقابة للراقصات، خاصة بعد فرض قوانين وعقوبات على الراقصات حينذاك، منها "أن تكون الراقصة حسنة السير والسلوك، وأن تثبت مزاولتها للرقص بصورة واضحة، وأن تحصل على تصريح بكل رقصة تؤديها من رقابة المصنفات، ومن يخالف ذلك يسجن لمدة لا تقل عن شهر ولا تزيد على 6 أشهر وغرامة قدرها 50 جنيهاً ولا تزيد على 100 جنيه".

وعند فشلها في إنشاء النقابة رغم تأييد كاريوكا الشديد لها في ذلك الوقت، واستمرار تضييق "شرطة الآداب" على الراقصات، اعتزلت زينات، الرقص، ولكن ضيق أحوالها المادية دفعها إلى العودة مجددا لسداد الديون المتراكمة.

روى الأديب أنيس منصور موقفا إنسانيا لها، في أحد مقالاته قائلا: "رأيتها تزور الشاعر كامل الشناوي، فلما وجدته نائما ظلت جالسة حتى نهض من فراشه، وكان يسهر الليل وينام النهار، وهددت بأن تلقي بنفسها من النافذة إن لم يأخذ هذا المبلغ من المال، وكان بضعة آلاف".

وتوفيت "زينات" إثر أزمة قلبية في 5 يناير 1988، ظلت 3 أيام دون أن يعلم أحد بوفاتها، ولم يحضر جنازتها سوى فيفي عبده وتحية كاريوكا وعاملة منزلها.

ومن أهم الأفلام التي شاركت بها: "ريا وسكينة"، و"شباك حبيبي"، و"إشاعة حب"، و"أدهم الشرقاوي"، و"صباح الخير يا زوجتي العزيزة"، و"الزوج العازب"، "وإسماعيل يس في الأسطول"، و"نهارك سعيد"، و"رنة الخلخال".