"محمد" بائع ملابس متجول: الرزق يحب التعب.. وربنا يبعد عننا البلدية

كتب: صفية النجار

"محمد" بائع ملابس متجول: الرزق يحب التعب.. وربنا يبعد عننا البلدية

"محمد" بائع ملابس متجول: الرزق يحب التعب.. وربنا يبعد عننا البلدية

ببشرة خمرية مائلة إلى السمرة يتصبب منها العرق، وشفتين تشققتا من شدة ندائه الذي لا يتوقف لعرض الملابس وجذب الزبائن إليها، يقف الشاب العشريني محمد أحمد يوميا في رمضان، على الرصيف المواجه لجراج الأوبرا، من الثامنة صباحا حتى العاشرة مساء، ليوفر قوت يومه، بعد أن ترك التعليم قبل 10 أعوام، وتفرغ للعمل كبائع ملابس متجول.

ترك محمد تعليمه وهو في الشهادة الابتدائية، وبدأ العمل لتوفير نفقاته الشخصية، حيث اعتاد السفر منذ صغره، وعمل في أكثر من مكان: "ما كنتش غاوي التعليم عشان مبحبش أذاكر، فكبرت دماغي وسبت المدرسة عشان أعرف أجيب يوميتي".

مع ارتفاع صوته باستمرار وندائه على الزبائن وأسعار الملابس، لا يستطيع تحمل الصيام مع حرارة الشمس الشديدة، ما أدى إلى اسمرار لون بشرته، نظرا لوقوفه طوال اليوم في نهار رمضان: "طول اليوم شغال بنادي على الأسعار لحد ما صوتي راح".

يواصل "محمد" عمله دون توقف لتحصيل قوت يومه: "لازم اشتغل وأنا صايم، مين هيصرف عليا"، لكن "شغله" متعب بخاصة في الجدال مع الزبائن، الذين دأبوا على الفصال أيا كان سعر السلعة، ما يزيد تعبه في نهار رمضان، "الزبون بيغلّبنا معاه وبيفاصل كتير، حتى لو قلتله التي شيرت بجنيه هيفاصل فيه".

شهر رمضان فرصة جيدة لـ"محمد" كي يزيد دخله، بخاصة مع إقبال الناس على الشراء استعدادا لعيد الفطر، لذا لا يجد "محمد" مفر من العمل في نهار رمضان الشاق، حتى وإن كانت حركة البيع والشراء قليلة في بداية الشهر، بخاصة أنه "أرزقي" على باب الله: "الرزق بيحب التعب والسعي عليه، وأنا ما أقدرش أنام بالنهار واشتغل بالليل عشان بجيب اليوم بيومه".

ورغم أن حرارة الجو تشكل عائقا كبيرا في رمضان على مصدر زرق "محمد"، الذي يعمل بـ"اليومية" هو وصديقه على فرشه أحد التجار، إلا أن البلدية تشكل لهم عائقا أكبر من حرارة الجو، فكثيرا ما تفاجئهم بمصادرة الملابس التي يبيعونها، نظرا لأنهم يفترشون الرصيف دون ترخيص: "رمضان أيامه مباركة وربنا بيرزقنا، ولو جات على الحر والصيام سهلة، لكن كل اللي بنتمناه من ربنا يبعد عننا البلدية اللي مش عارفين ناكل منهم عيش".


مواضيع متعلقة